بيروت ـ من أحمد أسعد والوكالات:
دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اليوم الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من يونيو القادم التي تعد الاولى منذ بدء الفراغ في سدة الرئاسة الاولى بسبب فشل المجلس في انتخاب خلف للرئيس المنتهية ولايته ميشال سليمان بسبب الانقسام السياسي الحاد . ودخل لبنان حالة الفراغ في سدة الرئاسة مع نهاية ولاية سليمان التي استمرت ستة اعوام ومغادرته القصر الرئاسي في بعبدا / شرق بيروت / دون تسليم منصبه الى رئيس منتخب . وتتولى الحكومة برئاسة تمام سلام "مجتمعة" بموجب الدستور صلاحيات الرئاسة في انتظار انتخاب رئيس جديد وهو أمر يصعب التكهن بموعده . ودعي المجلس النيابي الى انتخاب رئيس جديد خمس مرات خلال الشهرين اللذين سبقا انتهاء الولاية بحسب الدستور . ولم ينجح المجلس في المرة الاولى بتأمين اغلبية الثلثين المطلوبة لفوز احد المرشحين بينما عجز في المرات اللاحقة عن الالتئام بسبب عدم اكتمال نصاب الجلسات المحددة بغالبية الثلثين 86 من اصل 128 نائبا عدد اعضاء البرلمان . من جهته كشف ميشال عون عن انه لن يكون مرشحاً للرئاسة لكنه قال : حين تصبح المعركة جدية نرى اذا كنت سأترشح ، ولم يرد عون عن سؤال لماذا لم يسمه الامين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس الأول وقال عون أنا لا أتحدث عن النوايا ولماذا لا تسألوه .عون وفي مؤتمر صحفي برر الشغور الرئاسي بانعدام الميثاقية ، واصر على الدفاع عن أهمية المثالثة بين الرئيس الحريري ونصرالله وبينه ، معتبراً أن المثالثة تقوي السلطة والمرشح وتخلق توازناً وتقوي الوحدة الوطنية مع عدم المس بالمناصفة ، عون رأى ان المثلث القوى يحمي الوحدة الوطنية ، مشيرا الى انه عندما تصبح المعركة جدية وليست مناورة عندئذ يرى ان كان سيترشح ،أو يترك الاخرين يصلون الى سدة الرئاسة .بدوره رئيس حزب الكتائب أمين الجميل وصف تعطيل نصاب جلسات انتخاب الرئيس بانه خطوة غير اخلاقية ، وحزر من ان الفراغ في موقع الرئاسة الاولى مؤشر سلبي للغاية اتجاه مصداقية لبنان وحضورة في المجتمع الحضاري الذي ندعي اننا جزء منه اساسي منه . الجميل التقى المرشح الرئاسي هنري حلو الذي أكد ان الحل الوحيد لا يكون الا بشخص توافقي . ولا حل الا في مد الجسور، الجميل وخلال لقاءه السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل في بيت الكتائب المركزي أكد ان اشكالية الرئاسة ليست فقط عند القيادات المسيحية ، انما هي في عهدة كل المرجعيات الوطنية ولا يجوز تحميل المسحيين مسؤولية تقهقر الوضع السياسي القائم . السفير الاميركي كان عبّر عن حرصه على المحافظة على الاستقرار في لبنان بالرغم من الفراغ الحاصل في موقع الرئاسة ، وأكد أنه لا يجب التطبيع مع الوضع القائم والعمل على تكثيف الجهود لتحقيق انتخابات رئاسية . من جهته اعتبر النائب في تيار المستقبل أحمد فتفت ان حزب الله غير مستعد لأي نظرة وطنية شاملة وأن همه هو حماية استراتيجيته الداخلية وفي المنطقة . عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني أسف لحصول الفراغ في كرسي الرئاسة الأولى ولتعطيل البعض الانتخابات ومحاولته افراغ الدولة من مؤسساتها ، وأكد ماروني ادخول في مرحلة جديدة من الأسماء المطروحة للرئاسة ، لافتا الى ان المشاورات يجب ان تستمر بين الجميع وليست فقط بين المستقبل والتيار الوطني الحر . عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا رأى ان حسن نصرالله تكلم بعنجهيته المعهودة ، انطلاقا من قوته العضلية لا الفكرية ولا بحق ولا بقانون من ان حزب الله لا يحتاج الى حماية احد بل هم من يحمون . السفير البريطاني طون فليتشر التقى الرئيس تمام سلام ،مشيدا بالرئيس سليمان ، ومشيرا الى وجود فرصة لانتخاب رئيس صنع في لبنان ، فليتشر أكد ان استمرارية نؤسسات الدولة امر حيوي وليس هناك من حل سحري دولي لانتخاب رئيس وهذا وهم خطير . وأشار بان لبنان بحاجة لاختيار رئيس لما يمكن ان يقدمه للبلد وليس لما يمكن ان يقدمه الحلفاء في الداخل او المنطقة ، وشدد على ان المجتمع الدولي بحاجة ايضاً لرئيس نريد أن نقدمه من أجل الاستقرار . أمنياً تعرضت بلدتي النبي عثمان واللبوة بعد ظهر امس الى اعتداء صاروخي من قبل المسلحين المقاتلين في سوريا ، فقد أشارت المعلومات الى سقوط صاروخين ما بين اللبوة والنبي عثمان ، أحد الصواريخ سقط قرب الطريق العام والصاروخ الثاني يبعد عنه حوالي عشرة امتار واقتصرت الاضرار على الماديات ، ولم يسجل اصابات وتوجهت قوة من الجيش الى مكان سقوط الصاروخين ، فيما حددت المصادر العسكرية الموقع الذي استعمله المسلحون لاطلاقهم في اعالي السلسلة الشرقية لجبال لبنان ما بين الحدود المتداخلة اللبنانية السورية . هذا وفي مقلب بلدة عرسال أغار الطيران الحربي السوري على اربعة دفعات واطلق من ستة الى سبعة صواريخ ولم يسجل أيضاً لدى المراجع الامنية اللبنانية سقوط جرحى أو قتلى او أصابات ، الصواريخ بحسب مصادر مطلعة أصابة تضاريس جردية غير مأهولة في محلة العجرم في جرود بلدة عرسال .