[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
كان ذلك بعد أن عبر موسى وقومه الصحراء حوالي 1290 ق.م واتجهوا نحو أرض كنعان (فلسطين)، وقد تولى قيادة اليهود بعد وفاة موسى يوشع، الذي عبر بالإسرائيليين نهر الأردن واستولوا على أريحا وأحرقوها، وأخضعوا بعض المدن الكنعانية، ولكنهم عجزوا عن اخضاع القدس، وقد نشبت بين الفلسطينيين والعبرانيين حرب ضروس انتهت بالتغلب على العبرانيين عام 1050 ق.م، إلى أن تمكن داود من التغلب عليهم، ومن ثم اخضاعهم والسيطرة على بلادهم، كما ويعتبر داود المؤسس الحقيقي للمملكة وقد أقام للاله يهوده معبداً بعد وفاته وأوصى ابنه سليمان ان يشيد للرب الهيكل.
ويذكر د.جاب الله علي جاب الله أنه قد كانت لاورشليم مجموعة من الأسماء من بينها "اورشليم، شالم، بابوس" وأن اقدم ذكر لمدينة اورشليم يوجد في ما يعرف بـ (النصوص الحرية) التي وجدت في مصر بين القرنين 18و19 قبل الميلاد، وهي نصوص كانت تكتب على اوان فخارية وعلى تماثيل حجرية، ويتم كسرها كطقس من طقوس مواجهة الشر.
ولقد تعاقب على حكم بني إسرائيل عدة ملوك وقواد وكان آخرهم سليمان (960-935ق.م) وقد قام بأعمال جليلة، ولكنه ارهق قومه بالضرائب العالية، وبذلك حقدوا عليه ومقتوه، على الرغم من قيامه بأعمال رفعته وجعلته من المع الحكام الإسرائيليين، ولما توفي سليمان اجتمع ممثلو الأسباط وطلبوا من ابنه وولي عهده رجعام أن يخفف عنهم الضرائب، ولكنه لم يستجب لطلبهم هذا، مما ادى إلى هياج القبائل الإسرائيلية، فأسس عشرة منهم مملكة في الشمال، اما السبطان الآخران فأقاما مملكة يهوذا وجعلا عاصمتها اورشليم وذلك في سنة 930ق.م وهكذا اصبح لليهود مملكتان، مملكة في الشمال وقد عرفت بمملكة إسرائيل، نسبة لإسرائيل أبي الأسباط، وكانت تضم أكثرية الأسباط ثم مملكة ثانية في الجنوب، عرفت بمملكة يهوذا نسبة إلى سبط يهوذا احد اسباطها، وقد كانت مملكة إسرائيل أرقى من مملكة يهوذا، فأرضها خصبة وسكانها زراع وتجار، في حين إن مملكة يهوذا كانت أرضاً جبلية وسكانها رعاة.
وينتقل المؤرخون اليهود إلى منطقة أخرى ويعدونها مصدر هجرة اليهود إلى فلسطين وهي منطقة الجزيرة العربية ففي كتابه (تاريخ اللغات السامية ص5) يقول الدكتور إسرائيل ولفنسون (أن الهجرة الإسرائيلية صدرت من الجزيرة العربية وفتحت بلاد فلسطين، وكان هذا الفتح سبباً لتقلبات اجتماعية ودينية كثيرة والاثر في التاريخ العام).
ويرتبط طرح ولفنسون مع الاهداف التي وضعتها الحركة الصهيونية وعمد قادتها على تنفيذها، ولهذا يريدون أن يجعلوا من ارض الجزيرة العربية موطناً اخر لليهود، والحقيقة أن يهود هذه المناطق اعتنقوا الدين اليهودي نتيجة للحملات التبشيرية، وقد كانوا بالأصل عرباً ثم تهودوا وهم في ديارهم، وبقوا محافظين على عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم العربية، ولم تكن لهم أية صلة بيهود فلسطين، لكن هذا التناول التاريخي من قبل المؤرخين اليهود، إنما جاء ليكمل الطروحات التي رسمتها الخارطة الصهيونية، والتي تُضَمِنْ حدود دولة إسرائيل أجزاءً من الجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية) والعراق واجزاء من تركيا اضافة إلى الأردن ولبنان وسوريا.