رحلة جديدة ومغايرة تضاف إلى رصيد موسوعة الوطن «الشاملة» تُشكل العدد السنوي الجديد الـ24، فيها يجد القارئ طوافا متسعا للكلمة والصورة حيث الإنسان ومجتمعة لإيجاد فضاء للكلمة وبيان للمعنى، واتصالا مباشرا لمسارات حياتية ممتمعة أرادها الزميل الكاتب الصحفي محمود سرحان، الذي عمد على إيجاد روح تتجلى بألق متوازن ومدهش وهو يسجل لحظاته اليومية حيث التضاد والتناقض والاختلاف والتشابه في بهجة الحياة من أقصى المعمورة إلى أقصاها.

01

موسوعة الوطن «الشاملة» الصادرة عن المؤسسة العمانية للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع كعادتها تأتي لتقترب من كل هو مغاير وخارج عن المألوف ففي هذا العام تشكلت في 360 صفحة، ترصد وبعين المتابع الحذق المتمرس أكثر من 2000 صورة، تقترب هي الأخرى حيث تفاصيل الإنسان اليومية ومجريات خطواته وتحركاته، تواكب الوقائع والأحداث، وتسجل ألقا جديدا وجدياً في الوقت ذاته، تلك الصور توزعت على أبوابها الـ 20. في الاطار ذاته يقول محمود سرحان: ودعنا 2016 (عام القرد) بأحداثه سواء كانت سعيدة أو غير سعيدة .. فقد صاح لنا (ديك) التقويم الصيني من جديد معلنا استقبال 2017 .. لكني أخشى ما يقوله المنجمون بأن برج عام الديك الذي أعقب برج القرد وفق التقويم القمري الصيني يتسم بالغرور والعنجهية. وكعادته يقترب الكاتب محمود سرحان من الأحداث العمانية وكل ما يهم الإنسان العماني في ربوع الوطن الغالي (عمان)، يسجل تلك اللحظات المفرحة ويقتنص تواجد الإبهار وأفكاره أينما وقع، في محافظات وولايات السلطنة من مسندم إلى ظفار، إلى العامرة مسقط وضواحيها الخلابة الضاربة في جذور التاريخ وتكوين الإنسان. يقترب أكثر من النجاحات المتحققة خاصة تلك التي برزت الشأن العماني خارج التكوين العام للجغرافيا.

وبصورة أكثر وضوحا يضع الكاتب أجندة شهرية لافته في بداية الموسوعة لعام 2016م، يقترب ومن خلال التقويم الشهري من كل ما نستطيع ذكره كحدث مهم ويجب الالتفات نحوه، لما له من أهمية كبرى في التاريخ الإنساني ككل، فعلى سبيل المثال يبدأ بأول يناير من العام ذاته «2016» بوفاة المغني ديفيد باوي أحد أكثر الموسيقين تأثيرا في عصره عن عمر يناهز الـ69 عاما، وينتهي بنا في ديسمبر من العام ذاته حيث إعلان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي استقالته في الاستفتاء بشأن الإصلاح الدستوري، تلك المحطات الراصدة من أول يناير وحتى نهاية ديسمبر توحي للقارئ بأهمية ما جاء في موسوعة الوطن «الشاملة» التي دائما ما تركز على كل الأحداث بشكل دقيق ومتقن. في هذه الموسوعة تسجيل بالغ الأهمية، فالكاتب لا يزال يرصد يومياته الصحفية وكأنها جزء لا يتجزأ من واقعه الإنساني بدقائقه وساعاته، فهنا يقرّب القارئ ليخبره عن ماهية تلك الحقائق فيما يتعلق بالأخبار العلمية والأرقام القياسية، وهنا لابد أن ندرك أننا في وقفة لا نستطيع تجاوز أحداثها ومضامينها بتلك السهولة، خاصة عندما نذكر مفردة «قياسية»، فبلا شك نحن مع المختلف والمدهش جدا، فهناك كل ما يجب أن يضعنا في التفكر العميق في هذا الكون وأحداثه، وان لغة الأرقام هي بحد ذاته عامل لا يمكن الاستهانة به، فهذا العالم يسافر حيث اللامعقول في غالب الأحيان. ورحلات أخرى لا تقل أهمية عما سبقها، فالموسوعة تأخذ القارئ إلى الآثار في شتى المعمورة وتطلعه على الجديد مع وقفة شاملة إلى ما أودعه الله في عقل الإنسان لينتج واقعاً تكنولوجياً يسابق الزمن، في مجالات شتى التي لا تتوقف رحلة الاكتشاف فيها، خاصة إذا ما علمنا أن حياة الإنسان عموما أصحبت قرية رقمية مصغرة، فآلة الزمن توجد خارطة أخرى للحياة من خلال هذه الاكتشافات العظمية. ثم وقفات أكثر إبهاراً مع كل ما يستجد في عالم السيارات، حيث التسابق الفريد للمؤسسات العالمية في استقطاب عقل المستهلك لاقتناء أجمل وأروع سيارتها، ودخول مباشر مع ما توصل إليه الطب الحديث والاكتشافات العلمية التي تحّير العقل الإنساني لما لها من ردود وأفعال توجد حياة أفضل للإنسان حيث القضاء على الأوبئة والأمراض المستعصية. ووقفة مع فن النحت الذي يأخذ فكر الفنان لناحية منصات الإبداع، وما أوجدته علوم الفضاء والرحلة إلى العالم اللامنتهي والكون الفسيح.
يعرّفنا الكاتب الصحفي محمود سرحان أكثر في هذه الموسوعة بالكوارث والحوادث والجرائم التي أحلت بالإنسانية في هذه المعمورة في عام 2016 وما شكلته من غرابة قد لا يختزلها العقل البشري لما فيها من جديد في هذا الجانب. مرورا بالتحف ومقتنيات المتاحف وآخر ما صُرف من أموال طائلة في اقتناء البعض منها. إلى عالم مملكة الحيوان وما استجد في هذه المملكة من طرائف وغرائب فريدة مرورا بالرياضات العمانية والعالمية وكل ما يتعلق بهذا التكوين العالمي وأهم احداثه الواقعة في العام المنصرم مع الوقوف مع الموضة والأزياء، وطرائف الزفاف وما يتخلله من مشاهد غير مألوفة نوعا ما، إلى حياة المواليد الجديدة في حياتنا وخواصها والمعمرّات في عالمنا المترامي وملكات جمال العالم اللاتي دائما ما يتألقن بحضورهن وبهجتهن، إلى لغة الكاريكاتير العالمية التي دائما ما تشكل نبض الشارع وأحداثه المتجددة.
كل ذلك جاء في تفاصيل متنوعة ومدهشة ومغايرة أرادها الزميل الكاتب الصحفي محمود سرحان ، الذي يقوم حاليا بالتحضير لموسوعة الوطن في عددها المقبل الـ25 بإذن الله تعالى.

وكان قد وقع الزميل الكاتب الصحفي محمود سرحان على «موسوعة الوطن» في عددها السنوي الـ 24الصادر عن المؤسسة العمانية للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع في مكتبة النيل قاعة 5جناح D10 بمعرض مسقط الدولي للكتاب .. حيث جاءت «موسوعة الوطن» هذا العام بواقع 360 صفحة وأكثر من 2000صورة موزعة على أبوابها الـ 20من أحداث عمانية وأخبار علمية وأرقام قياسية وآثار وتكنولوجيا وسيارات وطب ونحت وفضاء وكوارث وحوادث وجرائم وتحف وحيوانات ورياضة عمانية وعالمية وأزياء وزفاف ومواليد ومعمرات وملكات جمال العالم والكاريكاتير. حيث يضم هذا الإصدار المتعة والتشويق عبر مقتطفات وصور وأحداث عام كامل، نقدم من خلالها في كل باب باقة من الأخبار والأحداث التي تتنوع بين الطرفة والغرابة والابتكارات والاختراعات والخوارق، وتأخذك الموسوعة في جولة ساحرة عبر أروقة العالم من خلال استكشاف مكنونات جمالية وغرائبية فريدة وأخبار تجذب الانتباه وتقدم المتعة والفرجة لمتصفحيها عبر الصور التي توثق لكل حدث ، حيث يطوف القارئ في فضاءات متنوعة تتوزع بتوزيع المكان وتشابه الحدث، ومن الأبواب المهمة التي تواصل تألقها في الكتاب الباب العماني المحلي الذي نقدم فيه أبرز الأخبار والأحداث المحلية إضافة إلى الحديث عن أبرز المحطات الثقافية والرياضية والسياحية الموثقة بالصور. إضافة إلى أبرز الأحداث العالمية التي صبت في مجال الآثار سواء الاكتشافات الجديدة أو القديمة الأثرية، فضلاً عن أخبار التهريب والسرقات، مرورا بأبرز التقنيات الحديثة للكشف عن الآثار أو ترميم المقتنيات والمومياوات. إضافة إلى باب الأرقام القياسية ، و»التكنولوجيا»والغرائب» ، وكل ذلك مدعم بالصورة التي بلغت أكثر من 2000صورة تسلط الضوء بصورة احترافية على أهم الأحداث التي قد تمر مرور الكرام في بعض الأحيان على القارئ لكن لها خصوصيتها الحاضرة عندما تخرج مرة أخرى في ثوب موسوعي مختلف.