ما حدث في مباراة السوبر للهوكي رسالة واضحة نحو الاهتمام بمعنى الثقافة الرياضية

مطالب بتعزيز ودعم الثقافة الرياضية لمختلف الرياضيين بالمنتخبات والأندية

سليمان البلوشي :ـ ـ الثقافة الرياضية هي ثقافة فكرية متخصصة في المجال الرياضي ومبنية على الثقافة العريضة العامة للفرد

هشام العدواني : ـ الثقافة الرياضية من العوامل الأساسية والمهمة المطلوبة في المنظومة الرياضية

سلطت الضوء ـ ليلى بنت خلفان الرجيبية:
هناك بعض الرسميات التي نتقيد بها داخل السلطنة ... وهناك بعض العادات والتقاليد التي لا غنى عنها في معيشتنا اليومية كنا داخل أو خارج السلطنة ... وهناك الكثير من التعريفات التي تحمل الهوية العمانية .... وهناك كما تعلمون أعزائي القراء أن الرياضة أصبحت السفير الذي ينقل الصورة الحضارية والطيبة عن ذلك البلد .. وهناك الكثير من الرياضيين والمنتخبات تعد سفيرة لدولها بين سائر دول العالم المختلفة ... وهناك أيضا الكثير من الدول لم يعرف موقعها والقارة التي تنتمي إليها إلاّ من خلال الرياضة .... فالرياضة ليست هواية تمارس في الأندية والمنتخبات فقط فالرياضة هي الروح المعنوية والثقة والقدوة لكل من ينتمي إليها ودائما نسمع المقولة ( خلي روحك رياضية ) وتحمل هذه المقولة التسامح والحب والقدوة لكل من يمتهن هذه الرياضة سواء كان لاعبا او اداريا او فنيا أو حتى مشجعاً .. على الرغم من صدور العديد من القرارات التي تحمي حق اللاعب والاداري والحكم والمدرب والجمهور ايضا الا ان تلك القرارات غابت بغياب الثقافة في هذا الجانب وفي الميدان ظلت حبرا على ورق .. و قد لا يستوعب الكثير منا ان الصورة بألف كلمة وليست بحاجة على تعليق يزيد عليها ... وقد لا يستوعب الكثير من اللاعبين بسرعة وسائل الاتصال الحديثة وسرعتها في الالتقاط والتوزيع وفي النهاية من المتضرر من جراء ما يحدث ومن المسؤول عن غياب اهم جانب في ثقافة الرياضي وجميع المنتسبين إليها ؟!! ,,, المتداول والمعروف عنا أننا اهل الكرم والطيبة ... ارضنا ارض التسامح والهدوء والاتزان .. من يدخل السلطنة يعود إليها مرة اخرى .. نظرا لكرم الضيافة وابتسامة الترحيب حين نتحدث عن هذا الموضوع وللاسف الشديد كأننا نتحدث عن أندية تلعب لاول مرة وليس اندية صالت وجالت في الكثير من الدوريات والكثير من المسابقات كانت داخل السلطنة او خارجها .. ضيوف في أرضنا وبيننا في كأس السوبر العماني الاول 2017 شاهدوا مشاهد كنا نتمنى انها لم تحدث 33 ضيفا من اسيا على رأسهم رئيس الاتحاد الاسيوي للهوكي ليس بالعدد القليل اختاروا السلطنة ليكون في نهائي الهوكي ليس من فراغ انما بعراقة السلطنة هذه الرياضة وتقديرا منهم لنا في اقامة الكونجرس الاسيوي للهوكي الذي سبق المباراة بساعات .. ولكن تركوا المكان لاشكاليات حدثت قبل ان تسلم الكؤوس للمراكز الاولى .. هذا المشهد ليته يتمسح من ذاكرة كل من حضر والعقوبات التي صدرت من قبل لجنة المسابقات باتحاد الهوكي كانت خجولة لا اعتقد انها تكفي ، وما حدث إنما يدل على ثقافتنا المحدودة وان اللاعبين ليس لديهم سلاح سوى التعصب وفرد عضلات القوة اثناء الخسارة مهما كانت الظروف ومهما كانت الاحوال هناك حكم ومراقب حكام ومسؤولون غيرهم ليس من عاداتنا ولا تقاليدنا ، ولكن من الواضح ان ما حدث ليس وليد الصدفة بل سبق وتكرر ذلك فلم يجدوا الرقابة الكافية والتوجيه الصحيح الذي يسبق المباراة ليس من قبل النادي المعني فقط بل حتى القائمين على الحدث كان يفترض فيهم أن يوجهوا اللاعبين بل حتى الاداريين الى الطرق الصحيحة والسليمة في اساسيات القيم الاخلاقية وتبادل الاحترام بين بعضهم البعض للاسف اننا لا نزال نعاني من التساهل في تطبيق الكثير من الضوابط و القرارات عليهم ولم يشدد في الالتزام والتأكيد عليهم بالاسس والمبادئ.
أين الثقافة الرياضية ؟!!
الرياضة وان طال الامد تعتمد على التنافس من اجل الوصول الى الانجاز والثقافة الرياضية وان طال الحديث عنها فلا بد ان يتمتع بها الجميع وأولهم اصحاب المناصب الادارية والفنية حتى يقتدي بهم اللاعبون ويسيرون على ذات النهج فالرياضة ليس تنافسا فقط وانما رسالة احترام واخلاق وتنافس و هناك الكثير والكثير من النقاط التي تساهم في زيادة ثقافة اللاعبين .. لان اللاعب سفير للأخلاق وتأثيره كبير جدا في المجتمع وبالذات في فئة الشباب ولهذا يجب ان تكون تصرفاته متوازنه مع هذا التأثير واللاعب صاحب الثقافة الضحلة ينشر هذه الضحالة بتصرفاته وللاسف لا نجد اي اهتمام من ادارات الاندية فاللاعبون وبخاصة في البطولات وحين يصلون الى المباريات النهائية في الدوريات بحاجة الى كم هائل من المحاضرات التعليمية عن كيفية التعامل مع العادات والتقاليد والقيم التي ينتمون إليها ومع طيبة المجتمعات التي يتواجدون بها فلدينا اللاعب لا يملك الثقافة العالية في الكثير من الأمور الرياضية وللعلم ان الرياضة لا تحمل معنى اللعب فقط وانما هي فن وذوق واخلاق !! ... اراء المهتميين في هذا الجانب جدا مهمة فقد استطعنا أن نسلط الضوء على أهيمة الثقافة الرياضية لكل من في المنظومة الرياضية وشرحها من وجهة نظرهم وجاءت على النحو التالي :
اهمية الثقافة الرياضية للرياضيين
قال المحاضر الرياضي هشام العدواني : اليوم الثقافة الرياضية اصبحت من العوامل الاساسية والمهمة التي ينبغي أن يتقيد بها كل من له علاقة بالرياضة كما ان الثقافة تعبر من الاساسيات كونها تمثل واجهة الرياضي وتمثل العادات والتقاليد الموجودة في بلدك او خارجه كما ان الثقافة مهمة في ترسيخ القيم والمبادئ الانسانية في احترام الاخرين واللعب النزيه بالاضافة الى السعي نحو قيم التميز فكل تلك العوامل مهمة للغاية في تقديم الرياضي العماني في شتى المشاركات التي يتواجد بها سواء كانت داخلية او خارجية كما انها اصبحت مطلبا مهما ليعكس ما يملكه الرياضي العماني كان ( اداريا او فنيا او لاعبا ) من إلمامه بالقوانين والانظمة الخاصة بكل رياضة او لعبة يمارسها بل تمتد تلك القوانين على علمها وتثقيفها حتى للجماهير .
قوانين وعقوبات
واضاف العدواني : بالنسبة لكافة القوانين والانظمة التي يحتاجها الرياضي متى ما وصل لدرجة المعرفة والوعي بثقافة تلك القوانين من المؤكد سيطلع على قوانين العقوبات في حالة الوقوع في السلوكيات غير المرغوبة من الرياضي وبالتالي سيدرك اهمية ما يفعل وسوف يحسب ألف حساب في افعاله واقواله وقبل ان يقوم بأي خطوة سواء كانت جوانب ادارية او تشريعية من هذا النهج سيمتلك الرياضي القدر الهائل في محاسبة نفسه قبل ان تطلق عليه العقوبة اي ان الوعي حول تلك الجوانب جدا مهمة لكافة من هم في المؤسسات الرياضية اكانت الاندية او الاتحادات الرياضية .
اهمية الاعلام في نشر الثقافة
وقال العدواني : اليوم الكثير من الدول تحاول ان ترسخ العديد من مبادئ الثقافة الرياضية كما ان اللجنة الاولمبية الدولية والاتحادات الدولية تحاول ترسيخ العديد من المبادئ والقيم كما انها عملت برنامجا ( برنامج التعليم والقيم الاولمبية ) ويعني هذا البرنامج بتأهيل مجموعة من المعلمين والمدربين لكي ينشروا ثقافة الوعي والقيم الرياضية بين طلاب المدارس فهم نواة المنتخبات والمستقبل الرياضي للمنتخبات الوطنية كما ان الحديث حول هذا الموضوع يقودني لاذكر اهمية الاعلام ودوره في نشر مثل تلك الثقافات من حيث نشر الاشكاليات التي تحدث في ملاعبنا بسبب قلة الوعي الثقافي وصياغتها برسالة مهمة لتوعية الآخرين ووسيلة من وسائل التوعية يعني بالتركيز على الاشكاليات وطرحها ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة ولا يمكن للاشكاليات التي تحدث ان تمر مرور الكرام وانما لابد من تحليلها لنخرج بآليات للحد منها ومنعها من التكرار مستقبلا .
الثقافة الرياضية فكرية
وقال سليمان البلوشي باحث في الشؤون الرياضية : في الحقيقة لا يمكن فصل الثقافة الرياضية عن الثقافة العامة السائدة في المجتمع باي شكل من الاشكال فالرياضي الإداري أو الفني هو جزء لا يتجزأ من المجتمع وقد يتأثر بالنمط الثقافي العام الشائع في مجتمعه، أي أن الثقافة الرياضية هي ثقافة فكرية متخصصة في المجال الرياضي ومبنية على الثقافة العريضة العامة للفرد.. وبالحديث عن الثقافة الرياضية كمحور منفرد فليس هناك تعريف محدد لها – حسب علمي – ولكن يمكن القول أنها الإطار العام الذي يتضمن التوجهات الفردية نحو النظام الرياضي والأنشطة والبرامج التي تنفذها المؤسسات والهيئات الرياضية الفاعلة في ذلك النظام. وتتبلور الثقافة الرياضية في المعارف والمعتقدات والمبادئ والقيم التي تتشكل في سلوك الفرد باتجاه مناشط الرياضة المتنوعة.
اساس التوعية
وتابع البلوشي حديثه قائلا : أما مسألة من يقوم بدور التوعية بالثقافة الرياضية في المجتمع؛ أرى أن عمليات التوعية تبدأ من المنزل وهو اساس الرياضي مرورا بالمدرسة ثم النادي وكذلك جميع المؤسسات والهيئات المسؤولة عن الرياضة، أي أن عملية التوعية وغرس الثقافة الرياضية مستمرة مع الفرد منذ البدايات الأولى وهذا ما يجب ان يرسخ وان يتداول في انشطتنا الرياضية وبالتالي ترسيخه لدى الرياضيين لينعكس ذلك ايجابيا في الفعاليات والمناشط التي يتواجد فيها الرياضيون اكانوا داخل او خارج السلطنة .
واخيرا ,,,
... نتمنى من المسؤولين والمختصين في هذا الجانب الانتباه على اللاعبين وتنمية الثقافة والاخلاق لديهم كما انني اعتقد بانه آن الاوان ان تكون هناك ندوات ومحاضرات تخص الجانب التثقيفي لكل من يتواجدون في الرياضة من ناحية الاداريين والحكام واللاعبين والمدربين فالاخلاق اهم من كل شيء ولو ان تلك الطباع لا بد ان تكون في انفسهم لا ينتظر ان يلقنها له احد وبشكل عام فإن الحالة الأخلاقية المتدنية لممارسي الرياضة تطرح إشكالية متعددة الأبعاد خاصة في الثقافة الرياضية واقرب مثال الكابتن الحارس الامين علي الحبسي فقد كان المثل الذي يحتذى به داخل وخارج الملعب نتمنى ان يعوا من هم مسؤولون عن غرس العادات الإيجابية كأن يكون هناك توعية بالالتزام بالعادات والتقاليد اينما تواجدوا مما يؤثر إيجابياً في نفسيتهم وبعد ذلك يأتي دور الاندية الرياضية ومن ثم المنتخبات الوطنية .