موسكو ـ عواصم ـ وكالات: دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الى "الوقف الفوري للعملية العقابية التي يشنها الجيش" الاوكراني في المناطق الشرقية الذي يشهد معارك عنيفة بين الجيش الأوكراني والمتمردين الموالين للروس فيما أعلنت السلطات الأوكرانية عن سيطرتها على مطار دونيستيك الذي دارت حوله معارك اليومين الماضيين مع سقوط اربعين قتيلا معظمهم من الانفصاليين.
وقال بوتين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الايطالية ماتيو رنزي "ضرورة وقف عملية الجيش العقابية فورا في مناطق جنوب شرق أوكرانيا وفتح حوار سلمي بين كييف وممثلي المناطق" الاوكرانية كما اعلن الكرملين في بيان.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دعا في وقت سابق ايضا الى الوقف الفوري لاعمال العنف في اوكرانيا. وقال في مؤتمر صحفي ان "المهمة الاولى والاختبار لحزم سلطات كييف نظرا لنتائج الانتخابات الرئاسية، هو الوقف الفوري لاستخدام الجيش ضد الشعب ووقف كل الاطراف لكل اشكال العنف".
واطلق الجيش الاوكراني هجوما على مطار دونيتسك في الشرق الذي استولى عليه متمردون موالون للروس.
من جهة اخرى قال لافروف ان زيارة للرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو الى روسيا "ليست على جدول الاعمال". واضاف ان "مسألة زيارة بوروشنكو الى روسيا ليست متوقعة ولم يتم النقاش بشأنها في القنوات الدبلوماسية ولا اي قناة اخرى".
لكنه قال ان روسيا ستدعم مثل هذه الزيارة في حال رأت انها تصب في مصلحة كل الاوكرانيين. وقال "اذا كانت في مصلحة كل الشعب الاوكراني فسيجد اننا شريك جدي وموثوق" منددا في الوقت نفسه باعلان بوروشنكو فور انتخابيه عن مواصلة العملية العسكرية في الشرق.
واضاف لافروف "اذا كانت الحسابات هي سحق المقاومة في الجنوب الشرقي قبل تنصيب بترو بوروشنكو للتمكن من التوجه الى دونباس كفائز، فذلك لن يخلق بالتأكيد ظروفا مؤاتية لاستقبال جيد في منطقة دونيتسك".
فيما اعلنت السلطات الاوكرانية مقتل اربعين شخصا هم 38 مقاتلا ومدنيان في المعارك التي جرت بين الجيش الاوكراني والمتمردين الموالين للروس من اجل السيطرة على مطار دونيتسك في الشرق الانفصالي كما اعلن رئيس بلدية المدينة.
وفي موازاة ذلك اعلنت سلطات كييف انها استعادت السيطرة الكاملة على المطار الذي شهد معارك عنيفة.
وقال رئيس بلدية المدينة اولكسندر لوكيانتشنكو استنادا الى مصادر طبية "خلال عملية مكافحة الارهاب، قتل مدنيان و38 مشاركا في المعارك".
واضاف ان "الوضع يبقى متوترا جدا. كان لا يزال هناك 31 شخصا يعالجون في المستشفى بينهم اربعة سكان".
واشتدت المعارك في حرم مطار دونيتسك الدولي. واستخدم الجيش المروحيات والطائرات المقاتلة والمظليين لاستعادة السيطرة على المطار، الموقع الاستراتيجي للوصول الى الشرق الذي استولى عليه الانفصاليون بدون عنف.
وقال وزير الداخلية الاوكراني ارسيني افاكوف ان "المطار تحت سيطرتنا الكاملة، لحق بالخصم خسائر فادحة ولم تسجل خسائر لدينا".
فيما اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا أمس انها فقدت الاتصال مع احد فرق المراقبين في دونيتسك شرق اوكرانيا.
وافادت المنظمة في بيان ان "بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا فقدت الاتصال مع احد فرقها متمركز في دونيتسك" اثناء قيامه ب"دورية روتينية".
واوضحت ان الفريق مؤلف من اربعة اعضاء دوليين في بعثها الخاصة للمراقبة بدون ان توضح جنسياتهم.
من جهة اخرى رفض رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس مباحثات مباشرة مع روسيا من اجل وضع حد للازمة التي تهز اوكرانيا دون وسطاء غربيين.
واعلن ياتسينيوك خلال اجتماع مجلس الوزراء "حاليا المباحثات الثنائية (بين روسيا واوكرانيا) في غياب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، مستحيلة".
واضاف غداة انتخاب الثري الموالي للغرب بترو بوروشنكو رئيسا لاوكرانيا "اذا جلستم حول طاولة مفاوضات مع الروس فقط فانهم بلا شك سيخدعونكم".
واعرب بوروشنكو عن الامل في التباحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرجحا ان يعقد لقاء من هذا القبيل خلال الشهر المقبل.
واجرت روسيا واوكرانيا مباحثات في ابريل في جنيف بحضور الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، انتهت باتفاق حول الخروج من الازمة لكنه لم يحترم.
وفي سياق منفصل اعربت اوكرانيا أمس انها غير راضية عن خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الاوروبي لحل ازمة الغاز بين كييف وموسكو وطالبت بضمانات حول تخفيضات في الاسعار قبل اي تسديد لدينها.
وصرح وزير المالية الاوكراني اوليكسندر شلاباك "ما نسمعه الان معناه سددوا الان ونناقش لاحقا". واضاف "هذا لا يناسبنا".
وقال مفوض الطاقة الاوروبي غونثر اوتينغر امس في اعقاب مفاوضات ثلاثية في برلين انه يرى "فرصة جيدة" للتوصل الى اتفاق مع حلول الاول من يونيو.
بعد اقالة الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش في فبراير ووصول السلطات الموالية لاوروبا الى الحكم الغت روسيا التخفيضات التي كانت تمنحها الى اوكرانيا، ما ادى الى رفع سعر الغاز الى 485 دولارا لكل الف متر مكعب، ليصبح احد اعلاها في اوروبا.
كما هددت موسكو بقطع امدادت الغاز الى اوكرانيا في مطلع يونيو في حال لم تبدا كييف تسديد ديونها لشهر يونيو مسبقا (1,66 مليار دولار). وراكمت كييف ديونها لشركة غازبروم النفطية الروسية حيث فاقت ثلاثة مليارات دولار.
وبموجب الخطة الاوروبية تملك الدولتان مهلة حتى مساء اليوم لقبول شروط التسوية التي تنص على تسديد اوكرانيا في مرحلة اولى ملياري دولار الى غازبروم. وهذه الدفعة تتعلق جزء من المتأخرات المستحقة على اوكرانيا لغازبروم لشحنات لم تسدد ثمنها منذ نوفمبر 2013.
في حال موافقة الطرفين على الخطة وتنفيذها في المهل المحددة فستستأنف المفاوضات الجمعة حول سعر الغاز في الشحنات المقبلة.
في مرحلة ثانية تسدد مجموعة نفتوغاز الاوكرانية 500 مليون دولار لغازبروم في 7 يونيو.