أختتمت صباح الخميس الماضي أعمال التقييم الخارجي المشترك للوائح الصحية الدولية 2005.
رعى الحفل معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة بحضور عدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزرات المعنية ومدراء عموم الجهات المختصة وذات العلاقة بفندق هوليدي مسقط، حيث تمت مناقشة نتائج أعمال التقييم من قبل خبراء منظمة الصحة العالمية والمعنيين بوزارة الصحة ونظرائهم من مختلف الوزارات والجهات المعنية بتطبيق متطلبات اللوائح الصحية الدولية 2005 في السلطنة.
وقد رحب معاليه في كلمته بالخبراء والمشاركين من الفريق الوطني وأعرب عن فخره بما تحقق في اللوائح الصحية من خلال ما تم تطبيقه في نداء الواجب 2017 بشكل فعال، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق مع كافة القطاعات، والنتائج اليوم تؤكد جاهزية السلطنة في مثل هذه الحالات وهناك فرص لمزيد من التنسيق والتعاون بين القطاعات.
وأضاف: إن موضوع الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية من المواضيع التي تستحق اهتماماً بالغاً ومن الأهمية إيجاد حل جذري لهذا الموضوع، حيث تقدر الوفيات السنوية بعشرة ملايين وفاة أي ما يعادل الوفيات الناتجة من حوادث الطرق والسرطان، والخطورة تكمن في سوء استخدام تلك المضادات، خاصة في القطاع الزراعي، وهناك بعض الدول قللت من استخدام المضادات لأكثر من 90% ولم تتأثر منتجاتهم الزراعية، وفي الختام أشاد بنتائج التقييم خاصة أنها فاقت جميع التوقعات بفضل الجهود والتنسيق والتعاون الكبيرين بين مختلف القطاعات.
وقد ألقى الدكتور سيف بن سالم العبري مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض كلمة في ختام أعمال التقييم الخارجي المشترك وقال: لقد جاء هذا التقييم بدعوة كريمة من معالي الدكتور وزير الصحة إلى معالي المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في شهر أبريل 2014 وذلك من أجل تقييم قدرات الصحة العامة في السلطنة، حيث بدأ التحضير لهذا التقييم في أكتوبر 2016 هذا وقد شارك في التحضير له خمسون مختصاً من داخل السلطنة من وزارة الصحة ونظرائهم من مختلف الوزارات والجهات المعنية بتطبيق متطلبات اللوائح الصحية الدولية 2005 في السلطنة.
ولقد أثبت لنا هذا التقييم أهمية التعاون المشترك والتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة في السلطنة وخصوصاً في وضع سياسات الإستعداد للطوارئ والتبليغ وتبادل المعلومات والاستجابة لأحداث الصحة العامة.
وأضاف: لقد كان هناك الكثير من الأخذ والرد بيننا وبين المقيمين الخارجيين حول بعض نقاط التقييم حيث أننا نؤمن بسيادة الدولة ونظامها، كما أن لكل دولة لها نظامها الصحي والإداري ولها منظومتها الخاصة والمستقلة للاستجابة للطوارئ، هذا وسيصدر عن أعمال التقييم تقريراً نهائياً سوف يكون متاحاً على مواقع منظمة الصحة العالمية وباقي المنظمات ذات الصلة.
وختاماً فإن هدفنا الأسمى وغايتنا العظمى هي: عمان آمنة ..عمان مستعدة، وأود أن أتقدم بكل الشكر والتقدير لمعالي الوزير وسعادة وكيل الوزارة للشؤون الصحية لدعمهم المتواصل ومتابعتهم ودعمهم لفريق العمل وإلى أصحاب المعالي والسعادة من مختلف الوزارات والهيئات الحكومية، وإلى فريق العمل من مختلف الوزارات والهيئات والشركات الذين ساهموا في هذا التقييم، وإلى منظمة الصحة العالمية لتنسيق إجراء التقييم في السلطنة
بعدها قدم الدكتور عبدالله الصاعدي كلمة منظمة الصحة العالمية بالسلطنة حيث قال: إن منظمة الصحة العالمية فخورة بما حققته السلطنة في هذا التقييم حيث تم تقيم 12 دولة في اقليم شرق المتوسط والسلطنة تعتبر الدولة 13 في الإقليم والتي تكمل هذا التمرين، وأنهت 43 دولة في العالم هذا التقييم باستخدام أداة التقييم الخارجي المشترك للوائح الصحية للمنظمة، ويمكن اعتبار السلطنة نموذجا ومركزا لنقل هذه التجربة، وقد أكد أن العمل تم وفق خطوات مدروسة عن طريق التنسيق والتعاون على مستوى عالٍ بين القطاعات المختلفة على أمل أن يستمر ويتطورهذا التعاون، ومن خلال هذا التقييم الخارجي تم التعرف على النقاط التي تحتاج إلى تقوية وتركيز.
وأضاف: سيتم مشاركة التقييم الدولي مع وزارة الصحة في غضون اسبوعين وذلك من أجل قيام الفرق الفنية بمراجعته وسيتم تعديل النسخة الأخيرة وترجمتها ونشرها على موقع المنظمة، بعدها مباشرة ستقوم كافة القطاعات بالعمل جنبا الى جنب بتحويل التوصيات الى خطة عمل تشتمل على الأدوار والمسؤليات المحددة ووضع اطار زمني لذلك وختم بالقول: تستمر المنظمة بتقديم الدعم للسلطنة بوضع خطة عمل وكذلك تنفيذها وهذا الأمر سيعزز من قدرة الصحة العامة ومنها تعزيز الأمن الصحي على المستوى الوطني والعالمي.
بعدها قام الدكتورة كريستينا بعرض نتائح التقييم الخارجي المشترك للوائح الصحية الدولية، ومن ثم قد الدكتور ميكا سالمون محاضرة حول نتئج أولويات العمل للتقييم الخارجي المشترك، كما أدار سعادة الدكتور محمد بن سيف الحوسني جلسة نقاشية حول نتائج التقييم تم من خلالها طرح الأراء حولها من قبل الفريق الوطني والخبراء.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال التقييم الخارج المشترك للوائح الصحية الدولية 2005 انطلقت يوم الاحد الماضي بحضور ومشاركة 17 خبيراً من منظمة الصحة العالمية وخبراء مستقلين من جهات دولية مختلفة وقد غطت فعاليات اعمال التقييم الخارجي المشترك جميع عناصر القدرات الواردة في استمارة التقييم المعتمدة من قبل لجنة اللوائح الصحية الدولية 2005 وعددها 19 قدرة أساسية وهي من الركائز الأساسية للنظام الصحي في أي بلد منها على سبيل المثال التشريعات والسياسات، والموارد المالية والامراض المعدية والامراض المشتركة وسلامة الأغذية والتحصين والمختبرات، والتنسيق والترصد الوبائي والتبليغ وتنمية القوى العاملة الصحية وعمليات الاستجابة في حالات الطوارئ والتأهب الوبائي والربط بين الجهات الصحية المسؤولة عن الاستجابة للحالات الطارئة للصحة العامة والتدابير الطبية وتوزيع الكوادر أثناء الطوارئ والقدرة على الإبلاغ عن المخاطر والتواصل بين القطاعات المختلفة وتبادل المعلومات بين المؤسسات المعنية اثناء طوارئ الصحة العامة.