وزير النفط والغاز: الاتفاقية تفتح آفاقا أوسع للتعاون الاقتصادي بين السلطنة والكويت خلال المرحلة القادمة

الرئيس التنفيذي لـ "البترول الكويتية العالمية": نسعى لتوفير تمويل يصل إلى 65% من إجمالي تكلفة المشروع

الرئيس التنفيذي لـ "النفط العمانية": المصفاة لاقت قبولا من بيوت عالمية كثيرة والدراسات الفنية والمالية لمجمع البتروكيماويات جاهزة

800 مليون ريال حجم الاستثمارات الحكومية في المنطقة خلال الأربع سنوات القادمة منها 576 مليونا استثمارات مرتبطة بمشاريع قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات

تغطية ـ مصطفى المعمري:
تصوير ـ حسين المقبالي:
وقعت شركة النفط العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية يوم أمس بفندق قصر البستان على اتفاقية الشراكة لتطوير مشروع مصفاة الدقم ومجمع الصناعات البتروكيماوية والمقدر أن تبلغ تكلفته الإجمالية بين 6 إلى 7 مليار دولار أميركي.
وتتضمن الاتفاقية إنشاء مشروعين هما مصفاة الدقم ومجمع البتروكيماويات الذي سيتم تنفيذه بعد الانتهاء من مشروع المصفاة حيث يتوقع أن يتم إرساء عقود إنشاء المصفاة خلال الشهرين القادمين ووضع حجر الأساس للمصفاة قبل نهاية العام الحالي.
وقع الإتفاقية عن شركة النفط العمانية هلال بن علي الخروصي المدير العام التنفيذي وعن شركة البترول الكويتية العالمية بخيت شبيب الرشيدي، الرئيس التنفيذي للشركة، وذلك بفندق قصر البستان، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وعدد من المسؤولين.
وقالت هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إن إجمالي حجم الاستثمارات الحكومية المتوقعة في الفترة من 2017 وحتى 2020 م في مشاريع البنية الاساسية تبلغ 75 مشروعا بتكلفة 800 مليون ريال عماني تشكل المشاريع المرتبطة بالاستثمار في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات والأنشطة المرتبطة بها 75 بالمائة أي ما مجمله 576 مليون ريال عماني.

مصالح مشتركة
وأكد معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي، وزير النفط والغاز رئيس مجلس إدارة شركة النفط العمانية على أهمية الإتفاقية وقال إنها تأتي تجسيداً للعلاقات الثنائية المتميزة بين السلطنة ودولة الكويت الشقيقة، والتي كما أشار انها ستفتح آفاقا اوسع للتعاون الاقتصادي خلال المرحلة القادمة بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين.
وأضاف معاليه: الشراكة بين شركة النفط العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية خطوة مباركة لتطوير أحد أكبر المشاريع الحيوية الواعدة بقطاع الطاقة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي من المؤمل أن تسهم في تحقيق التنمية في مختلف القطاعات الصناعية وفي شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة على وجه التحديد وفي السلطنة بشكل عام.
من جانبه قال المهندس عصام بن سعود الزدجالي، الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية أن الاتفاقية تتضمن إنشاء مشروعين هما مصفاة الدقم ومجمع البتروكيماويات الذي سيتم تنفيذه بعد الانتهاء من مشروع المصفاة.
وأوضح الزدجالي أن أول المشاريع المخطط تنفيذها هو إقامة محطة الخدمات أو محطة الكهرباء للمصفاة التي تبلغ سعتها 300 ميجاوات ومشروع الرصيف السائل للمواد البترولية الناتجه من المصفاة مثل النافثا والديزل ووقود الطائرات والمشروع الآخر يتمثل في مشروع رأس مركز الذي يتضمن وحدات لتخزين النفط.
وفيما يتعلق بتمويل مشروع مصفاة الدقم أشار الزدجالي إلى أن تسويق المشروع بدأ منذ فترة ونأمل ان ننتهي من موضوع التمويل خلال الشهرين القادمين قبل إرساء العقود مع الشركة أو المجموعة التي ستقوم بإنشاء المصفاة مؤكدا أن المصفاة لاقت قبولا من بيوت عالمية كثيرة وخاصة مع وجود شريك إستراتيجي مهم بحجم شركة البترول الكويتية العالمية.
وأوضح ان التكلفة التقديرية للمصفاة تتراوح مابين 6 الى 7 مليارات دولار اميركي للمصفاة فقط منوها الى أن الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة سوف تتراوح من 700 إلى 800 وظيفة مباشرة وقد يرتفع العدد نظرا لوجود مشاريع مساندة كثيرة مشيرا الى انه بعد الانتهاء من التمويل وإرساء العقود سيتم وضع الخطوط العريضة لعملية تحديد القيمة المضافة التي تبلغ حاليا عند إرساء العقود الحالية 10 بالمائة مخصصة للقيمة المضافة المحلية.
وفيما يختص بمشروع مجمع البتروكيماويات قال إن المشروع حاليا في مرحلة الدراسة كونه مشروعه يعتمد اعتمادا كليا على المنتجات التي سوف يتم إنتاجها وتصديرها من المصفاة مشيرا الى أن الدراسات الفنية والمالية والدراسات الأولية لمجمع البتروكيماويات جاهزة وجار الان استعراض ما سيتم إنشاؤه في مجمع البتروكيماويات مع الجانب الكويتي كما سيتم مشاركة القطاع الخاص المحلي أذا كان لديه رغبة بالاستثمار بالمجمع.
وثمن الزدجالي الجهود التي تقوم بها هيئة المنطقة الإقتصادية الخاصة بالدقم لتطوير البنى الاساسية وتقديم الحوافز لاستقطاب الاستثمارات الى المنطقة.
أهداف وتوجهات
بخيت شبيب الرشيدي الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية أكد على أهمية الاتفاقية وما تمثله من أهمية اقتصادية مؤكدا ان مشروع مصفاة الدقم يقوم على العديد من الأهداف وأهمها استغلال الموقع الإستراتيجي الذي تتمتع به المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمطل على بحر العرب والمحيط الهندي الذي يمكنه إستقطاب الأسواق الأوروبية والأسيوية، مشيرا الى ان الشركتين تسعيان الى تمويل 60 ـ 65 بالمائة من اجمالي تكلفة المشروع البالغ حوالي 7 مليارات دولار اميركي.
وأوضح الرشيدي ان مشروع مصفاة الدقم مصمم حاليا للتعامل مع مجموعة كبيرة من النفوط الثقيلة ولها القدرة على تكرير 65 بالمائة من النفط الكويتي و35 بالمائة من النفط العماني وكذلك له القدرة على تكرير أي نوع من أنواع النفوط الموجودة في السوق الدولي، مؤكدًا أن إدارة المصفاة ستكون بطريقة مثلى سواء للنفوط الكويتية او العمانية او العالمية إضافة الى انها ستتضمن أحدث المنتجات من حيث نوعيتها وقدرتها على المنافسة على مستوى السوق الأوروبية والآسيوية.
وقال الرشيدي مشروع مصفاة الدقم سيجعل من منطقة الدقم الاقتصادية إحدى أكبر المناطق الصناعية في المنطقة وسوف تساهم في ابراز النهضة الاقتصادية في السلطنة.
نزار العدساني، نائب الرئيس والرئيس التنفيذى لمؤسسة البترول الكويتية قال نطمح أن يشكل استثمارنا المشترك في منطقة الدقم الاقتصادية حافزا متميزا ومثالا ناجحا للمزيد من مشاريع التعاون النفطي في منطقة الخليج، ونرى بأن المصفاة سوف تساهم في تحويل منطقة الدقم إلى أحد أهم المراكز الاقتصادية للاستثمار النفطي سواء على المستوى الاقليمي أو العالمي.
غانم العتيبي نائب رئيس شركة البترول الكويتية العالمية أكد على أهمية الشراكة مع النفط العمانية وقال إنها ستدعم العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وستعزز من مجالات التعاون الاقتصادي متمنيا أن تكون هذه الشراكة بداية الانطلاق لتحقيق الاستراتيجيات التنموية لكلا الطرفين.

ثلاث حزم
وقد استعرض يوسف الجهضمي مدير عام إدارة المشاريع بشركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية على هامش حفل التوقيع مراحل مشروع مصفاة الدقم والتي أوضح أنها تشمل ثلاث مراحل بدءا من مشروع المصفاة والخزانات الواقعة في رأس مركز ومن ثم مجمع الصناعات البتروكيماوية مؤكدا في نفس الوقت أن هناك مشاريع اخرى مصاحبة لمشروع مصفاة الدقم كمشروع خط الغاز ومحطة توليد وانتاج الكهرباء والمياه ومشروع الخزانات بالاضافة الى الرصيف البحري وغيرها من الخدمات والمشاريع الأخرى التي سيتم الاشتغال عليها خلال المرحلة القادمة والتي تقع ضمن الحزم الرئيسية للمشروع.
وقال الجهضمي إن العمل جار حاليا على تقييم العروض المالية لأعمال الهندسة والتوريد والإنشاء لمشروع المصفاة ونأمل أن يصدر التقرير المالي خلال الشهر القادم وسلط الجهضمي الضوء على مراحل المشروع منذ بداية إنطلاق الفكرة في عام 2011 م وحتى التوقيع على اتفاقية مشروع الشراكة مع شركة البترول الكويتية العالمية مشيرا الى أن المشروع يتكون من ثلاث حزم، اثنتان منها ترتبطان بمشروع المصفاة وهي المعالجة الرئيسية للمصفاة والمرافق والخدمات أما الحزمة الثالثة فتشمل المرافق والخدمات التي تقع خارج حدود موقع المصفاة.
بعدها قدم المهندس يحيى بن خميس الزدجالي رئيس إدارة التخطيط والهندسة بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم عرضا مرئيا تناول فيها المشاريع التي تم انجازها بمنطقة الدقم الاقتصادية أو المشاريع المؤمل البدء بها خلال المرحلة القادمة مؤكدا على أن الحكومة التزمت خلال الفترة الماضية بتنفيذ المشاريع المعتمدة ضمن الخطط المعتمدة كما قامت بتوفير كافة الخدمات الأساسية وأصبح المجال مفتوحا لإقامة المشاريع الاقتصادية المختلفة بالمنطقة.
وقال إن اجمالي حجم الاستثمارات الحكومية المتوقعة في الفترة من 2017 وحتى 2020 م في مشاريع البنية الاساسية تبلغ 75 مشروعا بتكلفة 800 مليون ريال عماني تشكل المشاريع المرتبة بالاستثمار في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات والانشطة المرتبطة بها 75 بالمائة أي ما مجمله 576 مليون ريال عماني.
وقال ان الهيئة قامت بتنفيذ خطة حماية استثمارات المنطقة وتصريف المياه السطحية تضمنت إنشاء 3 قنوات تصريف رئيسية وسدي حماية بتكلفة 86 مليون ريال عماني. كما نعمل على استكمال ازدواجية الطريق الرئيسي ما بين المصفاة والميناء بتكلفة 38.8 مليون ريال عماني مؤكدا ان الهيئة تسعى لتوفير البنية الاساسية لمشروع مصفاة الدقم ومجمع تخزين النفط برأس مركز ومجمع الصناعات البتروكيماوية وإنشاء رصيف المواد السائلة والسائبة بميناء الدقم بتكلفة 199.1 مليون ريال عماني
وعرج الزدجالي في عرضه المرئي للعديد من الجوانب التي تعنى بالمشاريع الجاري تنفيذها أو تلك التي سيتم الاشتغال عليها خلال الفترة القادمة والجهود المبذولة لتوفير كافة خدمات البنية الاساسية للمستثمرين.
التمهيد والتسوية
الجدير بالذكر أن شركة مصفاة الدقم انتهت مؤخرا من أعمال تمهيد وتسوية الموقع الذي ستشيّد عليه المصفاة الجديدة بمساحة تقدر بــ 900 هكتار، فضلاً عن وضع الأسس للشروع في تشييد المصفاة وذلك في الموعد المحدد. وعند بدء عمليات تشغيل المصفاة ستبلغ الطاقة التكريرية 230,000 ألف برميل يومياً، وستعمل على إنتاج عدد من المنتجات الرئيسية بالمصفاة وهي الديزل، ووقود الطائرات، بالإضافة إلى النافثا، وغاز البترول المسال.
وتقوم شركة النفط العمانية باتخاذ الخطوات والتوجهات اللازمة في تنفيذ استراتيجية النمو للشركة، الى جانب السعي الحثيث لتحقيق التكامل بين كافة مشاريعها الاستثمارية، وتعزيز القيمة المضافة للموارد من خلال تطوير قطاع الصناعات البتروكيماوية في السلطنة.