تأهب في (دونيتسك) وقلق أممي من تصاعد العنف
برلين ـ عواصم ـ وكالات: وعد الرئيس الأوكراني الجديد بترو بوروشنكو بوضع حد "للحرب" في شرق أوكرانيا وذلك في مقابلة صحافية أمس فيما أكدت أميركا دعمها له كما طالبه الاتحاد الاوروبي بتنفيذ المزيد من الاصلاحات.
وفي هذه المقابلة التي أعطاها مع بطل الملاكمة العالمي ورئيس بلدية كييف المقبل فيتالي كليتشكو، قال بوروشنكو "إننا في وضع حرب في شرق أوكرانيا، فقد احتلت روسيا القرم وهناك زعزعة كبيرة للاستقرار، وعلينا التحرك".
واستطرد "سنضع حدا لهذا الرعب، ان حربا حقيقية تشن على بلادنا".
وردا على سؤال عما اذا كان اصدر اوامر الى الجيش فيما يزداد الوضع تدهورا كل يوم في شرق أوكرانيا، قال بوروشنكو "لم أؤد اليمين الدستورية بعد كرئيس وطالما لم افعل ذلك لا استطيع اصدار الامر".
وأضاف "لكن بطبيعة الحال إنني على اتصال وثيق مع الحكومة واستطيع القول ان عملية مكافحة الارهاب قد بدأت فعلا في نهاية المطاف".
وتابع "لن نترك هؤلاء الارهابيين يخطفون أناسا ويقتلونهم بعد الآن، كما لن نسمح باحتلال مبان وتحدي القوانين لمدة طويلة".
من جهة اخرى دعا القادة الأوروبيون بترو بوروشنكو لاجراء اصلاحات وحثوا موسكو على بدء "حوار صريح ومفتوح" من اجل حل الازمة، فيما اعلن الجيش الاوكراني سيطرته على مطار دونيتسك (شرق) بعد معارك مع الانفصاليين الموالين لروسيا.
في الاثناء اتصل الرئيس الاميركي باراك اوباما ببوروشنكو مهنئا بفوزه في الانتخابات الرئاسية الاوكرانية ومؤكدا له "الدعم الكامل" للولايات المتحدة، على ما اعلن البيت الابيض امس مشيرا الى لقاء قريب بين الرئيسين.
وفي الاتصال الهاتفي شدد الرئيس الاميركي "على أهمية التنفيذ السريع للاصلاحات الضرورية لاوكرانيا لتوحيد أوكرانيا وتطوير اقتصاد قابل للحياة وتوفير مناخ جاذب للاستثمارات وتشكيل حكومة مسؤولة تلبي تطلعات ومخاوف جميع الاوكرانيين".
واكد البيت الابيض "ان الرئيسين توافقا على مواصلة حوارهما خلال الرحلة المقبلة التي سيقوم بها الرئيس (الاميركي) الى اوروبا". لكنه لم يعلن اي معلومات اضافية عن مكان لقاء الرئيسين. علما بان اوباما يتوجه الى اوروبا في بداية يونيو للمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين لانزال النورماندي.
من جهة اخرى حث القادة الاوروبيون الـ28 المجتمعون في بروكسل بوروشنكو وسلطات كييف على البدء "سريعا" باصلاحات دستورية ولامركزية.
كما دعوا في الوقت نفسه موسكو الى "بدء حوار صريح ومفتوح" من اجل التوصل الى حل الازمة الاوكرانية.
وقالوا "ننتظر ان تتعاون روسيا مع الرئيس الشرعي والمنتخب حديثا ومواصلة سحب قواتها المسلحة من الحدود الاوكرانية وان تمارس نفوذها على المجموعات المسلحة من اجل تخفيف التوتر" في شرق اوكرانيا.
واشار بيان القادة الأوروبيين الى برنامج العقوبات المحددة الاهداف الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على روسيا، واتفق القادة على مواصلة الاعمال التحضيرية للعقوبات ذات الطابع الاقتصادي.
كما اشاروا ايضا "بقلق الى تدهور وضع حقوق الانسان في القرم بعد ضمها بشكل غير شرعي الى روسيا" في مارس الماضي. وجددوا التأكيد على انهم لن يعترفوا ابدا بضم القرم الى روسيا.
واستدعت وزارة الخارجية الاوكرانية القائم بالاعمال الروسي للاحتجاج على عملية توغل جديدة ل"الارهابيين المسلحين" من روسيا الى اوكرانيا.
ويأتي تدهور الوضع على "الجبهة الشرقية" في وقت يستعد فيه بوروشنكو لتسلم مهامه رسميا.
الا ان الوضع ما زال متوترا في شرق اوكرانيا حيث تم توقيف اربعة مراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا عند نقطة تفتيش للانفصالين في معقلهم بشرق اوكرانيا بحسب الحكومة الدنماركية.
وصرح وزير التجارة والتنمية الدنماركي موغنز جنسن "بوسعي التأكيد على أن دنماركيا موفدا كعضو من بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا محتجز بحسب معلوماتنا لدى انفصاليين مسلحين في اوكرانيا مع ثلاثة مراقبين اخرين".
وشهدت مدينة دونيتسك التي تعتبر معقلا للموالين لروسيا مستوى قل نظيره من العنف بحسب رئيس بلديتها اولكسندر لوكيانتشينكو مع المعارك الطاحنة التي اسفرت عن سقوط 38 مقاتلا من الانفصاليين والجنود الاوكرانيين. كما قتل مدنيان في المواجهات التي اوقعت ايضا 43 جريحا على الاقل ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى.
وفي عداد الجرحى هناك ثمانية روس بحسب رئيس البلدية.
وبدأت المعركة من اجل السيطرة على مطار دونيتسك بتحرك طائرات قتالية من طراز ميغ-29 وسوخوي-25 وانزال مظليين بمروحية في حرم المطار.
وعلى طريق المطار وضع الانفصاليون جرافة وشاحنات وسط الطريق وكذلك كوما من الاطارات وعلبة مليئة بقنابل مولوتوف. وافاد شهود عيان ان ذلك وضع لمنع اي هجوم محتمل للجيش الاوكراني.
وردا على سؤال حول استعادة الجيش سيطرته على مطار دونيتسك عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بحسب الناطق باسمه ستيفان دوياريك عن "قلقه حيال اعمال العنف التي وقعت في شرق أوكرانيا خلال نهاية الاسبوع ويطلب بالحاح ان تتم استعادة سيطرة الدولة على المؤسسات الحكومية بالسبل السلمية فقط وبينها الحوار السياسي الجامع".