رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:
تمكن المصلون من المعتكفين بالمسجد الأقصى المبارك، من طرد مجموعات استيطانية يهودية قوامها نحو 200 مستوطن من المسجد الأقصى عبر بوابة السلسة بعد التصدي لهم بصيحات التهليل والتكبير ودعوات النفير لنصرة المسجد.
وسارعت شرطة الاحتلال الخاصة المُرافقة للمستوطنين بإخراج المستوطنين بعد فشلها في قمع احتجاجات المُصلين.
في الوقت نفسه، أصيب أربعة شبان من المُصلين بجروح بالغة بالرأس خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في باحات ومرافق المسجد الأقصى، وتم نقلهم إلى عيادات المسجد بانتظار نقلهم إلى المستشفى على وجه السرعة.
وأدى المستوطنون بعد طردهم من المسجد الأقصى، رقصاتٍ وسط موسيقى صاخبة ورفع أعلام دولة الاحتلال في منطقة باب السلسلة وسط توتر شديد في ظل تواجد كبير للمقدسيين الذين يحاولون الضغط لكسر الحصار عن المسجد الأقصى.
وفي تطور لاحق، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين المحتشدين حول بوابات المسجد الأقصى في حارات باب حطة والجالية الأفريقية ومنطقة باب الاسباط وقوات الاحتلال التي ما زالت تمنعهم من دخول الأقصى.
وقال عدد من العاملين في المسجد الأقصى بأنهم لن يسمحوا ولا بأي شكلٍ من الأشكال للمستوطنين بإقامة شعائر تلمودية أو احتفالات خاصة بمناسباتهم في المسجد الأقصى وسيتصدون لمنعهم بكل قوة.
وفي وقت لاحق، أغلقت قوات الاحتلال باب المغاربة وأعادت فتح بوابات المسجد المبارك وسط إجراءات مشددة على المصلين من فئة الشبان والشابات.
وأبدى عاملون في الأوقاف الإسلامية تخوفهم من أن تعيد شرطة الاحتلال الخاصة فتح باب المغاربة أمام المستوطنين في فترة الاقتحامات التي تتم بعد الظهر (الساعة الواحدة والنصف)، وطالبت الأوقاف الإسلامية المصلين بضرورة الحفاظ على رباطهم في المسجد الأقصى للتصدي لكل محاولات المستوطنين لإقامة شعائر واحتفالات خاصة بذكرى ما يسمى 'يوم القدس' وهي الذكرى الـ 47 لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس وفلسطين.
وفي السياق، احتشد مئات المستوطنين في باحة حائط البراق وسط احتفالات صاخبة ورقصات بأعلام الاحتلال، في حين عززت قوات الاحتلال من انتشارها في شوارع وأزقة وحارات القدس القديمة ومحيطها لتأمين الحراسة والحماية للمستوطنين خلال اختراق مسيراتهم الاحتفالية للبلدة في وقت لاحق.
وكانت جماعات يهودية، استباحت الليلة قبل الماضية، القدس القديمة، بمسيرات صاخبة رُفعت فيها أعلام الاحتلال، وجابت شوارع المدينة المقدسة ايذاناً ببدء احتفالات الاحتلال بما يسمى 'يوم القدس' والذي يصادف الذكرى الـ 47 لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس وفلسطين عام 67م.
وشارك في المسيرات المجرمة مئات المستوطنين اليهود والطلبة اليهود، انتهى بعضها عند بوابات المسجد الأقصى من الخارج، وخاصة عند باب الأسباط، ردد خلالها المشاركون هتافات عنصرية ضد العرب وأدوا رقصات صاخبة.
وأوضح شهود عيان لـ الوطن ان قوات الاحتلال حاصرت المصلين بالمسجد القبلي، ووضعوا السلاسل الحديدية على بواباته، وقاموا بإطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية نحو باب الجنائز بالمسجد القبلي.
وأفاد الدكتور زياد سرور من عيادة المسجد الأقصى التابعة للمركز الصحي العربي أن 4 مصلين أصيبوا بجروح بالغة بالرأس، بعد اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى.
وأوضح الدكتور سرور ان قوات الاحتلال استخدمت الأسلحة "الكاتمة للصوت" خلال اقتحامها امس للمسجد.
الى ذلك، إقتحمت مجموعات من المستوطنين اليهود ساحات المسجد الأقصى تحت حراسة شرطية مشددة ، ومنعت حراس المسجد الأقصى من مرافقتهم ، حيث قاموا بجولة في ساحات الأقصى بإتجاه عكسي من باب المغاربة نحو باب السلسلة وأكملوا جولتهم بالأقصى، وخلال عملية الاقتحام ردد المرابطين والمصلين التكبيرات .
وفرضت شرطة الاحتلال فجر أمس حصارا شاملا على المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع دعوات جماعات الهيكل المزعوم لاقتحامه بمناسبة ما يسمى بيوم "توحيد القدس".
وأفاد شهود عيان لـ الوطن ان قوات الاحتلال حرمت المئات من المصلين من الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ50 عاما، والنساء من كافة الأعمار، الدخول الى المسجد الأقصى لاداء صلاة الفجر، وسمحت لكبار السن بالدخول بشرط احتجار البطاقات الشخصية على الأبواب.
وأوضح شهود العيان ان تدافع واشتباكات بالأيدي اندلعت عند باب حطة – أحد أبواب المسجد الأقصى-، أدت الى اصابة العديد من المصلين برضوض ومن بينهم ثلاثة أتراك.
وواصلت قوات الاحتلال المتمركزة على أبواب الأقصى حصارها على المسجد، حيث شددت من اجراءاتها على الأبواب بنصب الحواجز الحديدية، ومنعت المواطنين الفلسطينيين من الدخول اليه، كما منعت موظفي دائرة الأوقاف باستثناء حراس الفترة الصباحية، علما انها فتحت أبواب ( حطة والسلسلة والمجلس)، واغلقت باقي ابواب الأقصى.
وقامت الوحدات الخاصة عند الساعة 7:40 صباحا باقتحام المسجد الأقصى، وأخلت الساحات من المرابطين والمعتكفين.
وأفاد شهود عيان ان القوات الخاصة الاسرائيلية حاصرت المعتكفين داخل المسجد القبلي، كما منعت شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب الاقصى طلبة الأقصى الشرعية من الدخول الى مدراسهم داخل الأقصى.
وفي داخل المسجد القبلي يعتكف الشبان منذ ليلة أمس الأول، لصد الدعوات المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى بأعداد غير مسبوقة خلال الاحتفالات بما يسمى "توحيد القدس، تحت شعار " تحت شعار " في يوم القدس نصعد الى "جبل الهيكل.
وفي سياق متصل اعتقلت شرطة الاحتلال ثلاثة شبان مساء أمس من داخل ساحات المسجد الأقصى.
وأعرب عدد من العاملين في الأوقاف الإسلامية عن خشيتهم من محاولات جديدة لسلطات الاحتلال لتطبيق ما يسمى 'التقسيم الزماني' للمسجد الأقصى بفعل تفريغه من المصلين المسلمين لصالح عربدات المستوطنين اليهود.
وتسود المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومحيط بوابات المسجد الخارجية أجواء شديدة التوتر وسط تواجد كبير ومكثف للمواطنين في محاولة لكسر الحصار المفروض على المسجد المبارك.
إلى ذلك، احتشد عشرات المستوطنين اليهود، ومجموعة ممن يطلقون على أنفسهم طلاب لأجل الهيكل بقيادة المتطرف 'تومي نيساني' منذ ساعات الصباح الأولى قرب باب المغاربة (من الخارج) وكلهم يرتدون أساور كتب عليها عبارة (جبل البيت بأيدينا)، للسماح لهم ببدء اقتحاماتهم للمسجد المبارك.
وحذر رئيس دائرة شؤون القدس، من مخاطر تصاعد وتيرة الانتهاكات والمضايقات الاسرائيلية في مدينة القدس والمتثلة في اغلاق الشوارع والطرقات والاحياء خاصة في البلدة القديمة، استعداداً لاحتفالات صاخبة كانت قد أعلنت عنها قيادات الاحتلال الاسرائيلي والجماعات الاستيطانية لإحياء ما يسمى 'يوم القدس' ،وهو يوم احتلال الشطر الشرقي وتوحيده مع الشطر الغربي للمدينة المقدسة تحت سلطة الاحتلال الاسرائيلي.
وندد بقيام عشرات المستوطنين المتطرفين وعددا من الحاخامات باقتحام باحات المسجد الاقصى المبارك صباح أمس، من باب المغاربة والاعتداء على المصلين في باحاته بحماية قوات معززة من شرطة الاحتلال التي تسهل لهم عملية الاقتحام وتشكل غطاء لهم من اي محاولة صد او منع من قبل المرابطين والمصلين في ساحات المسجد الاقصى المبارك،ما يشير الى دلائل واضحة بان عملية الاقتحام والاعتداء على المسجد الاقصى بمباركة حكومة الاحتلال الاسرائيلي وهو الخطر الحقيقي بعينه.