[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
تستند الادعاءات إلى ما دونه الاحبار اليهود في بابل، بعد أن تم أسرهم من قبل الملك نبوخذ نصر، ويقولون إن الرب قطع مع ابرام (إبراهيم الخليل) باعتباره جد العرب واليهود على حد قولهم ميثاقاً يقول (لَنِسْلِكَ أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات) (تكوين 15: 18-19)
ويردد تلك الادعاءات، التي تشير إلى هجرة اليهود من جزيرة العرب الكثير من الباحثين والدارسين ونجد (E.M. Burns) يقول (إن اكثر الباحثين يجمعون على أن جزيرة العرب هي وطن اليهود الأصلي).
بعيداً عن التشويش والخلط الذي يهيمن على التاريخ اليهودي يوضح العلامة د.احمد سوسه التسلسل الزمني للشخصيات والأحداث بقوله: لقد أرجع بعض الباحثين تاريخ اليهود إلى زمن الاكديين في العراق، في حين إن الاكديين كانوا قد ظهروا قبل عصر موسى بأكثر من خمسمائة والفي سنة، ذلك لأن الاكديين، نزحوا من جزيرة العرب إلى شواطئ الفرات في حوالي 4000 قبل الميلاد، اما اليهود اتباع موسى فإنما ظهروا في القرن الثالث عشر قبل الميلاد أي بعد الاكديين بـ2700 سنة.(25) وهذا تفنيد علمي يعتمد التسلسل الزمني، ويوضح حالة التشويش التي يحاول البعض اقحامها على التاريخ.
عندما حاول بعض الباحثين وضع علاقة بين اليهود وعصر إبراهيم الخليل، فإن الرد على ذلك، يأتي ايضاً من خلال التسلسل التاريخي للأحداث والوقائع، والتي تشير إلى أن اليهود لم يظهروا إلا بعد عصر إبراهيم الخليل بسبعمائة سنة، هذا إضافة إلى فريق الباحثين الذين ربطوا بين اليهود وهجرتهم من الجزيرة العربية وهو ما اشرنا إليه.
لا بد من الوقوف عند تسمية (يهودي) ودراسة اصلها، ومتى وردت للمرة الأولى، لأن ذلك في اعتقادنا، احد اهم الحلقات التي يجب توافرها لمن يدرس التاريخ اليهودي بصورة علمية وبعيداً عن التشويش الذي قد يحصل لسبب أو آخر، يقول د.سهيل زكار: هناك خلاف حول اصل تسمية (اليهود) وحول معناها في المصادر العربية والمصادر غير العربية وحول متى نشأت وراجت، وقالوا إنها جاءت من كلمة (يهوذا) وهكذا عمت كلمة (اليهودية) وعنت الديانة. ويؤكد د.احمد سوسه إن اول ظهور لكلمة يهودي كانت في الكتابات والنقوش الاشورية في القرن الثامن قبل الميلاد، بينما يذكر Ripley في كتابه (The Race of Europe) إنه يتفق مع الباحث والمؤرخ (Renan) في تأكيده بأن كلمة (يهودي) ليس لها معنى أنثروبولوجي لا في أوربا ولا في روسيا ولا في حوض الدانوب على الأقل.
ويلاحظ الأستاذ لامبروز بأن اليهود الحديثين هم ادنى إلى الجنس الآري منهم الى الجنس السامي، وأن حوالي تسعة اعشار يهود العالم، يختلفون في سلالة اجدادهم في شكل الرأس اختلافاً كبيراً، ويتوسع د.محمد رشيد الفيل في دراسته (اليهود وعلم الاجناس) ليثبت أن العديد من الاجناس قد انتموا إلى تسمية (اليهودية) ويتوصل د.الفيل إلى أن نسبة كبيرة جداً من الذين يسمون انفسهم باليهود، هم ليسوا يهوداً، ويشير إلى أن هنالك نقصاً لعناصر الوحدة التي تربط بين الجنس اليهودي، واذا أخذنا الأنف الطويل ـ العلامة الفارقة لليهود- الذي أطلق عليه البعض خطأ الأنف السامي (Semetic Nose) انما هو انف ارمني، ويقول في ذلك الأستاذ (Haddon) (والمدعو الأنف اليهودي ذو أهمية، فلا يمكن أن نعتبره أنفاً سامياً كأنف البدو الاقحاح الذين يعتبرون نموذجاً للساميين وكانت هذه الأنوف حيثية نموذجية وهي في الحال الحاضر للارمن الحاليين الممثلين للحيثيين) (انظر د.محمد الفيل، اليهود والجنس البشري ص54). ومن هنا فإن التشويش الحاصل في المسألة اليهودية لا يتوقف عند اصل التسمية اليهودية، وانما يصل إلى من يسمون بـ(اليهود) انفسهم وانتمائهم إلى اجناس مختلفة، وقد اعتنق الديانة اليهودية، كما ورد في كتاب What is Race اناس من خارج الجنس الأبيض، فهناك يهود صينيون ويهود احباش ويهود زنوج اميركيون، ونجد بذلك أن تسمية (يهودي) تطلق على اناس ينتمون إلى سلالات واجناس مختلفة.