كييف ـ عواصم ـ وكالات: أسقط المتمردون الانفصاليون شرق اوكرانيا مروحية عسكرية أمس ما ادى إلى مقتل 14 جنديًّا بينهم جنرال كما اعلن الرئيس الانتقالي الاوكراني اولكسندر تورتشينوف أمام البرلمان.
وقال "لقد تلقيت معلومات للتو إنه قرب سلافيانسك أسقط الإرهابيون مروحية تابعة لنا عبر نظام دفاع جوي روسي نقال" مضيفا "لقد قتل 14 من جنودنا بينهم الجنرال فولوديمير كولشيتسكي".
واضاف تورتشينوف "انا ميتقن ان قواتنا المسلحة ستتوصل إلى التخلص من الإرهابيين وان المجرمين الذين تمولهم روسيا سيقضى عليهم او سيصبحون في قفص الاتهام".
وكانت متحدثة باسم المتمردين قالت في وقت سابق لوكالات انباء ان الانفصاليين اسقطوا مروحية عسكرية اوكرانية اثر معركة قوية لا تزال مستمرة جنوب سلافيانسك.
وقالت المتحدثة "نتيجة الأنشطة العسكرية المكثفة، اشتعلت النيران في عدة منازل مدنيين". وأفادت احدى سكان المنطقة أمس انها سمعت قصفا مدفعيا. غير ان الناطق باسم الجيش شرق اوكرانيا فلاديسلاف سيليزنوف نفى في موقع اوكرانسكايا برافدا ان تكون عملية واسعة النطاق جارية. وهذه الحصيلة هي بين اعلى الخسائر التي تتكبدها القوات الاوكرانية منذ بدء التمرد الانفصالي في الشرق في مطلع ابريل. وقد تصاعدت حدة التوتر في شرق اوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا مع هجوم دام للمتمردين على وحدة اوكرانية في لوجانسك واحتجاز اربعة مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا قرب دونيتسك.
فيما دعت روسيا الغرب إلى الضغط على السلطات الاوكرانية لوقف تصعيد العنف وانزلاق أوكرانيا نحو "كارثة وطنية" على ما اعلنت الخارجية الروسية. واكدت الوزارة في بيان ان "العملية المسلحة التي تشنها السلطات الاوكرانية تتسبب بسقوط المزيد من الضحايا". "نكرر دعوة شركائنا الغربيين إلى استخدام نفوذهم على كييف لمنع انزلاق اوكرانيا الى كارثة وطنية". واضافت ان "المجموعة الدولية تنتظر من كييف وقفا فوريا للأنشطة العسكرية في الشرق وسحب قواتها. وبدون هذا الامر، لن يكون تحقيق السلام في اوكرانيا ممكنا". وعبرت روسيا عن "قلقها الشديد من تصعيد اضافي للوضع في شرق اوكرانيا". واتهمت سلطات كييف بقصف مدن واهداف مدنية مستخدمة الطائرات والمدفعية في عملية عسكرية "تسببت بالم ومعاناة لمواطنين مسالمين". واضافت "بين الجرحى مسنون واطفال". واضاف البيان "مرة اخرى ندعو سلطات كييف إلى وقف الحرب الاخوية وبدء حوار وطني فعلي مع كل القوى وممثلي مناطق البلاد بحثا عن سبل تخرج اوكرانيا من هذه الأزمة العميقة".
وفي سياق آخر يواصل الاتحاد الأوروبي جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لحل النزاع الدائر بينهما بسبب صادرات الغاز الروسية إلى كييف. وقال مكتب تمثيل المفوضية الأوروبية في ألمانيا امس في برلين أن جميع الأطراف وافقت على عقد جولة جديدة بهذا الخصوص امس في برلين. وكان مسؤول الطاقة في الاتحاد الأوروبي جونتر أوتنجر اقترح هذا الموعد خلال آخر لقاء مع وزراء الطاقة في روسيا وأوكرانيا، إلا أن موسكو ربطت مشاركتها بالتجاوب من جانب كييف. وتقدر روسيا الأموال المستحقة على أوكرانيا بحوالي 2ر5 مليار دولار. وتهدد موسكو بأنها لن تمد كييف بالغاز ابتداء من يوم الثلاثاء الموافق الثالث من يونيو المقبل إلا مقابل الدفع مقدما، وذلك إذا لم تحول كييف خلال الأيام المقبلة ملياري دولار كمقدم إلى شركة غازبروم الروسية. وفي حال أغلقت روسيا صنابير الغاز عن أوكرانيا فإن ذلك سيؤثر على الغرب أيضا لأن أوكرانيا تعتبر دولة عبور للغاز الروسي إليها.
ووفقا للاقتراح بحل وسط الذي أدلى به أوتنجر يوم الاثنين الماضي كان على أوكرانيا أن تحدد موقفها من دفع ملياري دولار مقدما، الأمر الذي لم يحدث حتى الآن. ومن المتوقع أن تدفع أوكرانيا 500 مليون دولار أخرى في السابع من يونيو المقبل.