مانيلا/نهانات ـ د.ب.أ: رجح باحثون من أميركا أن أكبر سلالة مما يعرف بالمحار الثاقب للسفن أو دود السفن والذي يعيش على الخشب غالبا يتغذى على ما يبدو بشكل قلما وجد بين بقية أبناء نوعه، وذلك حسبما كتب الباحثون في دراستهم التي تنشر امس في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم. وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إجراء دراسة مستفيضة على أكبر نوع من ديدان السفن، والذي يعرف باسم كوفوس بوليتالاميا. وقال الباحثون إنه بينما تثقب محاريات السفن الأخرى المعروفة باسم "تيريدندي" الخشب وتعيش عليه أيضا، فإن محاريات كوفوس بوليتالاميا تفضل العيش في أمان في طين البحيرات والأهوار. وحسب الباحثين فإن هذا المحار يعيش بشكل تكافلي مع بكتريا تمده بمركبات كربونية يتغذى عليها. كان الغموض يلف حتى الآن هذا النوع النادر من المحار الثاقب للسفن، والذي يعيش في أنابيب ممتدة من الجير "يمكن أن يصل طول الواحدة منها إلى 155 سنتمترا وعرضها 6 سنتمترات". ويتميز هذا النوع عن نظرائه ببنيته التشريحية غير المعتادة وبحقيقة أن الحيوان البالغ منها يفضل أن يعيش على ثقب الرواسب البحرية عن ثقب الخشب، حسبما أوضح الباحثون تحت إشراف دانيل ديستل من جامعة نورث هيسترن بولاية ماساشوسيتس الأميركية. وقال الباحثون إن حيوانات هذا النوع من المحار لم توصف بشكل علمي حتى الآن وإنه على الرغم من أن الأنابيب التي تعيش فيها منتشرة بشكل واسع "إلا أننا لم نصل أبدا للحيوانات الحية بداخلها". غير أن الباحثين حصلوا الآن على خمس نسخ من هذه الحيوانات التي تعيش في بحيرات جزيرة مينداناو الفلبينية. وخلص الباحثون من خلال الدراسة إلى أن أمعاء هذه الحيوانات توقفت عن النمو ولا تحتوي سوى على بقايا من الفضلات. وأظهرت تحليلات أخرى أن أحشاء هذه الحيوانات تحتوي على تجمع متجانس جدا من البكتريا. وخلص الباحثون من خلال تحليل المجموع الجيني لهذا المحار إلى أن الميكروبات التي تعيش متطفلة على هذا المحار تساعد عائلها في تمثيل كبريتيد الهيدروجين وغيرها من مركبات الكبريت غذائيا وتحويلها إلى طاقة. وقال الباحثون إن هذا الاختلاف الذي يميز هذا المحار عن غيره من دود السفن أدى إلى "تغيرات هائلة في حجمه وبنيته التشريحية.