[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
كما قلنا، إن التضاريس الأرضية من جبال وأودية وهضاب وغابات وأحراش، تساعد كثيرا في تنفيذ هجمات المقاومين، وفي الانسحاب الفوري والتواري عن أنظار العدو، وهذا الحال لم يتوفر للمقاومين العراقيين على الإطلاق، ولإعطاء تصور عن طبيعة وأنواع التضاريس المحيطة بالقواعد الأميركية، نقدم تعريفا بأهم القواعد الأميركية في العراق خلال فترة الاحتلال الأميركي، وطبيعة الأرض المنبسطة التي تحيط بهذه القواعد.
قاعدة البكر الجوية، تعتبر هذه القاعدة الأكثر شهرة بين "القواعد العاملة" في العراق، تم تغيير اسم القاعدة إلى (انا كوندا)، وتقع قرب مدينة الدجيل في ناحية يثرب التابعة لمحافظة صلاح الدين، وعلى مسافة 75كم شمال بغداد، وتتميز بأنها كانت الأشد ازدحاما بالحركة الجوية في المنطقة، وتضم المقاتلات الجوية وطائرات النقل العملاقة، وهي القاعدة الرئيسية لتقديم الإمداد والخدمات اللوجستية للقوات الأميركية منذ بداية الاحتلال. ولأن مساحة القاعدة شاسعة، فإن مساحات كبيرة فارغة تحيط بها، وأن المناطق القريبة منها زراعية وتنتشر فيها أشجار الحمضيات والكروم.
قاعدة التاجي (30كم شمال بغداد) أحد أهم معسكرات الجيش العراقي السابق، وتمتد على رقعة شاسعة، تتوسط أرض زراعية منبسطة، لا توجد بالقرب منها أي تلال وهضاب وغابات، وترتبط بالعاصمة بطريق رئيسي حديث هو ذات الطريق الواصل بين (بغداد، سامراء، تكريت، الموصل).
قاعدة (الفلوجة) وتقع شرق المدينة وعلى بعد 55كم من العاصمة، وكانت في السابق منتجع رئاسي، ثم تحول إلى منطقة سياحية، وتحيط بالقاعدة صحارى وأراضٍ منبسطة، ويظهر الجسم الصغير المتحرك من مسافة بعيدة، ويمكن مشاهدته بالعين المجردة على عدة كيلومترات.
قاعدة الصقر الجوية، وتقع جنوب بغداد على مسافة 15 كيلومترا تقريبا، وهي من القواعد الكبيرة وتستخدم لتخزين الذخيرة وأسلحة الجيش الأميركي، تعرضت إلى هجوم عنيف عام 2007، تسبب بحرق وتدمير مخازن الأسلحة الرئيسية، وسمع دوي الانفجارات الهائلة في جميع أحياء بغداد، وتواصلت الانفجارات داخل القاعدة لعدة ساعات.
قاعدة الناصرية، واسمها سابقا (قاعدة الإمام علي) تقع على مسافة 350 كم جنوب بغداد وتقع على ضفاف نهر الفرات، وهي من القواعد العسكرية الكبيرة، وتستخدم لسلاح الطيران، وتحيط بها مناطق مفتوحة وليس هناك أي تضاريس وهضاب أو جبال تكفل تأمين انسحاب المقاومين في حال شنّوا هجمات على القوات الموجودة داخل هذه القاعدة.
قاعدة مطار بغداد، من القواعد الكبيرة، تقع قرب المطار، وتحيط بها المزارع في منطقة الرضوانية، وهي أرض منبسطة ولا توجد أية تضاريس وغابات أو جبال.
القاعدة الأميركية في الموصل، ولا تختلف من حيث الأرض المحيطة بها عن القواعد الأخرى، إذ لا يوجد عامل التضاريس للمساعدة في شن هجمات ناجحة من قبل المقاومين العراقيين.
المنطقة الخضراء: تقع وسط بغداد قبل الغزو كانت تضم القصر الجمهوري، وتحتوي موقع السفارة الأميركية والبريطانية، ومحاطة بالمناطق السكنية، ولا توجد تضاريس بالقرب منها تسهل هجمات المقاومين.
قاعدة عين الأسد: من القواعد العسكرية الكبيرة، تقع إلى الغرب من بغداد بمسافة 200كم في منطقة البغدادي ضمن محافظة الأنبار وتقع وسط أراضٍ صحراوية منبسطة ومفتوحة.
لا شك أن فقدان المقاومة العراقية لواحد من أهم الاشتراطات المتعارف عليها في تنفيذ استراتيجية حرب العصابات ضد العدو، يُعد من العوامل غير المساعدة للمقاومة إن لم نقل المعادية لنشاط المقاومين العراقيين.