كلما نطق الميدان داخل سوريا لصالح الدولة والشعب والجيش والقيادة، علا سقف الاتهامات ضدها، وكلما أحرز الحراك السياسي السوري خطوة باتجاه الخروج من المحنة التي تعانيها سوريا، ارتفع الصراخ والعويل. إنها معادلة لا تزال تعايشها سوريا منذ نشوب الأزمة، ما يؤكد حقيقة الاستهداف المخطط له ضد هذه الدولة النابضة بالعروبة.
لقد كان لافتًا تحرك معسكر المؤامرة ضد سوريا بالإعلان عن العزم على تزويد عصابات الإرهاب بالأسلحة النوعية التي أكدت تلك العصابات وصولها بالفعل، وهو تحرك جاء ليقابل تحرك الشعب السوري وتصميمه على ممارسة حقه الدستوري والتأكيد على سيادة بلاده واستقلالها، وسعيًا منه نحو وضع أسس تحقيق الأمن والاستقرار عبر صندوق الاقتراع واختيار الرجل الأنسب والأصلح لقيادة بلاده في هذه المرحلة الحساسة. ما يعني أن معسكر المؤامرة وهو يعلن عن صفقات سلاح نوعي للمجاميع الإرهابية التي يدعمها داخل سوريا بالتزامن مع الاستحقاق الدستوري والوطني، بالإضافة إلى منع السوريين داخل دوله من حقهم الديمقراطي، إنما يريد تعطيل هذا الاستحقاق ومنع الشعب السوري عن ممارسة هذا الحق، ويصر على قذفهم في أتون الهلاك والإبادة، الأمر الذي يتنافى مع ما يدعيه من دعم للشعب السوري حتى تحقيق تطلعاته.
إن هذه المزاوجة بين السلاح النوعي ومنع السوريين في الخارج من حقهم الانتخابي والدستوري والديمقراطي، لا يمكن عزلها عن السياق التآمري القائم بإلصاق الاتهامات الكاذبة ـ بعد فبركتها ـ بسوريا وعن سياق التحريض والتشويه، الذي بدا محاولات يائسة للتعويض عن ما لحق بمعشر المتآمرين من خيبات وهزائم وانكسارات.
وفي ظل تحكم حالة اليأس لا يزال المتآمرون يسعون بشتى الطرق لاختلاق أي ذريعة تسمح لهم بالتدخل العسكري المباشر وشرعنة سياساتهم الداعمة للإرهاب، فبعد فشل مشروع قرارهم حول المحكمة الجنائية، بفعل الفيتو المزدوج الروسي ـ الصيني، ها هم هؤﻻء يحاولون الوصول إلى ذلك من بوابة المساعدات الإنسانية بالضغط لتمرير مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، وطبعًا هي محاولة مكشوفة ذلك أن المأساة الإنسانية التي يكابدها الشعب السوري يقف وراءها هؤلاء المتآمرون أنفسهم والمتاجرون بحقوق ذلك الشعب، ومحاولتهم هذه مردودة عليهم. كما أن تلكؤهم ومماحكاتهم حول الترسانة الكيماوية السورية، ومحاولتهم توظيف ورقة السلاح الكيماوي في الابتزاز وإشغال السوريين عن الانتخابات والتشويش عليهم وإرباكهم، كذلك هو أمر مفضوح ومردود عليهم بتأكيدهم أن أكثر من اثنين وتسعين بالمئة من الترسانة الكيماوية السورية تم تدميرها، وأن النسبة المتبقية منها تم توضيبها وتجهيزها من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وما أن تسمح الظروف الأمنية ـ التي فرضوها بقوة إرهابهم ـ سيتم نقلها إلى مرفأ اللاذقية وتحميلها في السفينة الأميركية المعدة لعملية النقل والتدمير.
إذًا، إنها محاولات لوضع الكمائن في طريق الاستحقاق الدستوري وإفشال الانتخابات السورية، وكذلك محاولات لوضع العصي في عجلات الحل من أجل مواصلة الإرهاب وإفشال النجاحات السورية والحد من وهج الانتصارات العسكرية في الميدان عبر نشر أكثر من صورة مشوهة، وأكثر من اتهام كاذب مفبرك في المشهد العام وعلى الفضائيات العميلة والموالية لتعكير صفو الرأي العام ومزاجه المعطر بصور نصر الجيش العربي السوري وبانتصار الشعب السوري في الخارج وإقباله على التصويت بكثافة كبيرة ملحوظة ولافتة في صورة حية وحضارية، وهما نصر وانتصار فيهما أبلغ رد على معشر المتآمرين.