[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
أهمية هذا القرار تتأتى من القضية التي صدر بشأنها وتوقيت صدوره والتداعيات الخطيرة التي حصلت في العراق في السنوات اللاحقة، فقد صدر بعد الغزو الأميركي – البريطاني للعراق، وبعد مضي خمسين يوما تقريبا من احتلال العراق في العام 2003، ففي يوم 22 أيار/ مايو أصدر مجلس الأمن هذا القرار وجاء بالرقم 1483.
نظرا لصدور القرار وحفظه في وثائق مجلس الأمن وبروز أحداث كثيرة جدا وخطيرة جدا، فإن أحدا لم يتوقف عند المواد التي تضمنها القرار، هذه المواد التي يفترض أن تكون ملزمة لمجلس الأمن والأمم المتحدة، وأن تعمل المنظمة الدولية على تحقيقها لا أن تترك القرار حبرا على ورق ولم تتحرك لردع المسيئين خاصة أولئك المسؤولين بصورة مباشرة عن الأوضاع المأساوية في العراق.
هنا، نتوقف عند بعض المواد التي تضمنها القرار ونساها الناس ولم يتحقق منها أي شيء بل على العكس من ذلك حصل ما هو أخطر وأسوأ.
من بين ما ورد في القرار.
"وإذ يؤكد (المقصود هنا مجلس الأمن) من جديد سيادة العراق وسلامته الإقليمية" "وإذ يشـدد علـى حـق الشـعب العراقـي في تحديـد مسـتقبله السياسـي بحريـة والســيطرة على موارده الطبيعيـة، والتزام كافة الأطراف المعنية بدعم تهيئة بيئة تمكنه من القيام بذلك في أقرب وقت ممكن، ويعرب عن تصميمه على ضرورة أن يحل اليوم الذي يحكم فيه العراقيون أنفسهم على وجه السرعة، ويناشد الدول الأعضاء والمنظمات المعنية أن تقدم المساعدة لشـعب العـراق في جهوده الرامية إلى إصلاح مؤسساته وإعادة بناء الاسـتقرار والأمن في العراق وفقا لهذا القرار".
طبعا تضمن القرار فقرات كثيرة، لكن نتوقف عند هذه الفقرة التي تقول "يطلـب مـن جميـع المعنيـين أن يتقيدوا تقيدا تاما بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بما في ذلك بصفة خاصة اتفاقيات جنيف للعام 1949 وقواعد لاهاي للعام 1907".
إن قراءة لقرار مجلس الأمن المذكور يكشف بكل سهولة عن شعارية تعتمدها هذه المنظمة الدولية وأن جلّ ما يشغل القائمين عليها أن يظهر القرار بصياغات وجمل تشبه تماما خطب رؤساء الأنظمة التي تسمى ديكتاتورية، ومن الواضح أن المنظمة الدولية تسخر من عقول الناس وتستهزئ بهم إلى أقصى حد، وتعلم تماما أن هذا القرار حاله حال مئات القرارات التي يفترض أنها عالجت وتصدت لقضايا خطيرة ومصيرية، إلا أن أحدا لم يدقق لاحقا في بنود وفقرات ومضامين تلك القرارات التي تحرص المنظمة الدولية على أن تكون صياغاتها دقيقة وشعارية، دون أن تراجع تلك القرارات وتقدم تقييما عمليا لما تحقق بعد ذلك من فقرات ومواد تضمنها القرار الأممي.
ما تضمنه القرار الخاص بحقبة احتلال العراق يرسم صورة وردية ومستقبلا زاهرا واستقلالا وديمقراطية وتنمية هائلة في العراق، لكن ما حصل ويحصل في هذا البلد يؤكد أن شيئا لم يتحقق في العراق، وأن البلاد تحولت إلى الدماء والدمار والتخريب والخراب.