لا شك أن حصول مدينة صلالة على لقب أفضل وجهة سياحية في 2014، خلال توزيع جوائز الإعلام السياحي العربي، شكل بارقة أمل ان ما تملكه مدينة صلالة يختلف عما تملكه مدن عربية اخرى.
الفوز بقدر انه مهم لمدينة صلالة خصوصا والقطاع السياحي في السلطنة عموما، يضفي مزيدا من الاهمية لتحريك هذا القطاع الحيوي للاقتصاد العماني، في حال ادراك الحكومة انه المحرك الاساس لعجلة التنويع الاقتصادي لمصادر الدخل بعد النفط حاليا، وما بعد النفط مستقبلا، والموفر لعديد الوظائف للباحثين عن عمل من الشباب العماني.
ادراكنا جميعا سواء نحن في السلطنة من ابناء هذا الوطن العزيز، او القاطنين فيه، او حتى الزوار، بان ما تملكه السلطنة من مقومات سياحية، يفوق عديد البلدان الاخرى سواء في دول الخليج او بقية الدول العربية، نظرا لطبيعة التضاريس في السلطنة التي تتنوع بين جبال وشواطيء ورمال ووديان، وطقس متنوع بين بارد في جبل شمس والجبل الأخضر شتاء، ومعتدل صيفا، بجانب طقس صلالة الذي يعد مصيفا نادرا في منطقة الخليج، بخلاف طقس مسقط شتاء، ومحافظة الوسطى التي تتأثر بالحالة الجوية الاستوائية صيفا.
كل هذه العوامل، تشكل أمرا مهما للجذب السياحي، خاصة لابناء دول الخليج، بغير السياحة الاوروبية شتاء.
ان اهتمامنا برسم خارطة طريق للقطاع السياحي، لامر مهم ومجدٍ اقتصاديا بشكل كبير، في مرحلة تتطلب نظرة واقعية لهذا القطاع، وتحريك الكثير من الالتزامات والخطط التي ستنعش قطاعنا السياحي ايما انتعاش وسنجذب الافواج السياحية طوال العام مما سنجد مدخولا مستمرا من السياحية.
وبلا شك، ان فوز مدينة صلالة بلقب افضل وجهة سياحية في 2014، يدفعنا لان ننظر اليها نظرة امل ودافعية لتنمية البنية الاساسية لقطاعها السياحي، بحيث تكون مزارا سياحيا صيفا وشتاء، وتوفير مقومات السياحة العائلية التي بدأت تأخذ اهتماما من بعض البلدان ذات الجذب السياحي مثل تركيا ودبي وماليزيا وتايلاند. نظرا لدورها في جذب الاسر الخليجية والعربية، ونظرا لحالة الصرف المالي الذي تشكله الاسرة الخليجية خصوصا.
وبالتالي تشكل منجم ذهب لتلك الدول في تعزيز مدخولها من الحركة السياحية العائلية، وبدأت في توفير اماكن ترفيهية للاطفال والعائلات بهدف جذبها وجعلها تمدد فترة وجودها بلد الزيارة.
لذلك علينا المضي قدما في انعاش القطاع السياحي في مدينة صلالة، وبقية المدن العمانية التي لا تقل اهمية عن صلالة من حيث مقوماتها السياحية، بل تعد متاحف سياحية مفتوحة بمقوماتها المتعددة.
وجاء اعلان انطلاق مهرجان صلالة السياحي 2014 في ثاني ايام عيد الفطر المبارك، فرصة لترتيب البيت السياحي بشكل فاعل، وديناميكية تدفع بالقطاع والموسم لمزيد من النجاحات بعد السنوات الماضية.
ورغم ان موسم المهرجان قصير، هذا الموسم، الا انه سيحقق نجاحا جيدا بعد نضوج الفكر السياحي لدى مسؤولي المحافظة والقائمين على المهرجان، الذي كل دافعهم نجاح الحدث الابرز في المنطقة.
نريد موسما يتحدث عنه الجميع مع شعاره الجديد، الذي يشكل دافعا لزيارة عمان من قبل الأفواج السياحية خاصة من دول الخليج، الذي نعول عليهم مشاركة وتدفقا كبيرا في هذا العام.

يوسف البلوشي
اعلامي
[email protected]