القلاع والحصون المنتشرة في العديد من ربوع السلطنة والتي نفتخر بها كمعالم راسخة منذ القدم حافظت على شكلها وجمالها بسبب الصيانة والترميم الذي لقيته الا أن هناك معالم تم إنشاؤها في بعض المحافظات منذ بداية عصر النهضة المباركة هذه المعالم كان الجميع يتمنى ان تحافظ على رونقها وتبقى لعشرات السنين الا انها انتهت بعد عدة سنوات من انشائها وبعضها لم تحقق الهدف الذي من أجله تم الإنشاء، نشير هنا الى بعض تلك المعالم بمحافظة مسقط.
صرح ريام بحديقة ريام والذي تم إنشاؤه قبل أكثر من ثلاثة عقود وهو يقع على جبل يطل على كرنيش مطرح الجميل ويتخذ شكل المبخرة العمانية ربما العديد من القراء الكرام لا يعرف ان داخل ذلك الصرح يوجد مصعد كهربائي يأخذك الى اعلى قمة فيه ومنها يمكنك مشاهدة معالم مسقط وما حولها هذا المصعد تم فتحه امام الزوار لمدة سنة واحدة تقريبا وبعد ذلك اغلق دون إبداء الأسباب ومن ثم تم إحاطة الصرح نفسه بسياج لكيلا يستطيع أحد الوصول اليه.
الساحة الكبيرة امام وزارة التجارة والصناعة في منطقة روي التجارية فتحت أمام الجمهور منذ فترة طويلة أيضا وتم عمل شاشة عرض كبيرة تعرض مقاطع توعوية واعلانات وإنشاء أماكن للجلوس ونوافير وكنا نتوقع ان يتم استغلال تلك الساحة في إقامة الفعاليات والعروض والمهرجانات الا انه للأسف الشديد بعد مضي فترة بسيطة تحولت الى مكان مهجور رغم وجوده في منطقة حيوية نشطة.
المواقف المتعددة الأدوار في مطرح تم انشاؤها منذ قرابة الثلاثين سنة تتكون من ثلاثة أدوار و تتسع للعشرات من السيارات وكانت في وقتها تعتبر معلما من معالم المدينة إضافة الى انها احد افضل الحلول لمعالجة ازمة المواقف في تلك المنطقة التي تكتظ بالسيارات خاصة قبيل المناسبات والاعياد هذه المواقف رغم انها كلفت الدولة ملايين الريالات الا إنها لم يتم صيانتها وكان القرار السهل هو إغلاقها وترك المواطن يبحث عن موقف لسيارته وأصبح ذلك المبنى متهالكا ومهجورا وغير صالح للاستخدام عدا المحلات الموجودة أسفل المبنى والتي.
مازالت تشغلها اليد العاملة الوافدة ونحن نعلم انه لو ان ذلك المبنى ملك لاحد المسئولين لما ترك هكذا دون عناية واهتمام.
يا ترى من المسئول عن هدر أموال الدولة بهذه الطريقة؟ ولماذا تمر مثل هذه الهفوات دون عقاب ولا مساءلة وأين التخطيط الاستراتيجي الذي يتحدث عنه البعض؟ طبعا هذه فقط امثلة بسيطة نحن نعلم ان هناك مباني ومعالم وصلت الى نفس المصير كبعض الاسواق التي بنيت ولم يتم استخدامها ومباني حكومية تعرضت للتشققات قبل استعمالها وغيرها من الحقائق ‘لقد حان الوقت لمحاسبة كل من يهدر المال العام بهذه الطريقة واعتبار ذلك من الفساد الذي يتم حاليا مكافحته من هنا لابد من فتح الملفات القديمة.

سالم العبدلي
تابعونا على صفحتنا في الفيس بك
https://www.facebook.com/salim.alabdali.39