الخيال الأول: موجة سحاب

( كنتُ أسيرُ وحدي في شارعٍ مفتوحٍ بعيداً عن الحي الذي أسكنُ فيه، فجأة أظلمت الدنيا رغم أن الوقت كان نهاراً .. )
رأيتُ موجةً من السحاب تُحيط بالبلاد أكملها، ثم سمعتُ ضجيجاً عالياً، والناس يتراكضون في كل مكان، تعجّبتُ مما يحدث ودار برأسي سؤالٌ واحد: هل هذه نهاية العالم، أم ماذا يحدث؟
فجأة أتت موجةٌ كبيرة على يساري وأحاطت بالناس والشارع، عمّت الفوضى، وتهدّمت البيوت، وأصبحت البلاد كبحرٍ واحد.
كنت أرتعشُ خوفاً، وغير قادرة على اتخاذ أي قرار، ولا أعلم ما الذي يتوجّب عليّ فعله: هل أهرب؟ أم ...؟

الخيال الثاني: قلق
تأليف: أمل بنت خالد البلوشي

( استيقظتُ في أحد الأيام، ولم أجد أفراد عائلتي في البيت، حاولتُ الاتصال بهم، ولكن؛ لا أحد يرد .. )
ظللتُ أنتظرهم على أمل أن يأتوا إلى البيت في أي لحظة، أختلسُ نظرةً إلى الباب كل دقيقة، أحلمُ برنين جرس الباب؛ فأجري لفتحه وأرى أسرتي، ولكن لا جدوى. الساعات تمر وأنا لوحدي. ماذا عساي أفعل؟ هل أذهب لأبحث عنهم؟ أم أجلس هنا وأنتظرهم؟
إذا خرجت لأبحث عنهم؛ فأين سأبحث؟ وهل يحتمل أن يعودوا وأنا خارج المنزل ولا أعلم بعودتهم؟
أظلمت الدنيا ولا جديد بشأنهم، بدأت الشكوك تراودني، هل أصابهم سوء، ولن أتمكن من رؤيتهم من جديد؟
القلق يأكلني، ولا خبر، وأنا أراقب الباب فهو مُنقذي الوحيد من هذا القلق. فجأة رن جرس الباب، ركضت نحوه لأفتحه، ولكنني توقفتُ فجأة؛ فلربما كان شخصاً غريباً وأنا هنا لوحدي، ترددت قليلاً وشعرت بالخوف، خشيت أن أسأل الطارق عن هويته فيسمع صوتي ويكتشف أنني وحدي في المنزل، ولكن؛ كان لا بد من استجماع شجاعتي والسؤال؛ فجاءني الرد صادما: افتحي الباب، نحنُ الشرطة.
فتحتُ الباب ورجفةٌ تسري بجسدي كله، نظرت للرجل الطويل الواقف خلف الباب بلباسه العسكري، نظرتُ خلفه عليّ أرى أفراد أسرتي، ولكنني وجدتُ الجيران بدلاً منهم.
ـ لقد أتيتُ لأخبرك أن عائلتك تعرضت لحادثٍ شنيع، وقضوا جميعهم، وقد استغرقنا بعض الوقت للتعرف على جثثهم.
بكيتُ كثيراً، لم يكن الأمر سهلاً، ولم أظن أن الأيام التي مرت عقب هذه الحادثة ستجعلني أحيا من جديد، وأنني سأتمكن من العيش رغم مرارة فقد أسرتي، ولكنها الحياة تمضي ولا تقف أبداً.

الخيال الثالث: تحدٍّ جديد
تأليف: بيان بنت سالم بن سعيد الرشيدي

( كنتُ أسيرُ وحدي في شارعٍ مفتوحٍ بعيداً عن الحي الذي أسكنُ فيه، فجأة أظلمت الدنيا رغم أن الوقت كان نهاراً .. )
توقفتُ في مكاني دون حراك، كنتُ أشعرُ بالخوفِ الشديد في داخلي، أسمعُ أصوات الناس وهم يمرون أمامي، رحت أسير دون أن أعلم أي اتجاهٍ أسلك؛ فارتطمتُ بجدارٍ ووقعتُ على الأرض، فقدت وعيي وحين استيقظت كان الظلام لا يزال يلف المكان حولي، لم أستطع التعرف على المكان الذي أنا به.
جاء رجلٌ، وعرفني بنفسه أنه طبيب وأنني في المستشفى بعد أن وقعت في الشارع. سألني: هل تستطيعين التنفس جيداً؟ أجبته: نعم.
ثم سألني: هل ترينني؟ فأجبته بالنفي.
بدأ الطبيب بفحصي، وسط خوف والديّ اللذين وصلا في تلك اللحظة إلى المستشفى بعد أن تم الاتصال بهما.
ـ للأسف، لقد فقدت بصرها. قال الطبيبُ لوالديّ. بدأتُ بالبكاء الشديد دون توقف، أيعقلُ أنني لن أرى الشمس مجدداً، ولن أتأمل تفاصيل وجوه أفراد أسرتي، ولن أتمكن من إكمال دراستي؟
تجمّع أفراد أسرتي حولي، وحاولوا مواساتي، في حين قرر والدي السفر بي باحثاً عن علاجٍ لي لعل بصري يعود إليّ. تمسّكتُ بالأمل وإن كان ضعيفاً، ولكن جميع الفحوصات كانت سلبية. قضيتُ أشهراً طويلة في الخارج أتنقّل بين المستشفيات بحثاً عن أملٍ ولو بسيط، التقيت بكثيرين مثلي، كان تفاؤلهم باعثاً لي على تقبّل الأمر والتعايش معه.
أدركت أن ما حدث ليس نهاية الحياة، بل هو بداية لتحدٍّ جديد.

تأليف: أمل بنت عبدالله المالكي
مبادرة للقاصة بدرية البدرية.