صنعاء ـ وكالات: كشف المستشار السياسي لرئيس الوزراء اليمني علي الصراري عن ترتيبات تجرى حاليا لتغيير في الحكومة اليمنية بناء على مخرجات الحوار الوطني وليس وفقا لرغبة البرلمان الذي وصفه بأنه "فاقد للشرعية ولا يمتلك حق التفويض". وقال الصراري في تصريح صحفي امس الثلاثاء :"التغيير في الحكومة أمر مطروح ضمن مخرجات الحوار الوطني ، والآن تجري مشاورات وترتيبات لتنفيذه". وأضاف :"كان البرلمان يدرك سلفا أنه لا يستطيع أن يحقق هذا المطلب لأنه لم يعد يمتلك الصلاحية لسحب الثقة من أحد ، وشرعيته صارت معلقة في المبادرة الخليجية ، التي تعتبر مصدر شرعية الحكومة الحالية" ، موضحا أن "البرلمان في قراره يهدف إلى إثارة ضجة سياسية واستخدامها للدعاية وعندما اتضح له بأنه لا يستطيع أن يفعل هذا عدل عن ذلك. وكان البرلمان اليمني قرر قبل يومين سحب الثقة من حكومة الوفاق ، وطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي إجراء "تغيير جذري حكومي عاجل". وقال برلمانيون إن "رؤساء الكتل البرلمانية توافقوا على سحب الثقة من حكومة محمد باسندوة بعدما تبين لهم من خلال استجوابها الأسبوع الماضي عجزها وتقصيرها. واكدت مصادر محلية وقبلية أن الطيران الحربي اليمني شن امس الثلاثاء، ولليوم الثاني على التوالي، غارات على مواقع المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يخوضون مواجهات مع الجيش في جنوب محافظة عمران، شمال العاصمة اليمنية. واكد مصدر محلي لوكالة ان المعارك بين الحوثيين والجيش انتقلت الى الجهة الجنوبية من مدينة عمران وباتت بالتالي اقرب الى صنعاء.
وشمل القصف الجوي مناطق سحب وروى وبني ميمون في جنوب وجنوب شرق مدينة عمران (شمال صنعاء)، وهي المناطق التي تشهد منذ الاثنين اشتباكات عنيفة بين الحوثيين والجيش. ولم تتضح حصيلة غارات امس الثلاثاء حتى الآن. وكانت الاشتباكات في منطقة عمران اسفرت الاثنين عن مقتل سبعة جنود و18 مسلحا من الحوثيين بحسب ما افادت مصادر قبلية وطبية. واكدت مصادر محلية انه تم قطع الطريق بين عمران وصنعاء. واعتبر بيان للحوثيين الذين يتخذون اسم "انصار الله" ان مشاركة الطيران في القصف على مدينة عمران يشكل "منزلقا خطيرا للغاية وأمرا غير مقبول ومرفوض". ورأى البيان الصادر عن "المجلس السياسي لانصار الله"، ان "من يسعى إلى هذا المنزلق يرغب بتوريط الجيش في حرب عبثية".
والمواجهات في عمران تدور بشكل اساسي منذ اسابيع بين الحوثيين والقبائل المتحالفة معهم من جهة، ومن الجهة الاخرى اللواء 310 الذي يقوده العميد حميد القشيبي القريب من اللواء النافذ علي محسن الاحمر ومن التجمع اليمني للاصلاح. ويساند الجيش في المعارك المستمرة منذ اسابيع مسلحون من التجمع اليمني للاصلاح، فيما يساند الحوثيون مسلحون من قبيلة عيال فريش، ليتخذ الصراع في هذه المنطقة طابعا سياسيا قبليا.