خميس الريامي: "سوق الملح" من أقدم الأسواق العربية .. وتمسك اليمني بأصالته وعراقته واعتزازه بزيه التقليدي أكثر ما شد انتباهي كمصور وأحببت أن أوثقه بعدستي
كتب ـ إيهاب مباشر تصوير: سعيد البحري
تستضيف صالة بيت مزنة معرض "لحظات في صنعاء القديمة" للمصورين خميس الريامي وسعيد الحارثي، الذي افتتح مساء أمس برعاية سعادة علي بن خلفان الجابري، وكيل وزارة الإعلام. ويستمر المعرض حتى الثالث من يوليو القادم.

سحر المكان
يقدم المعرض صورا تظهر محاسن العاصمة اليمنية صنعاء، وهي أرض غنية بإرث تراثي عريق. وقد استوقف المصوران خميس الريامي وسعيد الحارثي "سوق الملح" وهو واحد من أقدم الأسواق في العالم العربي وهو يعود إلى 2500 عام، وقد حولته عدسة المصورين إلى مكان يضج بالحياة، حيث يجمع السوق عددا من التجار الذين يبيعون المجوهرات والتوابل والفخار والأقمشة والأواني الفضية والزجاجية والسجاد والخشب، وكل هذا يضيف إلى روعة وسحر المكان.

تفاصيل
وللتعرف على تفاصيل المعرض ورحلة المصورين إلى صنعاء، والتيمة التي اشتركا فيها، واختيارهما لسوق الملح، وأكثر ما شد انتباهه كمصور محترف، واختيار اللونين الأبيض والأسود لإخراج صور المعرض من خلالهما، كان لـ"الوطن" لقاء مع المصور الضوئي الفنان خميس الريامي فقال: جاء اختيارنا لصنعاء بعد تعدد زياراتنا لها، وما لفت انتباهنا فيها مبانيها القديمة قدم الزمن، وموروثها الحضاري الضارب في أعماق التاريخ، وما استوقفنا في سوق الملح، أنه من أقدم الأسواق العربية، فعمره يتعدى الـ"2500" عام، وتوافر مفردات التراث العربي فيه، وما رصدته عدساتنا لما يضمه من مجوهرات وتوابل وفخار وأقمشة وأوان فضية وزجاجية وسجاد وخشب.
وحول ما إذا كانت رحلتهما إلى سوق الملح فقط قال الريامي: لم تكن عدساتنا عاكسة فقط لما يحويه السوق، ولكن عنوان لقطاتنا هو (صنعاء القديمة) بشكل عام.

أصالة وعراقة
وحول أكثر ما شد انتباهه كمصور وأحب أن يوثقه بعدسته قال الريامي: أكثر ما شد انتباهي كمصور وأحببت أن أوثقه بعدستي، تمسك الإنسان اليمني بأصالته وعراقته، وما لاحظته من تمسكه بزيه التقليدي الذي يرتديه أثناء تواجده بهذا السوق، وما لفت انتباهي أكثر التزام الأطفال المتواجدين بالمحلات بارتداء هذا الزي، وهو ما نفتقده في معظم أسواقنا العربية من تخلي البعض عن الزي العربي وارتداء زي مغاير، فأسواقنا العربية فقدت كثيرا من شكلها ومضمونها الذي يدلل على أصالتها.

إصرار
وعن إصراره على اللونين الأبيض والأسود في إخراج صور المعرض قال خميس الريامي: إصراري على اللونين الأبيض والأسود دون سائر الألوان، هو أنني أردت أن تحتفظ اللقطات بروحها، فلا تتلاشى روح الصورة أو تتشتت مع وجود الألوان التي تعتبر عنصرا مشتتا للصورة، هذا عدا البعد الزمني الذي أردت أن أعبر عنه صراحة من خلال الأبيض والأسود.

تيمة
وحول ما إذا كانت هناك تيمة معينة ومحور تدور حوله رحلة الفوتوغرافيين خميس الريامي وسعيد الحارثي قال الريامي: اتفقنا على أن نوثق صنعاء، الناس والعمران والأسواق، وجاء اختيارنا لسوق الملح لعمقه الزمني والتاريخي، وهو جزء من اختيارنا لصنعاء القديمة بشكل عام.

خصوصية
تواجد مجموعة من الصور التي تظهر بها المرأة، بمعرض "لحظات في صنعاء القديمة"
كان مدعاة لتوجيه سؤال حول ما إذا كانت هناك صعوبة في التقاط هذه الصور، نظرا لخصوصية هذا الموضوع، ولتحفظ النساء عند تصويرهن، فأكد الريامي أن احترام خصوصية النساء في المجتمعات العربية، والإيمان بهذه الخصوصية، كان سببا رئيسيا في تصوير المرأة اليمنية عن بعد، حيث راعى الريامي والحارثي أن تكون المرأة جزءا من الصورة، فلم يصوراها عن قرب، لذا لم تكن هناك صورة مخصصة للمرأة، حيث كانت جزءا من الكادر الذي يضم جزءا من السوق.

تحضير
وحول المدة الزمنية التي استغرقها المصوران خميس الريامي وسعيد الحارثي للتحضير لهذا المعرض قال الريامي: قمنا بزيارة إلى صنعاء عام 2007، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نشتغل على تفاصيل هذا المعرض، ولكنني أعترف أننا تأخرنا بعض الوقت، نظرا لارتباطنا بمشاريع ضوئية أخرى، أنا وصديقي المصور سعيد الحارثي.
ويضم المعرض (42) صورة مناصفة بيني وبين المصور سعيد الحارثي، وهي بمساحات (14 في 24) سنتيمترا، وقد طبعت على ورق من نوع خاص يتحمل عمرا زمنيا طويلا.

زوار
وحول الفئة المستهدفة لزيارة المعرض قال الريامي: مع أننا وضعنا في اعتبارنا أن المعرض عام لكل من يحضره والدعوة عامة للجميع لزيارته، إلا أننا استهدفنا أن يزور هذا المعرض كل من سيتوافر لديهم الشعور بالعراقة والتاريخ، ومن يرون تاريخنا العربي الأصيل متجسدا في تفاصيل هذه اللقطات، فصنعاء معروفة بأصالتها وتراثها العريق.