المحتل استغل الانقسام الداخلي والانشغال العربي لرفع وتيرة مخططاته
الشعب الفلسطيني يراهن على نضاله.. وانتفاضة جديدة في الطريق

[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/04/ayman-hussien.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]أيمن حسين
مراسل الوطن[/author]
مقدمة:
عادت القضية الفلسطينية من جديد لترسم فصولاً غير معتادة في تاريخها الحافل بالمعارك الميدانية والسياسية والدبلوماسية، فقد اعتبرت منظمة اليونسكو القدس مدينة محتلة، وان كافة إجراءات إسرائيل الرامية للاستيطان والتهويد باطلة ولاغية في القدس، فيما لا تزال قضية الأسرى المضربين عن الطعام تتصاعد، ومعها تتعالى صيحات منظمات حقوق الإنسان الرافضة لمعاملات إسرائيل وانتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين.

ووسط هذا الوضع تتبارى نبرات الداخل الفلسطيني بانقسام لا طائل منه سوى تفتيت القضية التاريخية للنضال بانقسام الفصائل الفلسطينية في ظل تصعيد إسرائيلي بعمليات اجتياح للأراضي الفلسطينية، وأعمال المصادرة، والمداهمات، والاعتقالات للمقاومين وغيرهم، مع انشغال عربي بصراعات الشرق الأوسط ضد الإرهاب والتنظيمات المسلحة؛ لكن يتبين للعيان طبقا للأوضاع الميدانية رغبة الفلسطينيين في الثأر من المحتل بعمليات دهس تشبه أحد ألوان الانتفاضة، بينما تناور الولايات المتحدة بالقضية لصالح الجانب الإسرائيلي محاولة تبرير جرائمه حتى وصلت لحد التلويح بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، وفى ظل هذه التطورات المؤسفة يعيش الفلسطينيون سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة في حالة مأساوية من العيش تحت ظلام الاحتلال الإسرائيلي البغيض.
وضع القدس:
رغم هذه التداعيات المؤلمة لممارسات إسرائيل والدعم الأميركي غير المحدود لها كانت هناك بارقة أمل بتصويت منظمة العلوم والثقافة والتربية "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة بأغلبية أكثر من الثلثين لصالح قرار يعتبر القدس مدينة خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، وجاء القرار الذي عملت إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة لإجهاضه بالتزامن مع الاحتفالات الإسرائيلية فيما يعرف بعيد الاستقلال وهو ذكرى احتلال إسرائيل للمدينة العربية المقدسة.
وبادر لمشروع القرار عدة دول عربية والذي يؤكد أن إسرائيل تحتل القدس وليس لها في البلدة القديمة أي حق، ويشمل أيضاً الاعتراف بأن المقابر في مدينة الخليل وقبر راحيل في بيت لحم مقابر إسلامية، وصادق القرار على 18 قرارا تم إقرارها مسبقا في اليونسكو ضد إسرائيل ومنها عدم أحقية إسرائيل في الأماكن المقدسة في القدس وأن هذه الأماكن تابعة للمسلمين فقط والمسجد الأقصى مكان خاص بالمسلمين وليس لليهود أي حق فيه، ووفقا لهذه القرارات سيترتب على ذلك عدم فعالية وقانونية أي قرارات أو إجراءات تقوم بها إسرائيل في هذه الأماكن، ويستنكر القرار أعمال هيئة الآثار الإسرائيلية في القدس، ويطالب بوضع مراقبين دوليين بالمدينة لمنع هذه الأعمال والحفريات التي تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبق الجلسة التي عقدتها منظمة اليونسكو للبحث في مقترح بعدم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس بالقول أنه ليس هناك أي شعب أكثر من الشعب اليهودي القدس مقدسة ومهمة بالنسبة له ومع ذلك يجري نقاش في اليونسكو لعدم الاعتراف بهذه الحقيقة البسيطة، مضيفا أن إسرائيل لا تعترف ولا تقر باليونسكو، زاعما أن القدس على امتداد التاريخ اليهودي قلب الأمة - على حد تعبيره.
إضراب الأسرى:
لعل إضراب الأسرى الفلسطينيين، مؤخراً، ضخَّم قضيتهم ونقلها إلى آفاق جديدة على مستوى الداخل الفلسطيني وعلى الصعيد الدولي مما يمثل تحديا كبيرا أمام سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
واعتقلت قوات الاحتلال منذ عام 1967 أكثر من 800 ألف فلسطيني أي حوالي 20% من سكان فلسطين المحتلة، ويقبع حاليا حوالي 6300 أسير ومعتقل فلسطيني في سجون الاحتلال وأكثر من 300 طفل وما يقارب 56 أسيرة منهن 13 طفلة وحوالي 550 معتقلا إداريا من بينهم طفلان.
وتستخدم سلطات الاحتلال سياسة التعذيب بشكل ممنهج ضد الأسرى والمعتقلين وذلك من خلال ممارسات عدة مثل الضرب والركل والحرمان من النوم والعزل الانفرادي والانتهاكات والتهديد باعتقال أفراد العائلة، كما تحرم المعتقلين من حقهم في ضمانات المحاكمة العادلة وحقهم في الرعاية الصحية والتعليم الأكاديمي وكذلك حقهم في الزيارات العائلية، كما يعانى الأسرى والمعتقلون بشكل مستمر من سياسة الإهمال الطبي ومن ظروف احتجاز سيئة أهمها ازدحام السجون وتدنى مستوى النظافة واعتقالهم في ظروف غير إنسانية.
قضية الأسرى والمعتقلين تبرز ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ويلات تحت الاحتلال، فاستمرار الاعتقالات يعتبر انتهاكا صارخا للحقوق، وفى عام 1974 أقر المجلس الوطني الفلسطيني يوم السابع عشر من إبريل من كل عام يوما وطنيا للوفاء للأسرى وتضحياتهم ومنذ ذلك التاريخ يحيى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات «يوم الأسير الفلسطيني»، حيث طالت الاعتقالات كل فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني دون تمييز ويعانى 1500 أسير من أمراض مختلفة بجانب الأمراض النفسية جراء الظروف الحياتية والمعيشية ورداءة الطعام وتلوث البيئة المحيطة والمعاملة القاسية وسوء الرعاية الصحية والإهمال الطبي، واستشهد 206 أسرى داخل سجون الاحتلال بعد الاعتقال منذ عام 1967.
كما أن توحد أطر الحركة الأسيرة وقيامها بنقل ملف أسرى الحرية إلى المنابر الدولية بطريقة مغايرة بمعني حث الخطى لانتزاع قرار دولي وعقد مؤتمر دولي حول قضيتهم لتحقيق أكثر من هدف نقل القضية نوعيا إلى مرحلة جديدة لتشكيل لوبي عالمي للضغط على إسرائيل للإفراج عنهم وقبل ذلك لتغيير وضعية الأسري داخل السجون الإسرائيلية إلى مستوى أسرى حرب لإعادة الاعتبار لمكانتهم السياسية ولتحسين شروط اعتقالهم الإنسانية والطبية لحين الإفراج عنهم.
وصعدت إسرائيل قضية الأسرى الفلسطينيين بشكل ملفت حتى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو طالب السلطة الفلسطينية بإثبات التزامها بالسلام عن طريق وقف المخصصات التي تدفع للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وقال نتنياهو إنه يتعين على السلطة الفلسطينية أن تثبت أنها ملتزمة بالسلام من خلال وقف تحويل المخصصات للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعائلاتهم.
وادعى نتنياهو أنه على الفلسطينيين أن يجتازوا اختبار السلام، قائلا إنه على السلطة الفلسطينية أن تحارب الإرهاب وتوقف الدفع مقابل الإرهاب وتوقف الدفع للمخربين، حسب وصفه، وأضاف أنه يجب على السلطة الفلسطينية ألا تتلاعب بالأرقام، وتابع أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يركز الضغوطات على الفلسطينيين وأن يطالبهم بتحمل مسؤولية ما يفعلونه وفى حال نفذت السلطة الفلسطينية ذلك فمن الممكن القول إنه تم التوصل إلى نقطة تحول علي حد قوله .
الموقف العربي:
من جهته، جدد مجلس جامعة الدول العربية تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه وكرامته والتضامن الكامل مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 17 أبريل الماضي، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته تجاه فلسطين وشعبها وكذلك الأسرى المضربين، وأقامت جامعة الدول العربية وقفة للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي المضربين عن الطعام في معركة "الأمعاء الخاوية".
وأكد السفير خالد جلال مندوب مصر في جامعة الدول العربية على دعم مصر الكامل للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧، وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن هناك تضامنا من الجامعة والعرب مع الأسرى الفلسطينيين يعكس التأييد الكامل لهم والتصدي لإسرائيل وتصرفاتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وطالب الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية أن تتدخل للدفاع عن فلسطين، مشيرًا إلى رسالته إلى السكرتير العام للأمم المتحدة لدعوته للتدخل الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى، وكذلك رسالته للصليب الأحمر بهذا الشأن.
وتابع القول إن فلسطين وشعبها في قلوب العرب جميعًا، وإن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية وجامعة الدول العربية، ووصف "أبو الغيط" الممارسات التعسفية ضد الأسرى الفلسطينيين والعرب من جانب الاحتلال الإسرائيلي بأنها انتهاكا واضحا لمبادئ القانون الدولي داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء تلك الانتهاكات الخطيرة .
ومن جهتها، قالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية إن العرب والجامعة يدعمون صمود الأسرى الأبطال في مواجهة الانتهاكات والممارسات البشعة التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني عمومًا وضد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية بشكل خاص داعية المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل بشكل فوري وفعال للضغط على سلطات الاحتلال وإجبارها على احترام القوانين الدولية خاصة ما يتعلق منها بحقوق الأسرى وحذرت من تفاقم الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية مما يؤدي إلى حدوث كارثة.
تصعيد مرفوض:
وقال الشيخ تيسير التميمي أمين عام الهيئة الإسلامية العليا في القدس وقاضى قضاة فلسطين سابقا أن القضية الفلسطينية تمر بأصعب أوقاتها فمن انقسام الفصائل الفلسطينية والتصعيد الإسرائيلي إلى الانشغال العربي، وقال إن الشعب الفلسطيني رغم ظروفه القاسية ومعاناته لم يستسلم ولن يتخلى عن قضيته.
وأعرب التميمي عن أمله أن يتمكن العرب من اتخاذ إجراءات حاسمة للرد على التصعيد الإسرائيلي وكذلك مواجهة الخطوات والقرارات التي يخشى اتخاذها في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة، فالقضية الفلسطينية الآن في أصعب أوقاتها منذ أكثر من مائة عام منذ صدور وعد بلفور عام 1917 حيث مرت القضية الفلسطينية بظروف قاسية للغاية لكن ما يعانيه الشعب والقضية الفلسطينية هذه الأيام يعد الأصعب .
وأضاف أن هناك انقسام بين فصائل العمل الوطني فالفصائل التي أنشئت بالأساس للعمل على تحرير فلسطين من الاحتلال تنقسم الآن على نفسها والانقسام والاختلاف يبدو انه لمصالح حزبية وفئوية وشخصية لا علاقة له بالقضية والموضوع يتعلق بالمحاصصة وتشكيل الحكومة والانتخابات وكأن جوهر المشكلة الذي هو إنهاء الاحتلال لم يعد على أجندة هذه الفصائل فالقدس تضيع وهناك تطهير عرقي بالقدس والقدس تتعرض لمذبحة حضارية بكل معنى الكلمة .
اقتحامات الأقصى:
وعلى نفس المنوال من انتهاكات الاحتلال كثرت اقتحامات اليهود للمسجد الأقصى متزامنة مع قرارات اليونسكو التي اعتبرت القدس مدينة عربية وأن المسجد الأقصى مسجد إسلامي لا علاقة لليهود به وكأن هذه القرارات استفزت إسرائيل فكثفت هذه الاقتحامات وللأسف لا يوجد ضغط فعال على الكيان المحتل من قبل المجتمع الدولي والعالم العربي .
وبعد أشهر قليلة يمر على احتلال ما تبقى من القدس 50 عاما وللأسف منذ عام 1967 حتى عام 2017 والدول العربية والجامعة ومنظمة التعاون الإسلامي وحتى لجنة القدس لم تقم بأي شيء للدفاع بشكل فعال عن القدس هذا في الوقت الذي تنفذ فيه إسرائيل مشروعا صهيونيا ممنهجا.
وهناك خوف على المسجد الأقصى بسبب الحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى والأنفاق والشوارع التي فتحت أسفل المسجد، فالحجارة التي بني عليها المسجد أذابها الصهاينة بمواد كيماوية، والمسجد معلق في الهواء، وإسرائيل تراهن على أي مؤثر طبيعي ليسقط المسجد الأقصى ويقيموا مكانه كنيس الهيكل وكنيسا يهوديا، وقد أعدوا كل شيء لذلك والكل يعرف ذلك فالوضع في المسجد الأقصى وضع خطير للغاية ناهيك عن منع المصلين وتحديد أعمار من يسمح له بالصلاة فيه وإبعاد من يأتي للصلاة فيه.
نقل السفارات:
أما نقل السفارة الأميركية إلى القدس فسيمثل أولا استفزازا لمشاعر مليار و700 مليون مسلم لوجود المسجد الأقصى أولى القبلتين وكذلك استفزازا لمشاعر أكثر من ملياري مسيحي في العالم لوجود كنيسة القيامة أقدس مقدسات العالم المسيحي في القدس، وثانيا انتهاك خطير للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية بأن القدس مدينة محتلة ونقل السفارة للقدس اعتراف صريح من أميركا بضم القدس للكيان الإسرائيلي وشرعنه الاحتلال والموافقة على كل ما تقوم به إسرائيل من تهويد ومصادرة الأراضي وبناء مستوطنات على نطاق واسع.
ولعل سياسة أميركا لا يمكن أن تعطى الشعب الفلسطيني أي حل لهذه القضية لأن أميركا دائما منحازة للكيان الإسرائيلي، ويجب ألا يراهن العرب على الإدارات الأميركية المتعاقبة من ترامب لأوباما لبوش لكلينتون فكل الإدارات الأميركية سواسية في دعم إسرائيل وفى انحيازها لها ويجب علي الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ألا تعتقد أن إسرائيل ستعطي العرب شيئا لا حل للدولتين أو دولة واحدة.
الانقسام الداخلي:
على مدى السنوات العشر الماضية منذ أن بدأ الانقسام في عام 2007 حتى الآن والفلسطينيون يحاولون؛ ولكن لا توجد إرادة سياسية لإنهاء حالة الانقسام لدى طرفي الانقسام الأمر الذي يؤدى لاستمرار هذا الانقسام الذي يخدم إسرائيل ويطيل أمد الاحتلال ويعطى الاحتلال فرصة ذهبية بأن ينهى كل إمكانية لإقامة دولة فلسطينية ولهذا فالأحرى على الفلسطينيين وهم تحت احتلال أن يكون هناك برنامج عمل وطني لكل الفصائل على أساس قاعدة إنهاء الاحتلال .
وإسرائيل متوغلة في الاحتلال والاستيطان لأنه لا يوجد هناك من يقول لها كلمة لا، ففصائل العمل الوطني منشغلة بخلافاتها، وإسرائيل ماضية في مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات كأنها تلعب في الملعب بمفردها فهي دولة محتلة وأمامها فرصة ذهبية هي الانقسام الفلسطيني وتستغلها.
ولعل الشباب الفلسطيني الذي ظهر في كل مرة في الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية وانتفاضة السكاكين والدهس يقاوم من اجل قضيته حتى أن هذه الانتفاضات أصبح ينظر لها كأنها أفعال مجرمة وموضوع التنسيق الأمني لا يسمح بمقاومة الاحتلال بأي شكل.
وهناك حديث عن انتفاضة ثالثة أو رابعة لكن لابد أن يكون هناك تناغم بين الشعب وقياداته وهذا ما كان يفعله الرئيس الشهيد ياسر عرفات وبدايات انتفاضة الأقصى حينما أعلن شارون انه سيقتحم المسجد الأقصى فذهب أبو عمار إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك أيهود باراك وقال له إن اقتحام شارون للمسجد الأقصى سيفجر المنطقة بكاملها .
الخلاصة:
القضية الفلسطينية تمر بأصعب أوقاتها وفى أسوأ ظروفها، ورغم ذلك لم يبع الشعب الفلسطيني قضيته؛ لكنه أصيب بإحباط شديد، كما أن التجاوزات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تدق أجراس إنذار عند شعوب عربية وإسلامية – خاصة عندما يتعلق الأمر بالمسجد الأقصى، فلا يمكن التنبؤ بما ستفعل الشعوب خاصة أن الأمر يتعلق بدينها وعقيدتها، فنقل السفارة الأميركية للقدس أمر خطير سيخلط أوراق اللعبة، ومعركة الأسري معركة إنسانية بالدرجة الأولي، لكن قضية المسجد الأقصى هي التي تضع المنطقة برمتها على فوهة بركان يمكن أن ينفجر.
الشعب الفلسطيني بالداخل المحتل يزيد على 6 ملايين، وسيبقي يتفوق على اليهود في صراع وحرب ديموجرافية، ورغم استيلائهم على الأرض وعلى كل شيء ولكن هذا الخزان البشرى الكبير في فلسطين التاريخية، وخاصة من قطاع غزة سيأتي في يوم من الأيام وينفجر ويعيد الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني.