مكتب الوطن ـ بيروت - أحمد أسعد
جاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى بيروت لساعات، بحث خلالها مع الرئيسين نبيه بري وتمام سلام والبطريرك الماروني بشارة الراعي ملفي الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية وانعكاس ما يحصل في سوريا على لبنان. وجه كيري مجموعة من الرسائل حول القضايا المطروحة ومشى، وانشغل المسؤولون في لبنان في فك رموزها وقراءة ابعادها، وكل وفق ما يخدم مصلحته واهدافه، والافكار الواردة في هذه الرسائل حمالة اوجه وتحتمل اكثر من تفسير، خصوصاً حول الموضوع الرئاسي، حيث دعا كيري إلى رئيس قوي من جهة. ومن جهة ثانية اشار إلى ان ليس للولايات المتحدة مرشح ولا نضع فيتو على احد. لكن وبغض النظر عن المواقف المعلنة للمسؤول الاميركي، فإن توقيت الزيارة حمل أكثر من دلالة، خصوصاً وانها الزيارة الأولى لمسؤول اميركي بهذا المستوى إلى لبنان منذ سنوات عدة، وتزامنع مع اعلان نتائج الانتخابات السورية وفوز الرئيس بشار الاسد بولاية ثالثة جديدة، مع ما لهذا التطور من انعكاس على الوضع اللبناني ولا سيما مسألة اللاجئين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، مع العلم ان كيري بدى مهتماً بملف النفط وامن اسرائيل اكثر من اي امر اخر. ومن الواضح ان كيري لم يحمل معه كلمة السر حول الرئيس العتيد، لا بل اوصى من خلال اعلان دعمه لرئيس حكومة الرئيس تمام سلام ان مرحلة الشغور الرئاسي سوف تتطول وينبغي التعايش معها ريثما تتوفر الظروف المناسبة محلياً ودولياً لإنجاز هذا الاستحقاق . في الاثناء شهد السراي حركة سفراء امس. وقد اكد كل من ممثل الامين العام لامم المتحدة دريك بلامبلي والسفير الروسي الكسندر زاسبكيين اهمية الحفاظ على الامن والاستقرار وانتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن. يأت ذلك في وقت اطلع وفد المؤسسات المارونية البطريرك بشارة الراعي على حصيلة اللقاءات التي اجراها في الايام الماضية مع القادة الموارنة لاستطلاع ما يمكن عمله في شأن الاستحقاق الرئاسي، وقد تبينت صعوبة عقد اجتماع للاقطاب في بكركي في المدى المنظور. اما في شأن سير عمل مجلس الوزراء، فلا مؤشرات إلى تفاهم في المجلس وقد لمح الرئيس سلام إلى احتمال الانتسحاب او تسمية الأمور بأسمائها في الجلسة المقبلة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه. في غضون ذلك، ما زالت المحاولات الجارية لانقاذ المؤسسات الدستورية من التعطيل والشلل تصطدم بالحسابات الطائفية والمذهبية، حيث لم يتم التوافق من الآن على آلية ممارسة مجلس الوزراء مجتمعاً لصلاحيات رئيس الجمهورية، فيما لم تتوضح نتائج زيارة العماد ميشال عون المفاجئة امس الأول إلى الرئيس نبيه بري، وما اذا كانت ستعيد دب الحياة إلى المجلس النيابي، خصوصا وانه مدعو لعقد جلستين عامتين يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. الاولى يفترض ان تنتخب رئيس للجمهورية والثانية لاستكمال بحث واقرار سلسلة الرتب والرواتب ، مع ان معلومات "الوطن "والتي سربت عن اللقاء اشارت الى حصول مقايضة بين الرجلين، حيث ان الرئيس بري دعم ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، فيما حرص الجنرال من جهته على تأكيد رفضه تعطيل السلطة التشريعية، آخذاً بعين الاعتبار ضرورة عدم التعايش الطبيعي مع الفراغ الرئاسي. الملف الرئاسي بحثه رئيس الحكومة تمام سلام امس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وخرج دون الادلاء بأي تصريح. وزير الاعلام رمزي خريج اوضح ان النقاش الحاصل داخل مجلس الوزراء لم يتحول خلافياً باعتباره يعتمد على قراءة ودستورية متأنية للمرحلة، مؤكداً ان النص الدستوري واضح لجهة ان مجلس الوزراء الحالي مكتمل الصلاحيات والحائز ثقة مجلس النواب يستمر بممارسة صلاحياته، اضافة إلى صلاحيات رئيس الجمهورية بعد شغور سدة الرئاسة، ونفى وزير الثقافة روني عريجي ان يكون مجلس الوزراء معطلاً نتيجة الخلاف الحاصل حول كيفية التعاطي مع صلاحيات رئاسة الجمهورية، مؤكدا ان الأجواء التي تسود النقاشات بين الوزراء ايجابية، وهادئة وتتم مقاربة الموضوع بعمق، واعرب عريجي عن تخوفه من ان تطول مرحلة الشغور الرئاسي، مستبعداً ان تتم الانتخابات الرئاسية بالقريب العاجل . رأى المفوض الاعلامي في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري حاول ان يبعث برسالة للبنانيين تحثهم على تحمل مسؤولياتهم، وان لا ينتظر التدخل الخارجي، وحول عدم شمول زيارات كيري رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، لفت الريس إلى ان المسألة لا تحمل اي تأويلات، لكن الزيارة كانت محدودة في التوقيت ، مؤكداً ان التواصل مستمر مع الادارة الاميركية. رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد شدد على ضرورة التوافق على رئيس يدرك اهمية وضرورة وحاجة لبنان للتمسك بخيار المقاومة ويعرف كيف يميز الصديق من العدو ويملك معايير واضحة ومحددة لاقامة العلاقات مع الاصدقاء ولعدم الرهان على المنافقين في الساحة الدولية والاقليمية ، وراى رعد خلال احتفال تكريمي ان تجديد الانتخاب للرئيس السوري بشار الاسد هو نعي للمؤامرة التي استهدفت اضعاف الامة عبر استهداف محور المقاومة في هذه المنطقة كمقدمة للانقضاض على ايان والمقاومة في لبنان كما قال رعد. من جهتها اعتبرت كتلة المستقبل ان جزءأ من عمل الحكومة الاساس سيكون في السعي الحثيث لتهيئة الاجواء والمساعدة على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وذلك للانتهاء من مرحلة الشغور في منصب رئاسة الجمهورية، ورأت الكتلة ايضا في بيان اصدرته بعد اجتماعها الاسبوعي ان عمل الحكومة يجب ان يستمر في ادارة شؤون البلاد ويتوجب عليها الانطلاق بعملها لتسيير شؤون المواطنين الذين يعانون من صعوبات حياتية واقتصادية تتطلب من الحكومة ايلاءها الاهتمام اللازم . من جهة ثانية : يرى المراقبون انه في ظل الغموض والارتباك السائدين نتيجة الازمة السياسية، تواصل هيئة التنسيق النقابية معركتها ضد تحالف السلطة ورأس المال من اجل اقرار سلسة الرتب والرواتب ومن دون ان تكون لها انعكاسات سلبية على الفئات الشعبية . وفي روزنامة الهيئة الاسبوع المقبل سلسلة تحركات تصعيدية ابرزها الاضراب العام يومي الاثنين والثلاثاء على ان يبدأ الاعتصام المفتوح امام وزارة التربية يوم الاربعاء في حال لم تلب مطالبهم .