رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:
فرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أمس ، إجراءات مشددة على الوافدين للمسجد الأقصى المبارك، واحتجزت جميع البطاقات الشخصية لطلاب وطالبات مصاطب العلم، بالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين لباحات المسجد.
وقال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا لـ(الوطن) إن شرطة الاحتلال كثفت منذ ساعات الصباح من إجراءاتها بحق الوافدين للأقصى، وأعلنت حالة الاستنفار في صفوفها، ونشرت عناصرها على الأبواب وداخل باحات المسجد.
وأوضح أن قوات الاحتلال احتجزت مئات البطاقات الشخصية لطلاب وطالبات العلم، وقامت أيضًا بحملة تمشيط للمصليات، وهي "الجامع القبلي المسقوف، الجامع القديم، المصلى المرواني، ومسجد قبة الصخرة المشرفة).
وذكر أن هذه الإجراءات تزامنت مع اقتحام نحو 160 مستوطنًا متطرفًا بينهم 30 من طلاب الجامعات الإسرائيلية لباحات الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وأشار إلى أن حالة تدافع بالأيدي وقعت ما بين المرابطين وقوات الاحتلال عند منطقة المصلى المرواني، حينما حاول عدد من المستوطنين تأدية شعائر تلمودية بالمنطقة، فتصدى لهم حراس الأقصى.
وبين أن الأقصى يشهد حالة توتر شديدة، في ظل تواصل الاقتحامات، والتي من المتوقع أن تزداد حدتها خلال الساعات المقبلة، خاصة في الذكرى الـ47 لاستكمال احتلال القدس والأقصى.
وأفاد أن شرطة الاحتلال في هذه الذكرى تفرض إجراءات استثنائية بالبلدة القديمة، وعلى مداخل القدس، وتكثف من تواجدها.
وقال إن هذه الذكرى تُذكرنا بالمأساة التي حلت بالأقصى والقدس، ونحن نرى عمليات التهويد، واستهداف الأقصى، وتصعيد المخططات الإسرائيلية، والحفريات والاستيطان الذي تكثف بشكل كبير بالقدس، وكذلك الاقتحامات التي تحولت لمحاولات فرض التقسيم للأقصى، بالإضافة لاستهداف الإنسان المقدسي وبناء الجدار، وغيرها.
وأكد أن الاحتلال يريد جعل القدس يهودية بالكامل، مضيفُا "في هذه الذكرى نتذكر صمود أهلنا بالقدس رغم آلة التهويد والهدم والتدمير، وهي مناسبة لتوجيه نداء للأمة الإسلامية بأن تتذكر ما حل بالأقصى والقدس، وأن نُذكرهم بالأمانة الملقاة على عاتقهم لإنقاذ المدينة وتحريرها من الاحتلال".
وشدد أبو العطا على أن الوضع في المدينة المقدسة مفصلي وخطير جدًا، وعلى الأمة أن تصحو من غفوتها لتنتصر للقدس والأقصى.
ويشهد المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة اعتداءات واقتحامات مكثفة من قبل المستوطنين وأذرع الاحتلال المختلفة، في محاولة لبسط السيطرة الكاملة عليه، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود.
وفي سياق متصل حذرت قيادات دينية مقدسية من خطورة الوضع في المسجد الأقصى، وأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض مخطط التقسيم الزماني على المسجد الأقصى.
ودعت القيادات إلى اتخاذ قرارات وتحركات حقيقية تحمي المسجد الأقصى من هذه المحاولات.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن المتطرفين يحاولون فرض التقسيم الزماني في المسجد الأقصى وجعله أمرا واقعاً، وهذا ما نرفضه.
وأضاف: "اعتدوا الثلاثاء،على فضيلة الشيخ عبد العظيم سلهب في المسجد الأقصى الذي هو مسجد إسلامي وللمسلمين وحدهم، واستمرار وقفتنا هنا دليل واضح على منعنا من دخول المسجد الأقصى، لتأكيد على مطالبتنا المجتمع الدولي للتدخل لمنع عنجهية الاحتلال الإسرائيلي.
وقال صبري إن الاحتلال منع المصلين وموظفي الأوقاف من دخول المسجد الأقصى، وحجز هوياتهم الشخصية، وهذا الحجز غير قانوني وغير إنساني.
بدوره، أوضح رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، إلى أن هناك هجمة غير مسبوقة على المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة، فيما مَنع المصلين من دخوله.
ودعا العالم الإسلامي للتدخل السريع لحماية المسجد الأقصى، والمملكة الاردنية لزيادة عدد حراس المسجد الأقصى، وأهل القدس والداخل لشد الرحال إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، وإذا منعوا أن يصلوا عند أبوابه.
وحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية كل هذا التوتر والأحداث، قائلا: 'نؤكد حقنا الشرعي في المسجد الأقصى، والقوة العسكرية لن تمنح الاحتلال الشرعية'.
بدورها ، قال جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف الإسلامية في الداخل المحتل أن الاقتحامات والاستفزاز الذي يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، ومرابطوه في الآونة الاخيرة يعبر عن خبث النوايا الإسرائيلية اتجاه هذا المكان المقدس، وما يحاك ضده.
وأوضحت الجمعية في بيان وصل (الوطن) نسخة منه ، أن اقتحامات الأقصى تزايدت في اليومين الماضيين بصورة ملفتة في ظل الدعوات المتكررة لاقتحامه وتدنيسه، واستفزاز مشاعر المسلمين على يد المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال.
وشددت على أن الأقصى وما يحيط به هو خارج عن أي مساومة أو محاصصة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بالقسمة الزمانية أو المكانية.
وقالت إن حملات الاعتقال اليومية للشباب الذين يتوافدون إلى الأقصى لن تثني عزيمتهم بل تزيدهم إصرارًا على أن المسجد حق خالص للمسلمين فقط.
وأضافت أنه رغم التضييق ومنع العديد من المصلين من أداء حقهم الشرعي والقانوني، إلا أننا على ثقة بأهلنا في بيت المقدس وأكنافه أنهم أهل لحماية وعمارة الأقصى، داعية عشاقه للتكثيف ومواصلة قوافل الأقصى لشد الرحال والرباط فيه.