نأكل هذا الطعام
ونمشي إلى السوق..
تثقلنا الأسئلة
فرادى بأحزاننا
كل حزن
ينوء بما بعده
والإشارات عن حزننا مقفلة
وقفنا طويلا
أمام الإشارات ننتظر البوح
والبوح شبه مجاز
وشبه مريض
يواجه في برمجة مثقلة
بنا كل هذا التجلي
الذي لا نجيد صداه
ولكننا في غضون التجلي
نقول سنخرج
من كل هذا الضجيج
تماما كما تخرج السنبلة
ولكننا رغم هذا الحنين القديم
الذي يستبينا
نباشر هذي التفاصيل
في قصة مرسلة
من الطين نأتي
إلى الطين نمضي
وما بين طين... وطين
يعلقنا الوجد
قطرة بوح
هنالك في لوحة مهملة
نجدول أوضاعنا
غير أحزاننا
لا نجيد لها جدولة

تجذر فينا نخيل
عميق كأحزاننا
طويل كآمالنا
كثير كأوجاعنا القائمات
على كل درب
نجيد به الهرولة
تجذر فينا نخيل
شبيه بنا في تفاصيل
هذا الوجوم
وهذا السكوت
ونشبهه في تشبثنا بالتراب
سوى أننا
لا نجيد اعتراض الرياح
كما يفعل النخل
في وقفة مذهلة

سنحتاج خارطة
في شوارع هذا الفراغ
وبوصلة تستقيم بها
وجهات الطريق
فهل سوف تسعفنا البوصلة
دوائرنا المغلقات على بعضها
كما يغلق القلب قلبا
تعيد لنا رسم هذي الفراغات
في حلقة السلسلة
كما يستبد فراغ بأوراقه
يستبد بنا كل هذا الشتات
كباسط كفيه للماء يبلغ فاه
والماء في قلة مقفلة
أوينا إلى ظلنا مرتين
وما بين ظلين
تلهث فينا الأماني
وتحرجنا الأسئلة
قناعاتنا لم تعد
تستلذ أدلتها الواضحات
على أننا أصفياء لهذا التراب
وأن المدارات من حولنا مقفلات
وأن الرياح بنا مرسلة
نبشنا قبور الأدلة
نبحث عن فكرة لا تموت
وعن غاية..ليس للترب فيها مذاق
وليس هناك دليل على كونها مشكلة
صقلنا مرايا الحنين
لنبصرَ أوجهنا المرهقاتِ
ونعرفَ كيف التفاصيل تمضي بنا
في سنين عجاف
وأرهقها أن هذي السبيل
سبيل بها كل هذا الحنين
ولا شيء إلا الحنين بنا معضلة
أقمنا لأوجاعنا مهرجانا
دعونا إليه المشاعر ذات العلاقةِ
ثَّم بيان تلوناه
عن وجع المرحلة

كشفنا هنالك أن المواجع
ليست كما يدعي المغرضون
وأن حديثا يدور بأعماقنا
سنتلوه في جلسة مقبلة
ختمنا البيان
بألا يزايد بوح على بوحنا
وأن المواجع من حقها أن تثور
على الأحرف الخانعات
التي أرهقتنا طويلا
وأغرت بنا الصمت
في صورة مخجلة

عمر عبدالله محروس