جامع القلعة .. مدرسة وشعاع علم
رصد وتصوير- سالم بن عبدالله السالمي:
تلعب المساجد والجوامع بولاية نزوى دورا اساسيا في التواصل الحضاري والديني والثقافي والعلمي على مدى ازمان طويلة في مدينة العلم والتاريخ والتراث (نزوى) من خلال ما قدمته من علماء وأئمة وفقهاء وشعراء وأدباء برزت مسميات المساجد التاريخية بالولاية لكثير من هذه الشخصيات.
واليوم نسلط الضوء على جامع القلعة الذي بُني في القرن الثاني الهجري وليس هنالك من تاريخ يحدد سنة بنائه واغلب الظن أنه بُني في عهد الامام غسان بن عبدالله الذي بويع له سنة اثنتين وتسعين ومائة للهجري أي بعد أن اجتمع العلماء على جواز إقامة صلاة الجمعة خارج صحار والتي كانت عاصمة المصر العُماني آنذاك، ثم جدد بناؤه في عهد الإمام الصلت بن مالك فيما احسب ثم جدد بناؤه ثانية في عهد الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي بعدها أتم بناء القلعة فوسّعه وزاد عليه بعض التحسينات حتى أعيد بناؤه في هذا العهد الزاهر الميمون وذلك في مطلع السبعينات وأدخل عليه زيادة كبيرة في المساحة وبُني بناء يليق ومكانته الدينية والتاريخية وحمل اسم ( جامع السلطان قابوس) وهو يقارن القلعة الشهباء شموخا والسحاب علواً.
ومر هذا الجامع العريق بالعديد من الحكايات التاريخية وحمل ثلاثة اسماء على مدى تاريخه حيث كان إسمه الاصلي منذ بُني في القرن الثاني الهجري جامع نزوى واستمر في أداء رسالته كمدرسة جامعة ينهل من ينابيع رحيقها الأئمة والفقهاء والعلماء وطالبو العلم والمعرفة وقد تخرج من هذا الجامع عدد كبير من فطاحل العلم والفقه والأدب والثقافة من أبناء عمان جمعا ومع بزوغ فجر النهضة المباركة تفضل مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بإعادة بنائه على نفقته أعزه الله وسُمى بجامع السلطان قابوس حتى عام 2015م حين تفضل جلالته فأمر بإنشاء جامع السلطان قابوس الجديد بردة ألبوسعيد والذي جاء مكرمة سامية من جلالته بمناسبة الاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية، وفي نفس الوقت صدرت الأوامر السامية والتي قضت بتغيير مسمى جامع السلطان قابوس بمركز الولاية بمنطقة السوق إلى جامع القلعة والذي يقف شامخا بجوار قلعة نزوى الشهباء يكمل رسالته كصرح دينيا وعلميا وثقافيا واجتماعيا.