الموارد والصوع أدوات لا تزال تستخدم في عملية الجداد

نخل ـ من سيف بن خلفان الكندي:
لطالما ارتبط مفهوم التبسيل وهي عملية طبخ بسور نخلة المبسلي، بارتفاع درجات الحرارة، وانتصاف فصل الصيف بحيث يكتمل نضج ثمار النخلة. وفي هذا الإطار بدأ أهالي بلدة الأبيض بولاية نخل عملية التبسيل في عدد من حقول الولاية وفي أماكن خاصة تعرف محليا باسم (التركبة).
وشهد هذا الموسم انتاجا وفيرا من بسور نخلة المبسلي، حيث سبق ذلك عملية طناء النخيل وبعدها تتم عملية الحصاد المعروفة محليا بجداد المبسلي وهي ترتبط ارتباطا كليا بارتفاع درجات الحرارة.
ويتبع أهالي الولاية الطرق التقليدية المتوارثة منذ مئات السنين من حيث استخدامهم للموراد في انزال اعذاق النخيل وتسمى محليا (العسقة). والموراد هو عبارة عن حبل متين يرفعه المزارع معه إلى اعلى النخلة مستخدما (الصوع) او (الحابول) لتسلق النخلة ثم يربطه في اعلى النخلة ويقوم من خلاله بإنزال (عسقة) البسر بكل سهولة وسرعة ويتحكم في الحبل رجل آخر يقوم بشد الحبل ليسهل انسيابية حركة العسقة ويرخيه عند اقترابها من الارض ليهدئ من سرعتها. وتتم هذه العملية بالحبل، نظرا لأن بسور المبسلي تكون كبيرة الحجم وثقيلة قد تتلف وتتكسر اذا ما تم رميها من اعلى النخلة.
بعد ذلك يقوم المزارعون واسرهم بعملية الجمع والفرز ويتم اختيار الأجود لعملية الطبخ حيث يتم نقل البسور إلى افران خاصة للطبخ تسمى (التركبة) وتتم عملية الطبخ باستخدام سعف النخيل الجاف ومخلفات النخيل كوقود. وهناك من الاشخاص المهرة الذين بحكم خبرتهم يستطيعون تحديد مدة الغليان وفترة النضج المطلوبة. ويمتاز برائحته الزكية.
ويتم بعدها تفريغ مراجل البسور الناضجة الى احواض خاصة بذلك للتخلص من الماء الزائد.
ثم يتم نقلها إلى المسطاح وهو مكان فسيح خارج القرية واكثرها تعرضا للشمس ويتم تجفيف التمور هناك لمدة يومين إلى ثلاثة ايام. ليتم بعد ذلك فرزه يدويا وانتقاء الأفضل والأجود منها.