ـ الرزيقي: السلطنة حققت تقدما كبيرا في مجالات الصحة والتعليم والبنى الأساسية وبناء القدرات
حصلت السلطنة على جائزة دولية في القمة العالمية لمجتمع المعلومات والتي تحتضنها مدينة جنيف السويسرية وتختتم أعمالها يوم غد الخميس بمشاركة دولية واسعة، حيث حصل المركز الوطني للسلامة المعلوماتية على الجائزة عن فئة بناء الثقة والحماية في استخدام تقنية المعلومات والاتصالات. حيث تشارك السلطنة بوفد رسمي برئاسة الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات وعدد من ممثلي المؤسسات الحكومية في السلطنة.

اجتماع عمل
وقد عقد الوفد العماني على هامش أعمال المنتدى اجتماعا مع معالي الدكتور حمدون توريه الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات تم خلاله مناقشة جهود السلطنة في مجال تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وما سيتم تحقيقه خلال السنوات القادمه بعد عام 2015، كما تم بحث أوجه التعاون بين المؤسسات الحكومية المعنية بتطوير قطاع تقنية المعلومات والإتصالات في السلطنة مع الاتحاد الدولي للاتصالات.

كلمة السلطنة
وبمناسبة افتتاح أعمال القمة ألقى الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي كلمة السلطنة بدأها بالحديث عن أهمية تنظيم القمة بقوله: "توفرأنشطة القمه العالمية لمجتمع المعلومات فرصة رائعة للتعلم وتبادل الخبرات المتنوعه لتلبية الاحتياجات البشرية المشتركة بين شعوب العالم، حيث أن العديد من الحكومات بذلت جهودا جبارة للنهوض بمجتمعاتها من خلال تطبيق مسارات عمل القمة. وأضاف: "في السلطنة نسعى باستمرار للاستفادة من مسارات عمل القمة العالمية لمجتمع المعلومات نحو تحقيق نتائج ملموسة وخلال السنوات العشر الماضية من مشاركة السلطنة في القمة؛ فقد حققت السلطنه تقدما كبيرا على مستوى مسارات العمل وعلى الأخص في مجالات الصحة والتعليم والبنى الأساسية وبناء القدرات والمهارات.

إنجازات
وسلط الرزيقي الضوء على بعض الإنجازات التي حققتها السلطنة على مستوى مسارات العمل التي حددتها القمة العالمية لمجتمع المعلومات حيث يقول: على صعيد مسار البنية الأساسية لتقنية المعلومات والاتصالات كان من بين أهم الخدمات التي قدمتها الحكومة تدشين البوابة الرسمية للخدمات الحكومية الإلكترونية والتي تعد منفذا رئيسيا لكل الخدمات الحكومية الإلكترونية، ويمكن الوصول للبوابة من خلال الهواتف الذكية، كما يمكن لذوي الاحتياجات الخاصة الوصول للبوابة واستخدام خدماتها.
وأضاف: تم مؤخرا تدشين المركز الوطني للتصديق الإلكتروني لتناط إليه مهمة إنشاء وتشغيل البنية الأساسية للتصديق الإلكتروني بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية وذلك لرفع مستوى الثقة في التعاملات الإلكترونية بسرية وسلامة تامة، والحد من حالات إساءة الاستخدام و فرص الاحتيال في التعاملات والتوقيعات الإلكترونية، كالتزوير والاختلاس. ونظرا للتزايد المستمر في استخدام تطبيقات الخدمات الإلكترونية من خلال الهاتف النقال، فقد أطلق المركز خدمة هوية الهاتف النقال ـ ولأول مرة في المنطقة العربية ـ والتي سيكون لها مردود ايجابي في إنجاز الخدمات الإلكترونية من خلال نافذة الهاتف النقال الشخصي وتعزيز الحضور في فضاءات الهواتف الذكية والخدمات الإلكترونية المتكاملة.

المهارات البشرية
وفي ما يتعلق بتطوير القدرات البشرية يقول الرزيقي: "أما على صعيد ما تحقق في السلطنة في مسار بناء القدرات والمهارات البشرية فيمكن معرفته بوضوح من خلال مسح مؤشرات النفاذ واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات في قطاع الأسر والأفراد الذي قامت به السلطنة في العام الماضي 2013 حيث أوضحت النتائج أن معدل امتلاك الأسر العمانية للحاسب الآلي بلغ 83% مقارنة بـ 17% في عام 2005. أما بالنسبة لمعدل استخدام الانترنت فإن 80% من الأسر العمانية تستخدم الانترنت في عام 2013 مقارنة بـ 17% في عام 2005. وهذا يعود لتوجه المجتمع نحو اقتناء التقنيات المختلفة إضافة إلى الجهود المكثفة التي تقوم بها المؤسسات الحكومية في مجال التدريب والتوعيه ومن ضمنها المبادرة الوطنية للحاسوب الشخصي حيث وصل عدد أجهزة الحواسيب الموزعه منذ بداية المبادرة في عام 2011 وإلى نهاية يونيو 2013 حوالي 117 ألف حاسب آلي. وكذلك مبادرة تدريب المجتمع من خلال مراكز المجتمع المعرفية والمبادرات المجتمعية الأخرى التي تقوم بها الهيئة حيث تم تدريب 47000 عماني في مجال محو الأمية الرقمية منذ تدشين البرنامج في عام 2007م.

الأعمال الإلكترونية
وحول تطوير الأعمال الإلكترونية في السلطنة قال الرزيقي: عملت السلطنة على تطوير مشروع المحطة الواحدة والذي يجمع مختلف الخدمات الحكومية الإلكترونية لتسهيل استخدامها للمواطنين والمقيمين حيث وقعت السلطنه اتفاقية لتطوير المشروع خلال السنتين القادمتين بإضافة أكثر من 66 خدمة إلكترونيه جديدة. كما تم في العام الماضي تدشين برنامج ساس لريادة الأعمال والذي تم تجهيزه كمركز يحتضن الآن شركات صغيرة ومتوسطة في مجال تقنية المعلومات ويوفر لها التدريب والتأهيل، والبيئة الملائمة للنمو والإزدهار. كما تم تخصيص ما لا يقل عن 10% من إجمالي تكلفة المشاريع المسندة من المؤسسات الحكوميه لتنفذها الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مختلف القطاعات.
وأضاف: "في العام الماضي تم انشاء الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الشباب العماني لدخول هذا المجال، بالإضافة إلى تدشين صندوق الرفد بأوامر سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قاوس بن سعيد ـ حفظه الله ـ، والذي يقدم الدعم المادي للشباب العماني لبدء أعمال تجارية في مختلف القطاعات حيث يمكن لصاحب العمل الحصول على دعم يصل إلى 260 ألف دولار أمريكي. كذلك دشنت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية المركز الوطني لريادة الأعمال والذي يحتضن الشركات الصغيرة والمتوسطة في مختلف المجالات. وفي شهر أبريل من هذا العام تم تدشين مركز ساس لمحاكاة الواقع الافتراضي والذي يحتضن الشباب العماني ويوفر البنية الأساسية لتطوير مشاريع الواقع الافتراضي ومحتويات الوسائط المتعددة في السلطنة.

الصحة الإلكترونية
وفي مسار الصحه الإلكترونية يقول الرزيقي: "قامت السلطنه ممثلة في وزارة الصحه بتطوير نظام إدارة المعلومات الصحيه (الشفاء) والذي يعطي معلومات شاملة عن التاريخ الصحي للمواطن وغيرها من المعلومات. كما عملت الوزارة على تطوير برنامج الأم والطفل الذي يعنى بالاهتمام بصحة الأم منذ الحمل وبعد الولادة والاهتمام بصحة الطفل ومن خلال هذا البرنامج حققت السلطنة نجاحات عديدة حيث انخفض معدل وفيات الاطفال اقل من 5 سنوات من 181 في عام 1970 الى 9 في عام 2011. وفي عام 2012 حصل هذا البرنامج على عدة جوائز عالمية منها جائزة الامم المتحدة للخدمة العامه وجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات في مجال الصحه الإلكترونية.

العملية التعليمية
وتحدث الرزيقي عن جهود السلطنة في مجال تطوير العملية التعليمية بقوله: استمراراً لسعي السلطنة الدؤوب لتطوير العملية التعليمية في مختلف الجوانب والمراحل، فقد تم العمل على تعزيز التعليم الإلكتروني وإيجاد حلقة تواصل بين المدرسة والطالب وولي الأمر من خلال البوابة التعليمية والتي تعد بمثابة منصة يستخدمها 14046 معلما، و1052 إداريا، و180.991 طالبا في 300 مدرسة و11.892 ولي أمر لإنهاء تعاملاتهم اليومية.

خطط وبرامج
وحول الجهود التي تبذلها السلطنة في مجال التنمية من خلال الخطط والبرامج يقول الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات: سعت السلطنة إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للمواطن العماني والمتتبع للاسترتيجيات التنموية طويلة المدى والخطط التنموية الخمسية التي ترجمت هذه الاستراتيجيات، يجد أنها تضمنت بشكل مباشر الأهداف الإنمائية للألفية وبفضل الجهود المتواصلة استطاعت السلطنة أن تحافظ على القيم الايجابية لمؤشرات الرصد لهذه الاهداف. وفي الوقت الذي تقوم فيه هيئة الامم المتحدة بتحديث الأولويات الانمائية على مستوى العالم كبرنامج دولي لما بعد عام 2015، فإننا نؤكد بأننا سنعمل على تحقيق الغايات المنشودة للأهداف الإنمائية للألفية.

فوز المركز
يعنى المركز الوطني للسلامة المعلوماتية منذ تدشينه في أبريل 2010 بتحليل المخاطر والتهديدات الأمنية الموجودة في الفضاء الإلكتروني، والعمل على توفير الأمن المعلوماتي وعلى بناء الثقة عند استخدام الخدمات الإلكترونية الحكومية، وتأتي هذه الجائزة كنوع من التقدير والاعتراف الدولي بدور المركز في توفير الأمن المعلوماتي وفي توثيق التعاون والشراكة مع المجتمع الدولي عموما.
وبهذه المناسبة قال المهندس بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية: إن الحصول على هذه الجائزة اليوم هو تقدير بالغ للمساهمات العالية للمركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالسلطنة لتعزيز تفعيل توصيات القمة العالمية لمجتمع المعلومات لا سيما تلك التي تعنى ببناء الثقة والأمن في استخدام تقنية المعلومات والاتصالات، كما انها تأتي تقديرا لجهود المركز لتعزيز الثقة والأمن في استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في السلطنة إضافة الى التعامل مع المخاطر والتهديدات الامنية الإلكترونية ومع الجرائم الإلكترونية ليس على المستوى الوطني فحسب بل على المستويات الاقليمية والدولية.
وأضاف الصالحي: على الرغم من أن تحصيل هذه الجائزة ليس هدفا بحد ذاته إلا أنه وبكل تأكيد سيقود الى مزيدا من الجهود والمبادرات التي يقوم بها المركز لتعزيز الأمن الوطني الإلكتروني وحماية مؤسسات البنى الاساسية الحيوية وقطاعات الصناعات الرئيسية إضافة الى حماية مستخدمي تقنية المعلومات والاتصالات من المخاطر والتهديدات الإلكترونية. ونحن نبارك للسلطنة هذا الانجاز والتقدير العالمي لتحتل مكانتها الدولية في مختلف القطاعات والمساهمات التي تتبناها وتنفذها لتعزيز الأمن والسلم الدوليين بمختلف المجالات ونتوجه بالتقدير للادارة العليا لدعمها المستمر ولما توليه من اهتمام وعناية والتقدير موجه كذلك لفريق المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالسلطنة لما يبذله من جهود عالية للارتقاء بالأمن الإلكتروني للسلطنة الامر الذي انعكس ايجابا على ما حصل عليه المركز من تقدير وإنجازات جاءت ثمرة لهذة الجهود والعمل الاحترافي الذي حظي باعجاب واشادة العالم.

عشر سنوات
هذا وتتضمن مشاركة السلطنة في أعمال منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS) حضور مجموعة من حلقات العمل والاجتماعات التي ستركز في هذا العام على توظيف تقنية المعلومات والاتصالات في التنمية، كما قدمت عائدة بنت يوسف الرحبية القائم بأعمال مدير إدارة العقود بهيئة تقنية المعلومات عرضا تحدثت فيه عن إنجازات السلطنة على مدار العشر سنوات الماضية، والجهود المبذولة في سبيل تنفيذ رؤية القمة العالمية لمجتمع المعلومات في مجالات الصحة والتعليم والبنى الأساسية و تقنية المعلومات والاتصالات، وكذلك في مجال بناء القدرات والتنمية البشرية والتوظيف، وغيرها من الجهود التي تهدف إلى نشر الوعي والمعرفة بمختلف مجالات تقنية المعلومات والاتصالات على المستوى الدولي. كما تشارك السلطنة في المعرض المصاحب لأعمال المنتدى بجناح عمان الرقمية؛ وذلك للتعريف بجهود السلطنة في مجال تقنية المعلومات وتسليط الضوء على أبرز المشاريع العمانية الرائدة في هذا الجانب.