جولات أخرى مع (5+1) وآمال على طي الملف نهاية الشهر المقبل
جنيف ـ عواصم ـ وكالات: اختتم المفاوضون الاميركيون والايرانيون أمس المحادثات حول البرنامج النووي الايراني فيما تجري طهران في الايام المقبلة سلسلة محادثات ثنائية مع فرنسا وروسيا والمانيا.
وتعهد الرئيس الايراني حسن روحاني أمس في انقرة بان ايران ستفعل كل "ما بوسعها" للتوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي مع مجموعة الدول الست.
وقال روحاني في اليوم الثاني لزيارة الدولة التي يقوم بها الى تركيا "لقد اثبتت ايران انها تقوم ببرنامج نووي لغايات سلمية. وهي ستقوم بكل ما بوسعها للتوصل الى اتفاق نهائي مع مجموعة 5+1" التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا الى جانب المانيا.
وقال "ايران مستعدة للجلوس الى طاولة المحادثات من اجل الوصول الى حل. لقد اعتمدت ايران هذا الخيار عبر توقيعها اتفاق جنيف" منددا "بالعقوبات " التي يفرضها الغربيون على إيران.
فيما حذرت واشنطن من "خيارات صعبة" مع دنو الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق بحلول نهاية يوليو.
وصرحت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف "نعتقد اننا حققنا تقدما في بعض الجولات لكننا وعند خروجنا من الجولة الاخيرة نرى انه غير كاف. فنحن لم نشهد قدرا كافية من الواقعية".
واضافت هارف "نعلم ان الوقت المتبقي ليس كبيرا لهذا السبب اشرنا الى تكثيف الجهود الدبلوماسية. لا بد من اتخاذ قرارات صعبة لكننا مركزون جدا على موعد العشرين من يوليو".
من جهته، اعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي ان محادثات "تمت في اجواء ايجابية وكانت بناءة"، حسبما نقلت عنه وكالة ايسنا.
وتجري المحادثات بعيدا عن الاعلام في فندق الرئيس ويلسون على الضفة الشمالية لبحيرة ليمان، اذ منع الصحفيون من دخوله ولم يتسرب شيء حول اللقاء الذي استمر لساعات.
وكان الايرانيون اعلنوا عن لقاء جنيف ثم اكدته وزارة الخارجية الاميركية لاحقا.
وهي المرة الاولى التي يخوض الايرانيون والاميركيون محادثات مباشرة ثنائية رسمية منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 35 عاما اثر عملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران.
وعقد الطرفان عدة لقاءات منذ ذلك الحين لكن ليس بهذا الشكل الثنائي الرسمي.
وابقيت الصحافة بعيدة عن هذا اللقاء بدون التمكن من التقاط الصور او الحصول على تصريحات. وتثير هذه المحادثات بالواقع جدلا في الولايات المتحدة مع انتقادات الصقور والمدافعين عن اسرائيل الذين يشككون في صدق نوايا طهران، وكذلك في ايران حيث يندد معارضو اي انفتاح مع واشنطن باي تجاوز "للخطوط الحمر" من قبل المفاوضين.
وقال رئيس مجلس الشورى الايراني علي امس كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية "رغم الاراء المختلفة في البرلمان، الا ان مجلس الشورى يدعم عموما الطريق المتبع في المحادثات النووية عبر البقاء في اطار حماية حقوق الايرانيين والانجازات السلمية للعلماء".
والمحادثات المرتقبة بين الفرنسيين والايرانيين ستجري اليوم في جنيف كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وقال الوزير في حديث صحفي "سنجتمع بهم في جنيف".
وتجري ايران هذا الاسبوع مشاورات مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا بهدف التمهيد للجولة المقبلة من المفاوضات مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) بين 16 و20 يونيو في فيينا والتي يفترض ان يباشر الطرفان خلالها صياغة اتفاق شامل يأملان في انجازه بحلول 20 يوليو.
والوفد الايراني الذي يرأسه نائب وزير الخارجية عباس عراقجي سيجتمع مع وفد روسي في روما اليوم بعد لقاء الوفد الفرنسي، ثم يلتقي ممثلا المانيا الاحد في طهران.
وهذه المفاوضات نالت اشارة ايجابية غير متوقعة من جنرال اسرائيلي هو ايتاي برون رئيس وحدة ابحاث الاستخبارات العسكرية.
ففي مداخلة امام المؤتمر السنوي حول عقيدة اسرائيل الامنية في هرتزيليا امس اعتبر ان ايران تحترم الاتفاق المرحلي الذي ابرم في نوفمبر الماضي مع القوى الكبرى وان ضغط العقوبات الاقتصادية "يقودهم الى الحوار الذي نعتبره جديا للتوصل الى اتفاق دائم".
وقال انه يراهن على "توقيع (اتفاق) هذه السنة" لكنه حذر ايضا من ان "رؤية ورغبة ايران بالتوصل الى القدرة النووية ستبقى على حالها حتى في حال توقيع اتفاق. السؤال هو ما اذا سيكونون قادرين على ذلك بموجب بنود الاتفاق".
من جهته دافع يوفال شتاينيتز وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي في المؤتمر نفسه عن العقيدة المعتادة للحكومة مؤكدا ان "اتفاقا دوليا يترك ايران على حافة امتلاك قدرات نووية هو اسوأ من عدم التوصل الى اتفاق".
وفي اشارة الى المحادثات بين الاميركيين والايرانيين في جنيف اعتبر ان "ما هو على المحك ليس فقط مستقبل اسرائيل في الشرق الاوسط وانما مستقبل العالم".
من جهته، اعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي ان المحادثات "تمت في اجواء ايجابية وكانت بناءة"، حسبما نقلت عنه وكالة ايسنا.
وتسعى ايران الى المضي قدما من اجل رفع العقوبات الدولية التي انهكت اقتصادها.
وتقول واشنطن انها تريد مع الدول الكبرى الحصول على التزام قوي يضمن ان البرنامج النووي الايراني ليس تغطية لمساع من اجل حيازة السلاح النووي.
وحدد موعد 20 يوليو لصياغة اتفاق شامل بعد الاتفاق الانتقالي الذي تم التوصل اليه في نوفمبر في جنيف.
ويشرف الاتحاد الاوروبي على محادثات مجموعة 5+1 وشاركت مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد هيلغا شميت في اجتماع الولايات المتحدة وايران.