[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]

يكاد لسان العربي أينما كان يقول " كلما داويت جرحا سال جرح " .. هكذا ينزف العراق الذي وصفه ذات يوم شاعره بدر شاكر السياب بقوله " أكاد اسمع العراق يزخر بالرعود ويخزن البروق في السهول والجبال".. كانت الثورة تعني الشاعر، اما اليوم فحاله مر الحال، وبال شعبه متطلع الى صحوة تؤتي أكلها في أقرب الآجال.
ليست " داعش" من نجح في اقتطاع اراض ان لم يكن في احتلالها مثلها مثل بقية المحتلين الذين ابرزهم كانت الولايات المتحدة الاميركية. " داعش " تنظيم غريب لايمت بصلة الى بلاد الرافدين ولا للعروبة ولا حتى للإسلام الصحيح، إنه من ذاك الزمان الذي لازمان له سوى انهم آلاف من رجال تقاسموا تسمية هي من ممولين .. ولهذا تبسم في سره وفي العلن صاحب مشروع " داعش " التي هي أشبه بمؤسسة او بشركة رأسمالها ليس عراقيا ورأسها ايضا وحتى جسمها فهو خليط مما هب ودب.
عندما يكون العراق في محنة مثله مثل سائر بلاد العرب، نتكوم جميعا للبحث عن مخرج. فإذا مثلا اطمأنا على سوريا لما عليه من جيش كنا نعرفه قبلا، تحاورنا معه في لبنان، وعرفناه ابان الوحدة مع مصر، ورأيناه في الميدان ابان الحروب .. الجيش الذي لم يقل آها في كل الملمات الكبرى ودفع آلاف الشهداء ولم يتراجع عن مقصد وهدف، يحن لنجدة اخيه العراقي، ربما ايضا حزب الله في لحظة سؤال عن وجع العراقي وهو سؤال دائم. وقد نقول ان الجيش المصري الذي انكوى من الارهاب الاسلاموي وما زال، يمكن ان قيل له انصر اخاك العراقي سوف يفعلها بلا تردد.
عرفت آراء كثيرين من العرب الذي اتصلت بهم بعد ازمة الموصل ونينوى وغيره كيف انهم استشروا غضبا وكيف كانت علامات الغضب متئدة في اصواتهم. كانوا يزمجرون كما لو ان واقعة حلت بموقعهم، وهم يعرفون ان هذا التنظيم " داعش" انما هو فرع لصاحب شركة " القاعدة "، وله ذات الممولين، وان كان الفارق بينهما غير ضروري عندما يتحسسون رؤوسهم جميعا.
الآن دوت رصاصة لكنها لم تقتل، وما دام الحماس العراقي مقيما في النفوس، فليكن كل العراق امام مرحلة مصير، انها لحظة عراقية مؤاتية لاعادة تجميع ماتفرق لمواجهة الخطر الداهم على الجميع .. لاتكفي تلك " الفزعة " التي اطلقها المالكي لكل عراقي، بل توجيه المليون جندي ورجل امن وشرطة وغيره من اجل هدف واحد نعرف انه ليس سهلا وان الموصل وكل مدن نينوى سوف يتم تدميرها، لكن قتال هؤلاء الاخصام في الدين والله والعقيدة وفي الوطن والامة مفروض على كل عراقي، وعلى غير عراقي كما قلنا من اصحاب النخوة الذين قدموا شهادات قتالية وعسكرية وانسانية وبرعوا فيها بل غيروا معادلات.
هو العراق الذي قدم سخاء يوم قاتل الاميركي، ووفاء سخائه مستمر ضد محتل جديد لاصلة له بأرض ولا بسماء.