[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/suodalharthy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سعود بن علي الحارثي[/author]
”.. الخطوط أو الدرجات أو النصوص أو المواضع أو التعاليم أو الأنظمة والأعراف التي يتجاوزها الإنسان عديدة، فالتجاوز يعطي معنى سلبيا من الوهلة الأولى من منطلق أنه خروج عن المألوف والمفهوم والمقرر والمعتاد والمحدد والمتعارف عليه وذلك بتجاوزه وتجاهله والتعالي عليه وتخطيه، ومن منطلق أن التجاوز مرتبط بالإفراط وتجاوز الاختصاص والحدود،”
ــــــــــــــــــــــــــ
جاوز المكان: تعداه، وتجاوز المكان: جازه وتخطاه، وفي الشيء: أفرط، وتجوز في الصلاة: أتى فيها بأقل ما يكفي أي اكتفى منها بالقليل، وتجوز الدراهم: قبلها على ما فيها من الزيف ولم يردها، وتجاوز: أغضى وتساهل، وتجاوز حدوده: تعدى إلى ما لا يجوز له، وتجاوزته الأيام: أصبح قديما، وتجاوز جاوز(تجاوز الحد في الظلم وتجاوز حدوده خرج على الأعراف والتقاليد وتجاوز العقبات). ويقول المثل اللاتيني (إذا تجاوز السائل شفة إنائه طفح). والخطوط أو الدرجات أو النصوص أو المواضع أو التعاليم أو الأنظمة والأعراف التي يتجاوزها الإنسان عديدة، فالتجاوز يعطي معنى سلبيا من الوهلة الأولى من منطلق أنه خروج عن المألوف والمفهوم والمقرر والمعتاد والمحدد والمتعارف عليه وذلك بتجاوزه وتجاهله والتعالي عليه وتخطيه، ومن منطلق أن التجاوز مرتبط بالإفراط وتجاوز الاختصاص والحدود، وللتجاوز درجات وألوان من حيث الخطورة فتجاوز الخطوط أو الاشارات الحمراء يؤدي إلى الهلاك وتجاوز السرعة المقررة قد تودي إلى الموت، أما تجاوز سقف التوقعات الموضوعة للنجاح والتطور والبناء والنمو أيا كان هذا النجاح وتجاوز العقبات المفضي تجاوزها إلى التقدم والظفر فهو تجاوز رائع ومشرف ومقدر وجميل ويبشر بمستقبل مشرق عامر، ويقدم المرء على خطوات تعد من قبيل التجاوزات المحمودة الهادفة في حالات محددة كأن يتجاوز المسئول نصا قانونيا رأى في تطبيقه ظلما واقعا أو تجاوز سقف المساعدة لصالح أسرة مدقعة في الفقر، وتجاوز خطوط العدو في المعركة هو تجاوز مؤد إلى الانتصار والفوز بالمعركة ... وقد وضعت الأجهزة والمؤسسات المختصة مجموعة من الأنظمة واللوائح والقوانين والقرارات التي تنظم آلية التعامل مع المتجاوزين وتعرف بأنواع التجاوزات ودرجة خطورتها، وأنشأت مؤسسات وأجهزة للرقابة والتدقيق والقضاء لمراقبة التجاوزات وتشخيصها وضبطها ومعاقبة المتجاوزين بدرجات متفاوتة تنسجم مع درجة وخطورة التجاوز، وتستمد تلك المؤسسات والأجهزة قوتها وفاعليتها وتحقق نجاحها من اختصاصاتها ومن مهام وآليات عملها ومن السلطات التي تتمتع بها وتعتمد في كفاءتها على كادرها الوظيفي، فمتى ما كانت اختصاصاتها قوية وقراراتها وآراؤها نافذة وآليات عملها واضحة لا لبس فيها وتتمتع بالاستقلالية والاحترام فستتمكن من تهيئة أجواء تتقلص فيها التجاوزات غير المحمودة، وسوف تتحقق الثقة والطمأنينة للمجتمع، ففاعلية أجهزة الرقابة وقوة التشريعات ونفاذ سلطة القانون ترسم الخطوط وتضع الفواصل بين العام والخاص وتضع حدا يصعب معه تجاوز تلك الفواصل وتوجه إنذارا يتعذر معه ركوب موجة المنصب ليجتاز بها سلطة النص وهيكل الاختصاصات فيأخذ دون وجه حق ويمنح ممتلكات وأموال لا يملكها ويظلم متجاوزا لمبادئ الوظيفة وقسم اليمين الذي أداه ... وتفعيل ثقافة النقد وتشجيع ثقافة الحوار وتعزيز واتساع قيم الحرية كلها وسائل تحد من التجاوزات الخطيرة التي تلحق الظلم بالآخرين وتؤدي إلى مفاسد بسبب التجاوز . والتجاوزات الخطيرة في الشارع تتسبب في حوادث مؤلمة، تجاوزات تسببت في تنصيب جيش من الرادارات الثابتة والمتحركة لرصد ومراقبة ومخالفة المتجاوزين للحد المسموح به للسرعة، أو تجاوز الاشارات الحمراء والأنظمة المرورية، وقد أثارت تلك الأجهزة جدلا بشأن الجدوى من الاعتماد عليها لتحجيم التجاوزات وذلك من منطلق تكلفتها العالية وتكلفة تشغيلها وصيانتها بعد ذلك، ومن منطلق أن عين الرادار لن تظل مفتوحة طوال الوقت وسلطاتها لن تتجاوز على أقل تقدير أمتارا قليلة من موقعها وبذلك فإن سلاح التوعية والإقناع والحوار أكثر فاعلية وجدوى لمعالجة التجاوز .

[email protected]