بغداد ـ وكالات: اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعض السياسيين بالوقوف وراء تنظيم القاعدة، معتبرا ان وصف ضرب الارهابيين بالعمل الطائفي "وباء كبير" فيما نفذت السلطات العراقية اعتقالات بحق أشخاص متهمين بالارتباط بالتنظيم.
وأكد المالكي ـ في كلمة ألقاها خلال احتفالية لكتلة الوفاء العراقي لدعم
الأجهزة الأمنية ـ ونقلها موقع "السومرية نيوز" الإخباري أن قضية دعم الجيش والاجهزة الامنية في محاربة الإرهاب لا تتحمل الخلاف، مشيرا إلى أن الحكومة لن تسمح أو تقبل الصوت الرافض لذلك.
وقال المالكي إن "قضية الوقوف الى جانب القوات المسلحة وهي تخوض غمار مواجهة دامية ضد تنظيم القاعدة والإرهابيين الذين تجاوزوا على كل المقدسات ليست قضية سياسية عادية حتى نأخذ منها موقف مؤيد أو معارض"، معربا عن أمله ان "تكون هذه المبادرة هي مبادرة كل القوائم والكتل وجميع مؤسسات المجتمع المدني والعشائر والعلماء وكل الذين يعنيهم أمر العراق".
وأضاف المالكي ان "مسالة دعم الجيش العراقي في قتاله ضد الارهاب لا تتحمل الخلاف"، مشيرا الى ان "محاربة الارهاب ليست قضية مصالح متعارضة، وإنما قضية مبادئ وقيم ووطن".
وأكد المالكي أن "القضايا السياسية تتحمل ان يكون لها مؤيد ومعارض لان هذه هي سنة العملية السياسية في كل دول العالم"، لافتا الى "اننا لن نسمح او نقبل الصوت الذي يرفض الجيش والقوات المسلحة او الذي يحاول ان يكون اداة لترديد مقولات التضليل".
وتابع المالكي ان "هناك مطالب شرعية مقبولة لدى البعض"، مشددا على ضرورة "التمييز والا نضلل انفسنا ولا نضلل بالدعايات والشعارات التي يطلقها البعض ومن يقف خلفهم".
في غضون ذلك أعلنت الشرطة العراقية، أنها اعتقلت 137 شخصا غالبيتهم من أعضاء ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في عمليات شهدتها مناطق متفرقة بمدينة الموصل (400 كيلومتر شمالي بغداد).
وقال اللواء مهدي الغراوي قائد الفرقة الثالثة في الشرطة الاتحادية في مدينة الوصل في تصريح صحفي إنه تم اعتقال 112 مسلحا من تنظيمات (داعش) في ناحية القيارة والشورى وحمام العليل بعملية أمنية.
وأضاف أن من تم اعتقالهم مودعون الآن في مقر الفرقة الثالثة بالشرطة الاتحادية للتحقيق معهم وإحالتهم الى القضاء العراقي ليتم محاسبتهم بحسب القانون.
ومن جهة أخرى ذكرت الشرطة العراقية أنه تم اعتقال 25 شخصا مطلوبين لدى الأجهزة الأمنية في ناحيتي القيارة وحمام العليل للتورط في قيادة الاعمال المسلحة.
كما القت قوات الامن العراقية القبض على 11 شخصا مطلوبا بينهم اعضاء في تنظيم القاعدة متورطون بتنفيذ عمليات مسلحة ضد المدنيين شمالي مدينة الكوت (180 كيلومترا جنوب شرق بغداد).
وقال قائد شرطة الكوت اللواء رائد شكر جودت إن قوات الشرطة تمكنت من تنفيذ عملية امنية في مدينة قضاء الصويرة (135 كيلومترا شمال الكوت).
وأضاف أن العملية أسفرت عن اعتقال 11 مطلوبا بينهم اثنان وفق قانون الارهاب لانتمائهم الى تنظيم القاعدة وتسعة مطلوبين اخرين وفق قانون العقوبات.
ومن ناحية أخرى، صرح قائد في الجيش العراقي بأن القوات العراقية تمكنت من قتل 3 من عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فيما أصيب 7 من الجنود العراقيين في حوادث عنف منفصلة في مدينة كركوك (250 كم شمالي بغداد).
من ناحية اخرى بدأ سكان مدينة الفلوجة التي خرجت عن سلطة الحكومة الاسبوع الماضي بالعودة تدريجا الى مدينتهم وذلك غداة اعلان مجلس الامن دعمه لجهود بغداد في مكافحة القاعدة.
وفتحت معظم المحال التجارية ابوابها في الفلوجة فيما علقت الحكومة العمليات الامنية في محيط المدينة اثر الامطار الغزيرة التي هطلت طوال ليل الجمعة ما ادى الى تقييد حركة الطيران والشاحنات.
وما زال مسلحون من العشائر وآخرون من تنظيم (داعش) يسيطرون على مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) فيما ينتشر اخرون من التنظيم ذاته في وسط وجنوب مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، وفقا لمصادر امنية ومحلية.
وهذه المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون علنا على مدن عراقية منذ التمرد الذي اعقب الغزو الاميركي للعراق في العام 2003.
وحذرت الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من معاناة المدنيين اثر نقص المساعدات الانسانية جراء الحصار الذي تفرضه قوات حكومية على المدينة.
وافادت الانباء ان مدخل الفلوجة من جهة بغداد ازدحم بسيارات العائلات العائدة، بعدما فرت قبل ايام.
وقال شهود ان الحياة بدأت تدب في شوارع المدينة فيما لا يزال مسلحون ينتمون الى عشائر مناهضة للحكومة وعناصر من تنظيم القاعدة ينتشرون عند اطراف الفلوجة التي تحولت خطوط تماس مع قوات الجيش العراقي.