افتتحت مساء أمس بطولة نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 على ملعب ارينا كورينثيانز في ساو باولو ،فيما التقت البرازيل الدولة المضيفة بأوكرانيا وكرواتيا ضمن منافسات المجموعة الأولى.فيما اشتبك متظاهرون مع قوات الشرطة أمس الخميس في ساو باولو، قبل بضع ساعات فقط من انطلاق المباراة الافتتاحية. وحاول بضع مئات من المتظاهرين الملثمين عرقلة الوصول إلى الاستاد عبر شارع راديال ليستي على بعد بضعة كيلومترات من الملعب واشتبكوا مع رجال الشرطة الذين انتشروا بأعداد كبيرة تحسبا للاحتجاجات.وأقام المتظاهرون متاريس من القمامة ثم أشعلوا فيها النيران. وألقوا الحجارة على شرطة مكافحة الشغب، بينما استخدم رجال الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لقمع الاضطرابات.وقد أصيب العديد من الأشخاص بينهم ثلاثة صحفيين بجروح، وذلك وفقا لتقارير وسائل الإعلام البرازيلية. وأصيب صحفي أميركي في قناة سي إن إن بجروح طفيفة بإحدى عبوات الغاز المسيل للدموع على ما أفاد مراسل القناة في ساو باولو عبر تويتر. وأراد المتظاهرون إغلاق جادة كبيرة تقود إلى استاد ارينا كورينثيانز ،حيث ستنظم المباراة الافتتاحية لكأس العالم بحضور رؤساء 12 دولة أجنبية وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. وتكاثرت الدعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى التظاهر أمس الخميس في تسع مدن من أصل 12 تستضيف المباريات. في بيلو هوريزونتي (غرب الوسط) حصنت وكالات مصرفية ومتاجر واجهاتها خشية حصول أعمال تخريب. ومن المقرر تنظيم تظاهرتين في ريو دي جانيرو إحداهما في وسط المدينة عند الصباح والثانية على شاطئ كوبا كابانا بعض الظهر. كما قامت مجموعة من المحتجين في مطار كارلوس جوبيم الدولي في ريو دي جانيرو بإغلاق مؤقت للطرق الرئيسية المؤدية إلى محطات المطار، ما أدى إلى ازدحام وتفويت بعض المسافرين رحلاتهم. وفي ناتال (شمال شرق) إحدى المدن المضيفة للحدث الــ12، قرر سائقو الحافلات وسيلة النقل المشترك الوحيدة في المنطقة القيام بإضراب اعتبارا من أمس الخميس مع التعهد بتأمين حد أدنى بنسبة 30 بالمئة من الرحلات. ففي وسط الأعمال في ريو دي جانيرو ارتدى الجميع،من موظفي المكاتب إلى عمال التسليم على الدراجات ألوانا متدرجة من العلم الوطني، كالتنانير المقلمة الزرقاء بالأزرق والأخضر والفساتين الصفراء وقمصان تحمل اسم النجم نيمار... كما نشر علم برازيلي ضخم تحت قدمي تمثال المسيح المخلص.
ويشكل هذا الحد تحديا هائلا للدولة العملاقة الناشئة في أميركا اللاتينية.فعلى البرازيل التي تشمل 200 مليون نسمة إثبات قدرتها على تنظيم حدث رياضي كبير يعد أربع سنوات على نجاح كأس العالم في جنوب إفريقيا. وعلى المنظمين إزالة الشكوك مع وصول المشاهدين إلى استاد ارينا كورينثيانز في ساو باولو. وهذا الملعب الذي بني في حي ايتاكويرا الشعبي يرمز إلى جميع الاضطرابات التي شهدتها تلك البلاد منذ اختيارها لاستضافة الحدث عام 2007. فالاستاد الذي كان يفترض تسليمه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في ديسمبر 2013 انتهى بالكاد. وتم قطع أعمال البناء عدة مرات ،فيما قتل ثلاثة أشخاص في أثناء أعمال البناء الضخمة. وفي ساو باولو أعلن هذا اليوم إجازة "اختيارية"، ما انعكس على حركة السير الفوضوية بالعادة، فبدت أكثر سهولة في وسط المدينة.
في بلاد تعشق فيها كرة القدم يتوقع البرازيليون انتصارات مجيدة للمنتخب الوطني بإشراف المدرب لويز فيليبي سكولاري الذي ساهم إلى حد كبير في إضافة نجمة خامسة إلى القميص البرازيلي عام 2002 عبر جيل رونالدو.