رسالة فلسطين المحتلة – من رشيد هلال وعبد القادر حماد :
اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي ساحات المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة عقب انتهاء صلاة الجمعة بها ، فيما قمعت مسيرات الضفة الاسبوعية والتى شارك فيها عشرات الفلسطينيين دعما للاسرى الاداريين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم الواحد والخمسين على التوالي . ما اصاب العشرات منهم بجروح . وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى المبارك بعد انتهاء صلاة الجمعة، وخروج مسيرة مناصرة للأسرى في ساحاته، عبر بابي المغاربة والسلسلة، وقامت الوحدات الخاصة باطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية باتجاه المصلين المتواجدين في الساحات بصورة عشوائية، في حين قامت قوة خاصة باخلاء الساحات من المصلين والاعتداء عليهم بالهراوات، ولم تستثني من ذلك طواقم الإسعاف والصحفيين، كما قامت وحدة إسرائيلية أخرى بمحاصرة المصلين الشبان بالمسجد القبلي واغلاق بواباته واطلاق القنابل والغاز الفلفل داخله. كما قامت وحدة رابعة بمحاصرة المصلين داخل المسجد المرواني، وأطلقت القنابل والغاز باتجاه المصلين، ومعظمهم من كبار السن. وعلى أبواب المسجد الأقصى المبارك وبعد انتهاء المواجهات وخروج المصلين قامت شرطة الاحتلال بتوقيف وتحرير هويات الشبان، وتم اعتقال 8شبان - حسب ما اعلنت شرطة الاحتلال ، من جهته أفاد الدكتور زياد سرور من عيادات المسجد الأقصى التابعة للمركز الصحي العربي أن 28 مواطنا اصيبوا بشظايا القنابل الصوتية في منطقة الظهر والأقدام، واصفا الإصابات بالمتوسطة. بدوره، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني:" ان الاحتلال كان يخطط لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، فخلال دقائق معدودة بعد انتهاء الصلاة وخروج مسيرة في الأقصى اقتحمت القوات المسجد عبر بابي السلسلة والمغاربة، وحاصرت المصلين في المسجد القبلي والمراوني، لافتا ان المواجهات استمرت أقل من 15 دقيقة، وأوضح ان 4 رجال من كبار السن اصيبوا بالإقدام أثناء تواجدهم بالمسجد القبلي، كما اصيب العشرات بحالات اختناق خلال محاصرتهم بالمسجد القبلي والمراوني. من جهته، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري:" ان الاقتحام العسكري للأقصى غير مبرر، والهدف منه هو انتهاك حرمة المسجد ونشر الرعب في نفوس المصلين، مستنكرا هذه الاعتداءات المستمرة في الأقصى التي تمس حرمته وتتعارض مع حرية العبادة. وفي السياق ، قمعت قوات الاحتلال ، مسيرة المعصرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان . وانطلقت المسيرة تحت شعار دعم الأسرى المضربين من وسط القرية صوب جدار الضم والتوسع العنصري المقام على حساب أراضي 'المعصرة'، إلا أن جنود الاحتلال أغلقوا مدخل الشارع الرئيسي، ومنعوا المشاركين من الوصول صوب أراضيهم المصادرة. ونظم المشاركون في المسيرة اعتصاما بمحاذاة المناطق المصادرة، تحدث خلاله عدد من ممثلي القوى الوطنية والفعاليات الشعبية مشيدين بصمود الحركة الأسيرة. كما طالب المتحدثون بتضافر الجهود للاستمرار في الفعاليات التضامنية الداعمة للأسرى وصولا إلى إغلاق ملف الاعتقال الإداري. وفي مدينة بيت لحم ، أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين في بلدة الخضر جنوب المدينة ، بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز السام الذي اطلقته قوات الاحتلال على مسيرة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام. وادى الفلسطينييون صلاة الجمعة ، على المدخل الجنوبي للبلدة في المنطقة المسماة 'بحاجز النشاش' بدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال. وذكر منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر أحمد صلاح أنه فور الانتهاء من الصلاة سار المصلون صوب المدخل الواصل إلى الشارع الالتفافي الواصل ما بين القدس والخليل، إلا أن جنود الاحتلال أغلقوا المكان وانتشروا بأعداد كبيرة وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وضخ المياه الملونة صوبهم، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز وجرى معالجتهم ميدانيا. وسبق ذلك أن حث خطيب الجمعة الفلسطينيين لمواصلة الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين حتى يتم إيصال رسالتهم إلى العالم، موضحا أن التحركات الجماهيرية تدعم صمود الأسرى. الى ذلك ، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة النبي صالح الاسبوعية التي انطلقت ، تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام، والذي يواصلون حرب الامعاء الخاوية في مواجهة إرهاب السجان الصهيوني وجبروته، والتي شارك فيها العشرات من نشطاء المقاومة الشعبية والمتضامنين الاجانب بالإضافة إلى أبناء القرية. واستهدفت قوات الاحتلال المسيرة السلمية التي تقدمها الأطفال والنساء بقنابل الغاز المسيل للدموع ما اسفر عن إصابة العشرات بحالات الاختناق، ناهيك عن إصابة عدد من المشاركين إصابات طفيفة بعيارات مطاطية اطلقتها قوات الاحتلال بشكل عشوائي، كما وجلبت قوات الاحتلال لأول مرة الكلاب البوليسية بهدف تخويف المقاومين ومنعهم من التقدم للوصول إلى راضيهم المصادرة والمهددة من قبل الاحتلال. واندلعت على اثر ذلك مواجهات عنيفة بين الجانبين، رشق خلالها الشبان الغاضبون قوات الاحتلال بالحجارة، وذلك رداً على التعسف والهمجية التي يمارسها جيش الاحتلال ضد القرية، بالإضافة الى المعاناة التي يتعرض لها الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويجدر الذكر ان قوات الاحتلال اغلقت منذ امس القرية وفرضت طوقاً امنياً مشدداً عليها معلنة اياها منطقة عسكرية مغلقة حتى اشعار اخر. وفي كفر قدوم ، أصيب العشرات من المشاركين في المسيرة السلمية بحالات اختناق بعد أن هاجمتهم قوات الاحتلال باستخدام قنابل الغاز السام والصوت، والعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط عند اقترابهم من المدخل الرئيسي للقرية المغلق منذ نحو 13 عاما. وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة ، من أمام مسجد عمر بن الخطاب، نصرة للأسرى، وتنديدا بالاحتلال والاستيطان، يتقدمها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول وعدد من المتضامنين الأجانب، بمشاركة العشرات من أبناء من القرية والبلدات والقرى المجاورة. ووفق شهود عيان فإن المواطنين الفلسطينيين واصلوا المكوث على مقربة من المدخل المغلق رغم كثافة إطلاق النار من قبل جنود الاحتلال، وأنهم نصبوا خيمة اعتصام مناصرة للأسرى المضربين عن الطعام. بدورها ، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة خيمة اعتصام تضامنية مع الاسرى في ميدان " الشهيد أبو علي مصطفى، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة، وشخصيات وطنية واعتبارية، ومؤسسات اجتماعية، والأشبال والزهرات، وحشد من اتحاد لجان المرأة وجبهة العمل النقابي. ورُفعت في خيمة الاعتصام أعلام فلسطين ورايات الجبهة، وصور الأمين العام أحمد سعدات، وأسرى الجبهة الإداريين، وصورة المناضل الرفيق جورج عبدالله. وأكد عضو اللجنة المركزية العامة الرفيق محمد مكاوي " أن إقامة هذه الخيمة تأتي دعماً وإسناداً لقضية الأسرى عموماً، والأسرى الإداريين المضربين عن الطعام خصوصاً". وشدد مكاوي على أن الشعب الفلسطيني وقواه السياسية لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام استمرار معاناة الأسرى، داعياً لضرورة أن تبقى كل الخيارات مفتوحة في سبيل إنهاء هذه المعاناة، وتحريرهم من سجون الاحتلال. من جانبها، توجهت عضو اللجنة المركزية الفرعية للجبهة الشعبية الرفيقة سميرة عبد العليم بالتحية إلى جميع المشاركين والمشاركات الذين توافدوا إلى خيمة الاعتصام ، مشيرة أن هذا يعكس بأن قضية الأسرى هي قضية إجماع وطني تفرض على الجميع التحرك الدائم من أجلها. وأشادت عبد العليم بالرفيقات في اتحاد لجان المرأة برفح، والأشبال والزهرات الذين لبوا نداء الأسرى وشاركوا بفعالية ورفعوا الشعارات المساندة والداعمة لهم. من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية الفرعية الرفيق هاني صيدم، بأن مشاركة مختلف القوى والفصائل في رفح بخيمة الاعتصام التي نظمتها الشعبية، يعكس روح الوحدة الوطنية والتي دائماً ما كان يجسدها أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، خاصة وأنهم المبادرين بإطلاق وثيقة الوفاق الوطني " الأسرى"، والتي دعت للم الشمل الفلسطيني وتحقيق الوحدة. من جهته، أكد مسئول لجنة النشاط الجماهيري في المحافظة الرفيق خالد نصر، بأن فعاليات الدعم والإسناد لقضية الاسرى المضربين عن الطعام في محافظة رفح ستتواصل، رغم أن هذا الجهد سيظل متواضعاً أمام الصمود الأسطوري للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.