بغداد ـ واشنطن ـ (الوطن) ـ وكالات:
أعلنت الحكومة العراقية إطلاق عملية واسعة اسمتها (تطهير المدن) في المناطق التي سيطر عليها مسلحون في معارك تراجعت فيها القوات العراقية فيما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده لن ترسل قوات إلى العراق وستترك العراقيين لـ(حل مشاكلهم) وذلك وسط تنامي توجيه الدعوات للأهالي لحمل السلاح.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انطلاق عملية "تطهير" المدن التي يسيطر عليها مسلحون منذ خمسة أيام، مؤكدا على أن القوات العراقية لا تزال متماسكة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه.
وقال المالكي بحسب ما جاء في البيان إن "قواتنا الباسلة استعادت المبادرة وبدأت عملها لتطهير كل مدننا العزيزة من هؤلاء الإرهابيين"، مشددا على "تماسك قواتنا المسلحة الباسلة".
ورأى المالكي أن "العراق يمر الآن بمنعطف خطير ومؤامرة كبرى تستهدف وجوده وتسعى لجعل بلاد الرافدين ومهد الحضارات قاعدة للتكفير والكراهية والإرهاب".
وتابع أن "أمة تمتلك كل هذا التاريخ العظيم وشعبا ورث كل هذه الحضارات واحتضن كل هذه المقدسات لايمكن أن يخضع لسيطرة مجموعات من الظلاميين والتكفيريين الذين لايفقهون إلا مهنة القتل والتكفير".
وتشن القوات العراقية غارات على مواقع للمسلحين في عدة مناطق من العراق، بينها الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد).
كما تقوم القوات العراقية بصد محاولات المسلحين الدخول إلى مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد) والتقدم في محافظة ديالى نحو مركزها، مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد).
وأفاد شهود عيان أن 34 شخصا لقوا حتفهم ، بينهم عناصر مما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في قصف لمروحيات للجيش العراقي استهدفت مسجدين في مدينتي تكريت وبيجي التابعتين لمحافظة صلاح الدين (170 كم شمالي بغداد).
من جانبها دعت المرجعية الشيعية العراقيين لحمل السلاح ومقاتلة المسلحين بهدف وقف زحفهم المتواصل حيث اعلنت السلطات عن خطة أمنية جديدة تهدف إلى حماية العاصمة من أي هجوم محتمل.
في هذا الوقت، جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله إنه لن يرسل قوات برية إلى العراق لكنه سيبحث خيارات مختلفة أخرى "في الأيام القادمة"، بينما دعا وزير خارجيته جون كيري القادة العراقيين الى الوحدة.
وأوضح الرئيس باراك أوباما خلال بيان القاه حول الوضع في العراق في مؤتمر صحفي عقده في الحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض الأميركي انه طلب من فريق الأمن القومي
الأميركي بحث خيارات لدعم العراق مشيرا الى ان القادة العراقيين لم يستطيعوا تجاوز الخلافات الطائفية.
وذكر اوباما أن الخلافات الطائفية في العراق خلقت وضعا هشا في البلاد ولايمكن للولايات المتحدة ان تقوم بمهام الامن نيابة عن العراقيين.
وأضاف أوباما يقولإنه يتعين علي القادة العراقيين اتخاذ قرارات صعبة والتوصل الى حلول وسط للحفاظ علي وحدتهم .
وقال الرئيس الامريكي " سنبذل جهدنا ولكن العراق دولة ذات سيادة ويجب عليها أن تحل مشاكلها ".
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه لن يكون هناك تأثير لأي دعم من دون استقرار داخلي بالعراق مؤكدا أنه سيتشاور مع الكونجرس بشأن ما يجب عمله هناك.
كما قالت وزارة الخارجية الاميركية إن الولايات المتحدة لا تتحدث مع إيران بشأن الأزمة في العراق.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف في لقائها اليومي مع الصحفيين "لا، نحن لا نتباحث مع الإيرانيين بشأن الوضع في العراق".