[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/suodalharthy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سعود بن علي الحارثي[/author]
الخامس عشر : التفاعل الإيجابي مع المقال .
تواصلت هذه السلسلة من المقالات التي أخذت عناوين فرعية مستقلة انضوت تحت مظلة العنوان الرئيسي والتي بلغت ثلاثة عشر عنوانا, ويفترض أن تختتم سلسلة المقالات بالعدد الثاني عشر الذي نشرته جريدة الوطن الأسبوع الماضي, فما هي دوافع وموجبات إضافة العدد الثالث عشر إلى السلسلة؟ وما الذي حدث خلال الفترة من نشر المقال الأول في العشرين من أكتوبر الماضي وحتى ظهور المقال الثاني عشر في الأسبوع الفائت استدعت هذه الإضافة؟ وهل هي إضافة قيمة وتشكل أهمية وتقدم جديدا للموضوع ومحتوى المادة درجة تخصيص مقال مستقل لها؟. إن ذلك التفاعل الإيجابي مع المقال بأجزائه التي تواصل نشرها خلال الأسابيع الماضية, وما تضمنته المكالمات والرسائل والحوارات المباشرة من حميمية وود وتأثر ممزوج بمخزون وافر من العواطف والأحاسيس التي ولدتها الذكريات والروابط ومرحلة الشباب والعمل والعلاقة مع المكان والبشر, وما قدمته من خلاصات وقراءات مهمة استدعت تخصيص هذا المقال المكمل, ليضع القارئ أمام ذلك التفاعل النشط والحيوي, وهو ما سوف أوجزه في جملة من النقاط المختصرة:
• إن الحديث عن الذكريات واستعراض الأعلام والأشخاص الذين أثروا وساهموا في العمل الوطني بالرأي الأصيل والفكرة القيمة وإعداد وتقديم الدراسات ونقل قضايا وهموم المجتمع وتبنيها وبحثها ومساندة الحكومة في القيام بمسئولياتها ورسم سياساتها والتخطيط للمستقبل وتنفيذ برامجها ومشاريعها وتجويد العمل .. وتتبع مساراته ومحطاته أي العمل, وعلاقة البشر بالمكان الذي شهد تلك الانجازات واحتضن الأشخاص والأعلام وظل شاهدا على المسيرة بكل تفاصيلها الدقيقة وعلاقة الأشخاص مع بعضهم البعض التي أسسوها فتوثقت بفضل المكان, في تعاملهم وسلوكهم وثقافتهم مع اختلاف آرائهم وملاحظاتهم, واستعراض سمات تلك الشخصيات وأهم خصائصها وما تتمتع به من مناقب وثراء ثقافي وإلمام بأحوال وثقافة واحتياجات وتطلعات المجتمع وقدرتها على المواءمة بين المتطلبات والامكانات وتحملها لمسئوليات المرحلة في الطرح وتناول المواضيع المختلفة وتحليل الأحداث والمستجدات والقدرة على استشراف المستقبل .. والكتابة عن كل ذلك في قالب يجمع بين الذكريات الجميلة والوفاء لمرحلة زمنية بكل أطرافها ومكوناتها وبعض من مواقفها ودروسها وخبراتها, والخروج بالخلاصات والنتائج وبعض المقترحات واظهار الحكمة من الكتابة في هذا الموضوع بما تمت الإشارة إليه. وتفاجئ من ثم أولئك الأعلام والشخصيات بأسمائهم وبعض من صفاتهم وسيرهم وذكرياتهم وجهودهم والتي مضى على بعضها عقود من الزمن, مما هيج المشاعر وحرك العواطف ووضع أولئك الأشخاص أمام مواقف غير متوقعة بعد يقين تأسس لديهم بأنها مرحلة قد انتهت وطويت صفحتها ولم يعد أحد يتذكرها فضلا عن أن يكتب عنها فترصد في سلسلة من المقالات وتنشر في صحيفة محلية, فجاءت تلك الاتصالات والرسائل لكي تقدم الكثير من النتائج والخلاصات الجديدة التي تقتضي الأمانة رصدها وتقديمها للقارئ كحق أصيل من حقوقه لتكون جزءا من تلك السلسلة التي تابعها وشارك في ذلك التفاعل الإيجابي على مدى أحد عشر أسبوعا ...
• لقد كان التأثير الإيجابي باديا في الملامح والأصوات والعبارات, فكثيرا ممن التقيتهم وتحدثوا معي متفاعلين مع تلك المقالات, أبلغوني بأن قطرات من دموعهم إما أنها كادت أن تتساقط على صفحة المقال أو تساقطت فعلا بفعل التأثر الممزوج بالمشاعر الإنسانية الوفيرة، واستحضارهم لحظتها لزملاء عمل واخوة كونوا معهم علاقة وثيقة وصداقة عميقة بفضل المكان الذي جمعهم لسنوات طويلة, منهم من غيبه الموت ومنهم من هو على فراش المرض وآخرون انقطعت حبائل التواصل معهم لأسباب كثيرة, وأخيرا لأن المقالات ذكرتهم بسنوات الشباب والعمل والطموح وبتفاصيل المكان الذي عملوا فيه خلال تلك المرحلة. وأبت قيم وتواضع أولئك الرجال إلا أن يؤكدوا على أنهم لا يستحقون ذلك الإطراء الذي تضمنه المقال فذلك الإنجاز إنما (( تحقق بجهود الجميع الذين قادوا وترجموا العمل الشوروي .. )). (( بالنسبة لي فأنا لم أضف للمجلس شيئا سوى النعيق.. وإنما أضاف لي المجلس الشيء الكثير..)) (( هل أستحق فعلا كل تلك الإشادة, لا أملك إلا أن أقول لك شكرا على ما خطه قلمك ..)). هذا جانب, ومن جانب آخر فقد كانت لتلك المقالات وتأثيرها الإيجابي وفاعليتها وقدرتها على تحريك المشاعر والعواطف وبتلك الحميمية, وتفاعل من قدمتهم في صفحاتها مع سطورها, مما أكد على حاجة الإنسان وفقا لطبيعته إلى من ينصفه فيقدر عمله وجهده واسهاماته في العمل الوطني, وهو مما نحتاجه جميعا اليوم وغدا (( يسرني ما قرأته .. وأشكر لك اهتمامك كتابة مسيرة المجلس .. )) (( شكرا لكم على مقالكم في جريدة الوطن وعلى ما عبرتم عنه تجاهنا ... )). (( وقد أبحرت معك في ذكرياتك الجميلة فأنصفت وأجملت وتبقى الذكريات الطيبة تتناقلها الأجيال كما قال الشاعر ... )) (( مقال رائع ... سلمت يدك ... استحضرت من خلاله بعض الذكريات الجميلة ... )) , (( على تجلجل الآذان في الفليج أنهي قراءة ما خطته أناملك وفاضت به قريحتك صدقا وإخلاصا , كأنني فعلا بين أروقة وقاعات المجلس بالسيب وأمام نسيج أعضائه وعديد موظفيه .... , (( شكرا لك سعيك وجهودك في كشف اللثام على كثير من الممارسات وترسيخ قيم وتقاليد العمل البرلماني واقعا وطموحا ... )) .
• إن تلك الأسماء اللامعة, ما زالت تحتفظ بالنشاط والحيوية بحسب ما تضمنه حديثها ومناقشاتها وما جاء في رسائل البعض تجاوبا مع سلسلة المقالات المنشورة, وما زالت تعمل في مواقع مختلفة وفي مجالات وقطاعات متنوعة, وتساهم بطرق متعددة في العمل الوطني وفي خدمة مجتمعها, وتحمل الكثير من الود والوفاء لهذا الوطن وقائده ومجتمعه, وتمتلك من الكفاءة وسعة الأفق والرؤية العميقة وتنوع الخبرات وقيم المواطنة, ما يؤهلها للقيام بأدوار وطنية متعددة في تقديم الرأي الأصيل وتحليل وتشخيص أحوال المجتمع والقدرة على الحوار والاقناع وتهدئة الخواطر, وذكرتني هذه الأسماء وما استخلصته من مناقشاتي مع بعضها بالرأي الذي طرحه أحد الاخوة المتضمن إقامة هيئة حكماء تقدم مقترحاتها وآراءها إلى المقام السامي في كل ما يتعلق بشئون الوطن خاصة مع الظروف والأحداث التي تمر بها البلاد ومحيطها الإقليمي وتحديات العصر ومتطلباته, وما أحرى بهذه الأسماء ومن في مصافها وخبراتها وهم كثر لأن تكون في هذه الهيئة, ولأن يستفاد منها في القيام بمسئوليات وأعمال أخرى كما يحدث في بلدان كثيرة استثمرت خبراتها في مهام عمل وطنية.
• إن الحياة كما قيل ( مدرسة) تستحق بعض محطاتها ومواقفها وأحداثها وشخوصها ومساراتها أن ترصد وتوثق وتقدم للأجيال للاستفادة من دروسها وخبراتها ومن النتائج والقراءات والملاحظات والآراء التي يستخلصها الكاتب من رصده وكتاباته.. وهي مما يمكن الاستفادة منه في كتابة التاريخ والسير وإجراء المقارنات ورصد التبدلات والتغيرات التي تحدث في المجتمع, هذه الكلمات الموجزة مما استخلصته من بعض الرسائل والمكالمات التي استقبلتها, ومن ذلك التشجيع وصيغ الامتنان والتقدير والود التي وجدتها من قبل أولئك الذين تواصلوا بشكل مباشر أو من خلال الاتصال والرسائل , ما (( خطه قلمك جزء من تاريخ المجلس بل من تاريخ عمان .. فأقترح التوسع فيه وتوثيقه في كتاب يتناسب مع تاريخ تلك الفترات .. ليكون وثيقة تاريخية لم يتطرق لها أحد مسبقا .. )) , (( السلام والاكرام أخي سعود لك التحيات الخالصة .. تسعدني حلقاتك الرائعة التي تسرد تاريخ المجلس في قالب أدبي رائع .. بكل أمانة أنت شاهد على تاريخ المجلس وارهاصاته ومراحل تطوره وشخوصه وتحدياته .. )) , (( ... ما أتمناه منك حقا ألا يقف هذا العمل عند هذه النقطة عليك أن تسعى لإصداره وتوثيقه في كتاب مع الصور ... )) .
• إن هذا النوع من المواضيع وكما أكده أكثر من متصل ومتحدث معي بشأنها, والتي خرجت في عدد من المقالات, واستعراض مسيرة عمل وطني والتطرق بهذا الأسلوب إلى أطرافه المختلفة ومواقفه ونتائجه وآثاره ومساراته ومجالاته المتعددة, والتوصل إلى بعض الخلاصات والنتائج والرؤى, تعتبر فكرة جديدة و((رائعة)) كما وصفها أحد المسئولين, خصوصا وأنت (( تستعرض سماتها وخصائصها وتوجهاتها في بضع كلمات)) وتعبر عن (( الوفاء والصفاء والمودة )) لتلك المرحلة وأشخاصها بما في ذلك المكان الذي احتضن العمل الشوروي لثلاثة عقود من الزمن, و(( ابتعدت عن التكلف والتزلف )) كما وصفها آخرون , لأنها قدمت شهادات لأشخاص معظمهم لم يعودوا في موقع المسئولية والنفوذ, (( قرأت مقالك عن مجلس الشورى ما شاء الله مقال طويل بس ممتع والغريبة أنك حافظ لكل رؤساء المجلس ونوابهم وبعض الأعضاء وطبائعهم وسماتهم)). (( رائعة جدا مقالاتك .. أي شيء فيه محاسن الناس ومناقبهم والتغاضي عن سلبياتهم يؤدي إلى الألفة والمحبة وصفاء القلوب وترابطها ... مقالك جميل جدا لأنه أظهر المحاسن وترك السلبيات ... )).
• لقد شكلت تلك المقالات حلقة وصل بين الأشخاص الذين جمعهم العمل الشوروي بمختلف مستوياتهم العمرية والوظيفية والثقافية, وأعادت مستوى علاقة البعض إلى ما كانت عليه , وبادرت شخصيات منهم في الاتصال والسؤال عن زملائهم السابقين , وترحمت الألسن على من غيبهم الموت وتضرعت بالدعاء بالشفاء إلى من يعانون آلآم المرض وأوجاعه . لقد (( ذكرتني مقالاتك بأصدقاء أعزاء لم ألتق بهم من فترة ... )) ,(( قمت بعد قراءة المقال بإجراء اتصال بأشخاص تعرفت عليهم في المجلس ... )) , (( رحم الله أولئك الزملاء الذين استعرضهم مقالك, فشكرا لك على ذلك .. )).
• لقد امتلكتني السعادة والغبطة لعدة أسابيع وأنا أجد ذلك التواصل الأخوي وذلك التفاعل الإيجابي والشعور الإنساني الذي فاضت به الكلمات كما تضيف المياه العذبة من السواقي, والتعبير عن الود والتأثر بما تضمنته المقالات من وفاء لـ (( عقود من العمل والذكريات الجميلة )), فلا يسعني في هذا المقام إلا أن أقدم جزيل شكري وتقديري وودي وامتناني لجريدة الوطن التي ساندتني وفتحت لي صفحاتها للتعبير عن آرائي, وقدمتني إلى قرائها تحت تصنيف (( كاتب)) وأنا لم أبلغ بعد هذا الشرف, وأخص بالشكر اخوة يعملون في الليل والنهار لتظهر الجريدة فجر اليوم الآخر جاهزة للقراءة بما تتضمنه من مادة صحفية غنية ومتنوعة في أخبارها وتحليلها للأحداث وآراء كتابها وملاحقها الثقافية والاقتصادية والمجتمعية.