[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
في وقت مبكر تأثر اصحاب القرار في البيت الأبيض بتطورات الأحداث في العراق خاصة بعد ازدياد الخسائر واتساع رقعة المقاومة في العراق، فقد شهدت الإدارة الأميركية ومؤسساتها نقاشات حادة حول اسباب غزو العراق وعدم العثور على اسلحة دمار شامل، في الوقت ذاته يتوالى وصول جثامين القتلى من القوات الأميركية إلى اهلهم وذويهم في العديد من الولايات الأميركية، ووسط الضغوطات الشعبية والرسمية خرج بوش بتبرير هزيل، عندما قال في ذات الخطاب الأسبوعي، أعتقد بأن مواقع اسلحة الدمار الشامل العراقية قد تعرضت إلى النهب في الأيام الأخيرة لحكم صدام حسين. ويتفق الخبراء والمراقبون، أن سبب الانتقادات الواسعة والجدل المتواصل في الشارع الأميركي وانعكاسه على إدارة الرئيس جورج بوش، لم يكن بهذا الحجم لولا بروز المقاومة العراقية، التي نقلت صور الحرب من الشارع العراقي بمواصلة هجماتها وتصعيدها بفترة قياسية ضد القوات الأميركية والبريطانية، إلى الحياة اليومية في كل من الولايات المتحده وبريطانيا.
إن ازدياد الخسائر البشريه بين صفوف قواتهم وعدم قدرتها على كبح جماح المقاومين العراقيين، قد أعطى اشارات واضحة عن مستقبل خطير يهدد هذه القوات، إضافة إلى الخسائر المادية الباهظة التي تتكبدها الخزينة الأميركية والانعكاسات السلبية على دافعي الضرائب الذين تحولوا إلى دافعي (دم) في العراق وهو ما لم يخطر ببال أحد من الأميركيين خلال استحضارات الغزو أواخر عام 2002 وبداية عام 2003 حيث بدأ الغزو الأميركي- البريطاني.
ازداد اهتمام وسائل الإعلام الأميركية بالشأن العراقي، وأرسلت الكثير من الصحف والفضائيات مراسلين إلى بغداد ومدن عراقية اخرى، وكان جُل اهتمام هؤلاء، ينصب على متابعة ظاهرة المقاومة العراقية وبروزها بالشكل الذي وصلت إليه خلال مدة قياسية، وفي نهاية الأسبوع الثالث من حزيران- يونيو 2003، نشرت العديد من الصحف الأميركية تقارير وتحليلات ومعلومات مستقاة من قادة عسكريين ميدانيين في العراق وخبراء في وكالة المخابرات المركزية ومراقبين وعسكريين متقاعدين، اجمعوا فيها على "لا يبدو أن العمليات الجاريه ضد قواتهم في العراق هي تحت سيطرة مركزية لقائد واحد أو مجموعة واحدة".
بدون شك، إن هذا التحليل كان صائبا، فقد أكدت هذه الحقيقة الأشهر والسنوات اللاحقة من زمن الاحتلال، إذ ظهرت عشرات الفصائل والكتائب والجيوش المقاومة للاحتلال الأميركي، والتي إن اختلفت في العناوين والتوجهات، لكنها اتفقت جميعا على مقاومة المحتلين والعمل بقوة واصرار على طردهم.
شهد يوم الاثنين (22 حزيران/يونيو 2003) اطلاق تصريحات على درجة عالية من الأهمية، ففي معسكر الدوحة، نقل صحفيون أميركيون، هم مايكل غوردون ودوغلاس جيهل ودانييل وليامز من صحف واشنطن بوست ونيويورك تايمز إضافة إلى عدد من المراسلين تصريحات الميجر جنرال ويليام وبستر نائب امر قيادة القوات البرية الأميركية قال فيها: إن ما هو متميز حاليا هو أن المقاتلين الأجانب مستمرون في لعب دور فعال داخل العراق، وهم مستمرون بالانضمام للمقاومة ضد الأميركيين مقابل نقود. وتعكس الجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف درجة عالية من التنظيم وراء عمليات المقاومة للوجود الأميركي في العراق.
وقال مسؤول عسكري أميركي في واشنطن، إن هدف المقاومة هو"كسر إرادتنا وإقناعنا بتبني استراتيجية الانسحاب".
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إنه"وقعت 131 معركة كان الأميركيون طرفا فيها، وتشكل المعارك التي بدأها الأميركيون انفسهم 40% منها، واغلبها وقعت في أو بالقرب من الفلوجة وبلد وبعقوبة. وقال مسؤول دفاعي كبير "هناك عدد من المقاتلين الاجانب داخل العراق اكبر مما كنا نظن".
قبل يوم واحد من تلك التصريحات التي اطلقها قادة عسكريون من اكثر من مكان، اعترف الجيش الأميركي بمقتل احد جنوده في بغداد، هو (O. renthial j.smitH) يبلغ من العمر 21 سنة، وقال البيان إنه قتل اثناء معركة دون اعطاء المزيد من التفاصيل.