من بعيدٍ أرقبك ..أعاتب الليل مع عتابي لك ، أي عطر ليلي النفاذ هذا الذي فاح من قسمات صدرك، وانبعث من جانب بلور نحرك..يناديني يا حبيبتي فأرد لكن هل تسمعين ردي وبياني؟؟..
وهل أنت معي هذه الساعة بين شهيقي وزفيري تطوقين بذراعيك رقبتي ، ثم تمسكين من يدي القلم تقبلينه لأنه كان لصيق يدي؟؟
هل زاحمتني على مقعد جلوسي في مكتبي وأنا مشدود مشدوهٌ أشتري بعمري كل كلمات الغرام لك ، وكل عبارات الوجد الشارحة لي ولك شأني وشأنك؟؟
أنا الآن أعيشك حلماً مفصل الأدوار، متعدد الوجهات..أرانا... والليل كأم حانية تقص علينا من أساطير الماضي أحلى حكايات الحب، وأنا وأنت مطرقان نافران ، طائران ما بين الحاضر والماضي ثنائية في أحاد، وأحاد في ازدواج أحادي القلب ..أنا وأنتِ منهومان في النظر إلينا، كلما نظرت إليك رأيتك غائبة فيّ في متاهة لا ترجو رجعة ولا عودة، متاهة أنت من طلبتِ إبهامها، وتوسلت إلي أن أعمقك فيها ثم أقفل الباب وأضيع المفتاح في قاع بحر لا سبيل ٌإلى قراره...
ونحن والليل، والحب، نشكل حزمة من نور متقد لو أبرق على الدنيا لحوّل عداءها حباً...وأنا وأنت، والليل ، والحب، أهزوجة السعادة غناها الحزن فصفق في كفيه الفرح....ليلة حب تغشاك، وتسكنك يا روحي.

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]