[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
ليس بعيدا عن الحلة وبين بغداد والبصرة، حصلت معركة شرسة بين المقاومين العراقيين ودورية أميركية في مدينة النجف يوم الخميس المصادف (26 يوينو-/حزيران 2003) وأعلن ضابط أميركي، أن جنديا أميركيا قُتل في هجوم استهدف وحدة مشاة البحرية الأميركية في مدينة الكوفة قرب النجف على بعد130 كم جنوب بغداد، وقال الميجر ريك هال، من الفوج الثالث للكتيبة السابعة لمشاة البحرية من بلدة الكوفة، أن الجنود الأميركيين كانوا يقومون بدورية مع الشرطة العراقية عندما هاجمهم مسلحون، وفي وقت لاحق ذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن القتيل هو (Richard P.Orengo) يبلغ من العمر32 عاما، وهو من بورتريكو في الولايات المتحدة وقد انخرط في الخدمة منذ عام 1996.
ليلة السبت على يوم الاحد المصادف27/يونيو/2003، هاجم المقاومون العراقيون المقر العام للقوات الأميركية في مدينة الفلوجة (60كم غرب بغداد)، ونقلت وكالات الأنباء العالمية عن شهود عيان من ابناء المدينة، أن المهاجمين اطلقوا قذائف (ار بي جي) المضادة للدبابات على بناية مركز الشرطة حيث يتمركز الجنود الأميركيون. وبعد سماع دوي الانفجارات الناجمة عن الهجمات شاهد الاهالي مروحيات تحوم في سماء الفلوجة في محاولة للوصول إلى المقاومين الذين نفذوا الهجوم.
في بداية الأسبوع الأخير من شهر حزيران- يونيو2003، تداول العراقيون في قضاء بلد (80 كم شمالي بغداد) أخبار قصة اختطاف عربة هامفي للقوات الأميركية، وقال شهود عيان إن دورية للقوات الأميركية تعرضت لهجوم نفذه مقاومون في منطقة (سيد غريب) قرب قضاء بلد، وسارعت عربات الدورية بالهروب من المكان في حين استولى المقاومون على احدى العربات، وتحدثوا عن وجود عدد من الجنود داخل الهامفي، وتسربت معلومات عن اثنين من الجنود الأميركيين كانوا يستقلون العربة، التي كانت تسير في اخر قافلة مؤلفة من خمس عربات، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم في حينه، وتم اختطاف الجنديين الأميركيين مع عربتهما يوم الاربعاء المصادف (25 يونيو/حزيران 2003)، وقامت طائرات هليكوبتر هجومية أميركية نوع اباتشي، بعمليات بحث مكثفة في المنطقة التي تقع شمال غرب بغداد للعثور على الجنديين، وقالت وكالات الأنباء في تغطيتها لاختطاف الجنديين الأميركيين، إن منطقة بلد قد تحولت في الاسابيع الاخيرة إلى مسرح لعمليات أميركية تهدف إلى وضع حد للهجمات التي تشنها المقاومة العراقية.
في تلك الاثناء، أعلن ضابط أميركي أن العربة المدرعة للجنديين الأميركيين المفقودين قرب بلد، قد تم رصدها في بغداد، وقد تستخدم لشن هجوم ضد القوات الأميركية. وأعلن الميجر روبرت توينر أن الجنديين خطفا الاربعاء (25/6/2003) على بعد عشرين كيلومترا جنوب بلد. ولم يصدر أي توضيح من الجيش الأميركي عن مصير العربة، وما هو مصدر معلومات الجيش الأميركي عن وجودها في العاصمة العراقية.
وكانت اذاعة (البي بي سي) اول من أعلن خبر اختفاء الجنديين الأميركيين (تقرير موفدة الإذاعة البريطانية نجلاء العمري إلى العراق بتاريخ 25 يونيو/ حزيران 2003).
واوردت المراسلة أن اجواء المنطقة كانت مغبرة جدا بسبب عاصفة ترابية قوية ضربت المنطقة في يوم اختطاف الجنديين الأميركيين مع عربتهما الهامفي، الأمر الذي نفاه السكان بالمطلق في أحاديث عديدة لكاتب هذه السطور في الايام القليلة اللاحقة، كما أن مراجعة تقارير الاحوال الجوية العراقية تثبت ذلك وتؤكد عدم دقة المعلومات التي أوردتها مراسلة إذاعة البي بي سي.
في يوم السبت (28/يونيو/2003) اعلنت القوات الأميركية العثور على جثتي الجنديين الأميركيين المفقودين بالعراق، وقال متحدث عسكري أميركي، أنه قد تم العثور على جثتي الجنديين دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
وفي بحثنا عن قتلى الجيش الأميركي في تلك الأيام، لم نعثر على اسماء الجنديين في الموقع الإلكتروني الخاص بقتلى الجيش الأميركي في العراق.