حاملة طائرات أميركية إلى الخليج وإيران تعرض المساعدة وتحذير عربي من حرب أهلية
بغداد ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
بدأت القوات العراقية بشن هجمات مضادة على مسلحي ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وتمكنت حتى إعداد الخبر من استعادة ثلاث نواح في محافظة صلاح الدين ونجحت في صد زحف المسلحين في ديالي المجاورة، فيما لبى آلاف العراقيين الدعوات بالتطوع لحمل السلاح في حين أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى الخليج كما عرضت إيران تقديم المساعدة في الوقت الذي حذرت فيه جامعة الدول العربية من انزلاق العراق لحرب أهلية.
وأعلن رئيس الوزراء نوري المالكي أن الحكومة منحته "صلاحيات غير محدودة" بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بينما أكدت السلطات في بغداد أن العاصمة تشهد عمليات استباقية.
كما قال الفريق الركن صباح الفتلاوي قائد عمليات سامراء (110 كلم شمال بغداد) إن "القوات العراقية استعادت السيطرة على ناحية الاسحاقي " والتي تقع على بعد حوالي 20 كلم إلى الجنوب من سامراء.
وأكد ضابط برتبة عقيد في شرطة صلاح الدين سيطرة القوات العراقية على الناحية، مشيرا إلى أن "القوات العراقية سيطرت أيضا على الطريق الرئيسي بين بغداد وسامراء"، بينما أعلن ضابط برتبة مقدم العثور في الاسحاقي على 12 جثة محترقة تعود لعناصر في الشرطة.
وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر أمنية أن القوات العراقية تمكنت من استعادة السيطرة على ناحية المعتصم التي تقع في المنطقة الجغرافية ذاتها.
وجاءت استعادة السيطرة على هاتين الناحيتين بعد ساعات قليلة من قيام عناصر من الشرطة بمساعدة السكان بطرد مسلحي (داعش) الذين يسيطرون مع جماعات مسلحة أخرى منذ مساء الاثنين على مناطق واسعة من شمال العراق، من ناحية الضلوعية القريبة.
وفي وقت سابق أمس، أعلن ضابط برتبة عقيد في الجيش في سامراء لفرانس برس أن القوات العراقية في المدينة "تستعد للتحرك باتجاه تكريت" (160 كلم شمال بغداد) وقضاءي الدور الواقع بين تكريت وسامراء، وبيجي (40 كلم شمال تكريت).
وفي محافظة ديالى، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن "قوات الجيش العراقي تسيطر بشكل كامل على ناحية المقدادية" الواقعة شمال شرق بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، بعدما تمكنت من صد هجمات المسلحين التي تواصلت ليومين.
ولا يزال المسلحون يتواجدون في بعض مناطق المحافظة الواقعة شمال شرق بغداد، بينها احياء في ناحية السعدية المتنازع عليها بين العرب والأكراد وأحياء في جلولاء المجاورة على بعد حوالى 150 كلم من بغداد.
إلى ذلك أمرت الولايات المتحدة بإرسال حاملة الطائرات "يو اس اس جورج بوش" الى الخليج بسبب الأزمة في العراق كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية.
وقال الناطق باسم البنتاجون جون كيربي إن الأمر الذي أصدره وزير الدفاع تشاك هيجل "سيعطي القائد الأعلى مرونة أكبر في حال تطلب الأمر شن عملية عسكرية أميركية لحماية أرواح أميركيين ومواطنين ومصالحنا في العراق".
كما أعربت إيران عن استعدادها لتوفير مساعدة عسكرية من دون استبعاد تعاون مع الولايات المتحدة لكنها في الوقت الراهن ترفض التدخل في المعارك.
وأعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت عن "قلق" قادة طهران من زحف مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في شمال وشرق العراق موضحا ان "هناك فرقا بين المساعدة والتدخل".
وقال روحاني في مؤتمر صحفي إن "تدخل القوات الإيرانية" ليس واردا، نافيا معلومات حول انتشار قوات على الأراضي العراقية لكنه تدارك في الوقت نفسه "من الممكن أن يطلبوا منا المشورة لقتال الإرهاب".
وقال روحاني إن "العراقيين يستطيعون صد الإرهاب بأنفسهم، إنهم قادرون على تسوية المشكلة لا سيما بفضل فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني الذي دعا العراقيين الى اشهار السلاح".
من جانبه يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا اليوم على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات الوضع في العراق.
وحذر السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية من من إمكانية أن تحول الأحداث التي تشهدها العراق إلى حرب أهلية على أسس طائفية.
واعتبر ان ذلك لو حدث ستكون له آثارها الإقليمية الخطيرة وهو ما يستوجب موقفا عربيا واضحا ومحددا لمساعدة العراق على تجاوز هذه المخاطر.
وفي السياق ذاته عاد إلى القاهرة مساء أمس السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية قادما من العراق بعد زيارة استغرقت يومين التقى خلالها مع عدد من كبار المسئولين .
وصرحت مصادر مطلعة كانت في استقبال كامل الذى وصل للقاهرة من العراق عن طريق اسطنبول بأن مساعد وزير الخارجية سيقدم تقريرا لوزير الخارجية نبيل فهمى حول نتائج زيارته للعراق وتقييمه للأوضاع هناك، حيث التقى هناك مع كبار المسئولين العراقيين وممثلي القوى السياسية وبحث معهم سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات
على الساحة الإقليمية.
وأكد " كامل " خلال لقاءاته على اهتمام مصر بالوضع في العراق وحرصها على الحفاظ على الدولة العراقية وعلى سيادتها ووحدة أراضيها ودعوتها لكافة القوى السياسية والمجتمعية في العراق لحل الخلافات فيما بينها لبناء دولة عراقية قوية جامعة لكل أبنائها لكى يتسنى لها مواجهة قوى التطرف وصيانة مفهوم الدولة القومية في العراق.