[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tarekashkar.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق أشقر [/author]

حظيت السلطنة بطبيعة متنوعة في تضاريسها وسهولها وبعض التباين في مناخها، فأكسبها ذلك التنوع مكانة سياحية مرموقة فأصبحت بذلك من مواقع الجذب السياحي العالمي لما تزخر به من مكنونات سياحية تتسق ومختلف الحزم والتقسيمات السياحية كسياحة المواقع الطبيعية، والسياحة التاريخية التراثية.
كما للسلطنة أن تفخر بما أسماه المراقبون بمفهوم سياحة النهضة التنموية، الذي يمكن أن تكون السلطنة منطلقاً له كونها بدأت مسيرتها التنموية من حيث توقف الآخرون وبوتيرة متسارعة تستحق التضمين في البرامج السياحية، إذ سيكون لهذا النوع رواده خصوصا من المهتمين بدراسة أنماط تطور الشعوب، حيث تحققت تلك الطفرات دون إهمال لما للبلاد من موروث حضاري يعتبر هو الآخرمرتكزاً أساسيا في مفهوم السياحة التاريخية ، فضلا عن سياحة المؤتمرات التي شهدت نشاطا في الآونة الأخيرة.
ولأهمية السياحة في عملية تنويع مصادر الدخل ، فقد وجد القطاع اهتماماً واسعاً وكبيراً من مختلف الجهات الرسمية المعنية كل حسب مجاله، حيث سهلت مشاريع البنية التحتية العملاقة من طرق وجسور ومطارات وخدمات اتصال الوصول السريع والآمن والسهل إلى المواقع السياحية .
كما ساعدت عمليات إنشاء الفنادق الراقية ذات التصنيف العالمي والعمل الجاد والمقدر الهادف لتوسيع السعة الاستيعابية للقطاع الفندقي وما يصاحبه من برامج ذات علاقة بالسياحة ، ساعدت هي الأخرى على تعزيز عمليات التفويج السياحي إلى مختلف المناطق السياحية بالسلطنة.
وفي الإطار نفسه عملت برامج صون وتطوير المواقع السياحية والمحافظة على معالم الجذب السياحي وتوفير الخدمات التي تلبي احتياجات السياح ، والحرص على توظيف صناعة السياحة كمصدر من مصادر الدخل دون الإخلال بالبيئة أو بالتركيبة الثقافية والاجتماعية ، ساهمت بوضوح في التأصيل لمفهوم السياحة كعامل داعم لنمو اقتصاد البلاد. كما نجحت المهرجانات السياحية بمختلف مسمياتها وبرامجها في تفعيل السياحة في مختلف ربوع البلاد، فرسخت في أذهان الكثير من المهتمين بالسياحة من داخل وخارج البلاد، غير أن جنان السلطنة الطبيعية مازالت بكراً وتضم بين جنباتها الكثير من الحنو والروعة والترحاب، فضلا عن أصالة كرم الضيافة الذي يسع للترحيب بأكثر كثيرا ممن زار مواقع البلاد السياحية حتى الآن.
ولذلك ورغم ما تم اتخاذه وتنفيذه من برامج ترويج سياحي يشهد لها الجميع بالنجاح الذي أسهم في لفت أنظار السائح الأجنبي إلى السلطنة كأحد أهم مراكز الجذب السياحي في العالم ، إلا أن المكنون السياحي للسلطنة الغني بالمقومات السياحية ما زال في حاجة إلى المزيد من الترويج والتسويق السياحي خصوصا في مجال تعزيز مفهوم السياحة الداخلية لدى المواطن والمقيم.
كما أن قطاع عريض من المواطنين ، والوافدين في حاجة للتعرف عبر وسائل التسويق السياحي المختلفة ، على ما تنعم به السلطنة من مواقع سياحية طبيعية كالشواطئ والسواحل والمحميات الطبيعية ، والصحاري والكثبان والرملية والأودية والعيون المائية بمختلف أنواعها ودرجات حراراتها وفوائدها العلاجية ، في حين أن الكثير جداً من الوافدين وقطاع ليس بالصغير من الشباب في حاجة أن تعمل بينهم أدوات التسويق السياحي المتخصصة لتوسع مداركهم بما تحوي السلطنة من مواقع سياحة تاريخية وأثرية جاذبة .
ولا غرابة في أن تسعى السلطنة للتسويق لتجربتها التنموية كتجربة رائدة حري بالمهتمين الاطلاع عليها ، كونها تمكنت عبر حقبة زمنية قصيرة لا تتعدى النصف قرن من الزمان أو أقل قليلا من بناء دولة عصرية استطاعت أن تحقق معدلات عالية في التنمية الاقتصادية والبشرية والرعاية الصحية وغيرها ، فهي ضمن الدول الأولى عالميا في الرعاية الصحية وفي تنمية الموارد البشرية ، وذات مراتب عليا ومتقدمة في كثير من المجالات، فهي إنجازات جديرة بتضمينها في برامج التسويق السياحي لتمكين الدارسين من الاطلاع عليها، وذلك ممكن عبر التسويق الممنهج والتوسع في كل ما تم اتخاذه في هذا الصدد .
إن التسويق السياحي القائم على ضرورة الاستفادة القصوى من مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات يمكنه أن يدفع المزيد من الأفواج السياحية من الداخل العماني تجاه الكثير من الشواطئ العمانية الغناء ، والدفع أيضا بشركات تنظيم الرحلات والتفويج على التوسع في تنظيم رحلات منتظمة للمواطنين والمقيمين جنبا إلى جنب الأفواج السياحية المتزايدة القادمة من الخارج وذلك إلى مختلف المواقع السياحية بالبلاد ، حيث بالإمكان تفويج السياح من الداخل العماني في اتجاه الشواطئ الداخلية والجزر الصخرية القريبة من السواحل وغيرها ، وبذلك يمكن تفعيل السياحة الداخلية بقدر أوسع من أجل الاستفادة القصوى من الإمكانيات السياحية للبلاد .
وعليه تظل الجهود المقدرة التي بذلتها ومازالت تبذلها الجهات المختصة للترويج للسياحة بعمان هي دائما محل تقدير ومحققة للكثير من النجاحات المتوقعة .

طارق أشقر
من أسرة تحرير الوطن
[email protected]