[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]

سوف تتذكر الأجيال أن تنظيما إرهابيا اسمه"داعش"مر على هذه الدنيا وحط رحاله هنا وهناك وهنالك ... رسم فوق الأرض لوحة دموية كانت قد مرت على المنطقة. لكن الخوف، من أن تتغير الأجيال ولا ينتهي هذا التنظيم المفبرك أميركيا وإسرائيليا والمشغول بعناية عربية وتركية.
حين سقطت الموصل العراقية بيد تشكيل القوات العراقية، كان لاتزال أطراف أخرى في العراق تتبع لهذا التنظيم وتتأثر به. وهنالك على الأرض السورية امتداد له، وفي لبنان أيضا. وهكذا بدأالبحث عن المكان الجديد الذي ظهرت نهاياته على الخارطة قبل أن ينتهي في الواقع.
ظهر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ليقول إنها المرة الأخيرة التي سيتحدث فيها عن إرهاب يملأ منطقة جرود عرسال بزعامة"النصرة" ويتمدد صعودا بيد"داعش". فهم من كلام نصرالله أن معركة جاهزة ستبدأ إن لم تنجح الوساطات بنقل المسلحين خارج تلك الأرض. لكن لا إسرائيل ولا الأميركي ظن تهديد نصرالله حقيقيا.
وفي صبح مليح كانت الأرض تهتز تحت ضربات حزب الله لينتهي وجود "النصرة"بما لم يكن متوقعا، ليكون ذلك إشارة قوية إلى"داعش"بأن يتدبر أمره، إما سلما أو حربا. وفي حقيقة الأمر، فإنه تجري مفاوضات لإخراج المنطقة من أية معركة سوف تحصل إن عاجلا أو آجلا ، وأما المطلوب من هذا التنظيم فهو الخروج بعد أن وضع الجيش اللبناني هذه المرة خطة الوثوب عليه وعندها لن يكون أمامه سوى الاندحار بالقوة.
حتى الآن لايبدو أن التنظيم الإرهابي يصغي للنداءات، خصوصا وأن الجيش اللبناني بمؤازرة حزب الله لن يكون أمامهما وقت طويل بانتظار الرد على مد اليد سلما. هنالك مدة زمنية يضعها الجيش عادة، فيكون استنفاره مرتبطا بتوقيت لايمكن تجاوزه لأسباب لوجستية. ثم على هذا التنظيم أن يعرف ويعي أنه حان وقت تنظيف حدود لبنان وسوريا، وأن هذا الأمر مرتبط بعدة عوامل سورية بالدرجة الأولى، ولبنانية أيضا.
كل المؤشرات حتى الآن أن المعركة هي المتوقعة، فهذا التنظيم يسعى دائما للقتال، ولديه قوة ضاربة فيه، كما أن سلاحه أقوى بكثير من"النصرة " إضافة إلى الأعداد البشرية، والمعلوم أن عددا إضافيا منه دخل من جديد إلى المنطقة ضمن احتمالات الحرب، فهو إن سقط هذه المرة لن يكون له مكان سوى الخروج إلى إدلب كما هو الاتفاق مع"النصرة"وفي إدلب سيدور صراع بينه وبين قوى مختلفة، كونه لاينسجم مع شتى التنظيمات لأسباب عقائدية وطقوسية أيضا.
وكانت بعض المعلومات قد أكدت أن هذا التنظيم بدأ مفاوضاته مع اللبنانيين بموضوع الانتقال إلى منطقة دير الزور، حيث قوة منه هناك لاتزال عالقة في شباك الجيش العربي السوري.
في كل الأحوال، الكل متأهب على سلاحه، والمعركة بين الجيش اللبناني و"داعش صارت واقعة مائة بالمائة ولسوف تكون حاسمة لجهة نتائجها، فخطة الجيش كسر التنظيم بغية إخراجه من المنطقة كما قلنا وضمن معادلات سياسية جديدة أكثر من طارئة على المنطقة.
لوحة جديدة سترسم على الحدود اللبنانية السورية، والجيش اللبناني الباسل والمقدام ستكون مناسبة له لتحقيق أكثر من هدف في معركته الكبرى المنتظرة.