قدمها الناقد حيدر عبد الرضا في كتاب

مسقط ـ الوطن:
صدر للكاتب حيدر عبد الرضا كتاب نقدي يحمل عنوان قراءة في عوالم شعرية عبد الرزاق الربيعي.هذا الكتاب يقترب من عالم الشعر ومساراته مع الشاعر الربيعي، فيشير الكاتب والناقد حيدر عبد الرضا ان تجربة الشاعر عبد الرزاق الربيعي محكومة دائما في منبعها الشعوري والنفسي والتكويني
والأسلوبي بمرجعية المادة القرآنية والتأريخية والأسطورية والحكاية الشعبية الموروثة، غير أنها في الوقت نفسه في كافة جموحاتها وجنوحاتها وشفراتها ومشاهدها وإلهاماتها
وزواياها، أخذت تقدم لذاتها وللقراءة شكلا كيفيا ما صار يرتبط وحدود التجربة الحداثوية في كافة أسئلتها وهمومها في آتون البحث عن طريقة ما للكشف الدلالي كوجه من شأنه أن ينسج علاقات وحالات ومواقف الخطاب الشعري بموجب مداليل عميقة التوكيد والسلامة الشاعرية، لتستعيد خوضها في كل مرة في اختراقية بنية الآخر ومدلوله
وموقعية نشوة رؤية الذات الشاعرة في فضاءات لائحة المصدر ويافطة المحاكاة وخلفية المثاقفة إضافة إلى تنويعة الاستفادة من تلك المرجعيات الحفرية.
ويؤكد عبد الرضا إن القارىء لعوالم دراسة مقالاتنا ومباحثنا في هذا الكتاب المبسط لربما سوف يواجه ثمة كشف شبه واضح في طرائق نمطية الإجرائية البحثية، ولكننا أردنا بهذه الأدوات الإجرائية تحديدا إظهار وإيضاح كيفية شرطية تعاملات وقصديات وموحيات قصيدة الشاعر مع ثقافة المصدر والمرجعية في تشكيل مناصاته الشعرية، بيد أن اللغة التي قام بكتابتها كاتب هذه السطور هي بحد ذاتها ما كان يتطلبها الشكل البحثوي نفسه في التعامل مع تلك الحالات المعرفية الشعرية المرجعية لدى الشاعر الربيعي ، فلا يجوز أن تكون لغة الكلام المقالية في مثل هكذا نوعية قراءات ومباحث، أي بمعنى ما أن يتوفر المقال على لغة سلسة أو تقريرية أو وصفية أو تعليقية مثلا؛ بل العكس من هذا تماما. إن طبيعة فضاءات قصائد الشاعر تتطلب من الباحث فيها استخدام تراكيب مفردية ومصطلحية ومفهومية ومعيارية تبدو أكثر دقة وهي تسلط المزيد من الضوء على مستويات البنيانية الجمالية في النص لدى الشاعر الذي كان يوزع ذاته الأسلوبية
والموضوعية ما بين جذور موضوعة للنص المرجعي وبين تجربة الشاعر الذاتية والزمكانية.
وحول السبب الذي دفع بالكاتب لتناول تجربة الربيعي يشير: في الحقيقة إن الذي دفعني إلى اختيار تجربة عبد الرزاق الربيعي تحديدا كنموذج دراسي مستقل في مشروع كتاب، هو عشقي وحده لمكوناته التداخلية والظاهرية بين نمذجة الذات الشعرية وبين موضوعية تكوين العلاقة الخاصة بمقصودات الواقعة الشعرية في مجالات المرجعية
ورموزها وعلاماتها وانثيالاتها التي راحت تتجلى لنا في صور قصائد الشاعر وكأنها مخطوطة (انثيال تأملي) يدخره العقل الباطن في تجربة توثيق البعد المرجعي والفكري للمحمول الانعكاسي الفائض من أفق المرجع وعلاقاته العضوية بمحددات الإضافة والخروج، إن القارىء لمشروع مقالات ومباحث كتابنا الموسوم (القصيدة بين مرجعية الذات وحداثة المحتمل النصي) لربما لا يتعارض مع واقع صوت المرجع من جهة ما ولا من جهة خصوصية تصورات النص نفسه؛ بل بالعكس فإنها عنونة تضفي حالة من مسموحية بأن ذات الشاعر الخاصة تسمح في تعاملها مع النصوص المقدسة والتأريخية، أو أراجيز الحكايا الشعبية؛ بل إنها كانت تسهم في الوقت نفسه في إعادة صياغة وتحريك الأشياء بموجب مؤشر معرفية ذاتية خاصة من جهة الشاعر نفسه، كما وبالتالي تبقى حداثة المحتمل النصي في أسئلة الشاعر النصية، كحالة من حالات معطيات محسوسية المعالجة الزمنية والشعرية وتحولاتها الخالقية في صنيع تفاصيل حكاية القصائد كزيادة حيوية لا تقترن وحدود الاستجابة الحقيقية في خطاب الواقعة الشعرية كفعل خارجي حصرا.