[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
خلاصة احداث العراق التي لن تنتهي، ان يظل على وحدة رغم ان الشكل القريب له انه منقسم على ذاته .. فمن يستمع إلى احاديث التلفزة من بعض المحطات حيث يتم اختيار المتحدث لبث عناوين معينة، يعرف ان الهدف رمي الزيت فوق النار .. فبعض المحطات العربية، ومن باب المهنية الاعلامية، تسعى إلى هذا الهدف، وتحاول ان ترسخ ان ثمة تقسيما واقعا، بل ان هنالك ثورة ضد النظام تشكل "داعش" احد فصائلها، فيما يشكل البعثيون الذين اطلوا من جديد بعدما رفعت صور قيادات بعثية في الموصل فصيلا ايضا ..
لكن الحقيقة ابعد من هذا التسريب الإعلامي الذي يتحرك بفعل منهج دول محددة، لها باع في احداث المنطقة، بل لها وسائطها التي تأتمر بأمرها وتتحرك بمفرداتها. فالواقع المنطقي يقول، ان ليس هنالك ثورة .. هنالك محاولة ايقاع بين السنة والشيعة على اساس ان المنطقة التي استولت عليها "داعش" تشكل عمقا سنيا، في حين جاء الرد التجهيزي للقتال عند المناطق الجنوبية العراقية، فكان المشهد وكأنه انفصالي من جانب السنة، بينما هو توحيدي من جانب الشيعة.
الحقيقة في مكان آخر، المعنبون الذين لجأوا الى هذا الخيار، يحاولون بث تلك الايحاءات وكأنها امر واقع من اجل استنهاض المذهبية، لكن ما ان تحرك الجيش العراقي لأخذ المبادرة حتى سقطت تلك المقولات وبات الامر بيد السلطة المركزية التي من المؤسف ان الخلافات السياسية ما زالت تلاحقها، حتى في لحظات تقرير مصير وطن بأكمله. وهكذا اثبتت الاحداث الداهمة ان الخطأ يكمن في طبيعة الدستور الذي فصل على قامات رجال سياسة وعلى تفاصيل مذهبية ومناطقية.
ان وحدة العراق خط أحمر، مهما كان الشأن السياسي او مهما اخطأ الدستور في رسم حكم البلاد .. واذا ما تقاتل السياسيون العراقيون لأسباب خاصة، فإن المصير الوطني لا يمكن التلاعب به أو الاتكاء به على مفردات الساسة الذين ظلموا الشعب العراقي كثيرا، وهم منذ سقوط صدام حسين، يحاول كل منهم مد البساط إليه، لعله يفوز بأكل الجبنة اذا عرفنا كم هو مثمر نفط العراق في هذه الظروف العالمية النفطية.
احدى الكاتبات العراقيات قالت بأن "داعش" لا تشكل سوى فريق صغير، ثمة فرقاء وعشائر تم تضليلهم وشراء ذممهم وبعث الفرقة في نفوسهم .. المسألة باختصار القتال على حكم العراق وليس من اجل العراق أو من أجل طائفة أو مذهب، وعلى خير العراق وليس من اجل العراق، واذا ما تطلعنا إلى ما قيل عن قيام "داعش" بالاستيلاء على اموال المصرف المركزي في الموصل وعلى اموال المصارف الأخرى، فهي السرقة الواضحة التي تحرك شهية محتل، وعاجز عن المساهمة في بناء وطن.
لا نخاف على العراق الا من المذهبيين والطائفيين، واما القوى المتدافعة للاحتلال فقد رأت بأم العين كيف خرج المحتل الاميركي بكل عدته وعدده ذليلا مكسورا مقتولا ومجروحا. لا احد يمكنه احتلال بلاد رسمت واقعها على مقاومة كل غريب عن البلاد. كل هذا المشهد سوف يتلاشى في وقت قريب على ما نعتقد، لعل المبدأ القائل قد اثبت جدارته بأن كم ضارة هي نافعة.