[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tarekashkar.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق أشقر [/author]
مع انطلاق مهرجان صلالة السياحي المستمرة فعالياته حتى نهاية أغسطس الجاري، حظيت مدينة صلالة باختيار العديد من الجهات المنظمة للمؤتمرات والندوات لها كموقع لتنظيم الفعاليات خلال وبعد فترة المهرجان بما يشي برغبة واضحة من الجهات المنظمة لتلك الأحداث للاستفادة من فترة الخريف الذي يكسو محافظة ظفار بالخضرة اليانعة وجمال الطبيعة الغناء في تلك البقعة الجميلة من عمان الأمن والسلام .
لقد بدى واضحاً للكثير من زوار مدينة صلالة في كل عام خلال الخريف، بأن المدينة تشهد فعاليات متنوعة خارج برامج المهرجان التراثية والاجتماعية والترفيهية والعروض المسرحية والثقافية والرياضية التي تكون في الأصل ضمن برنامج موضوع مسبقا يعود إلى الجهة المنظمة لمهرجان صلالة السياحي في كل عام، بل تصبح المدينة في نفس الفترة ساحة تعج بالمؤتمرات واللقاءت ذات المنطلقات الاقتصادية والمالية والمصرفية والرياضية التي تتميز بحضورها المهني والتخصصي الواسع والمتعدد الكفاءات من مختلف أنحاء العالم والمنطقة العربية والخليجية وذلك حسب طبيعة المؤتمر أو الحدث.
ومن تلك الفعاليات الاقتصادية الهامة على سبيل المثال لا الحصر والتي جاء تنظيمها مواتياً أو مواكبا لفترة الخريف والأجواء الممطرة في محافظة ظفار ، مؤتمر الدفع الالكتروني ، وهو فعالية دولية شارك فيها خبراء ومختصون ومهنيون وأكاديميون ومصرفيون من عالم المال والأعمال من العديد من الدول العالم لمناقشة قضايا متخصصة وعميقة في مجال المدفوعات الدولية وحلول الدفع المالي عبر الهاتف النقال والعملة الرقمية ونظم تسوية المدفوعات الدولية بمختلف جوانبها القانونية.
وعلى المستوى الخليجي، ستشهد فترة الخريف في صلالة أيضا في الأسبوع الرابع من أغسطس الجاري انعقاد المؤتمر الخليجي السابع لتطوير إنتاجية الكوادر البشرية، وذلك من أجل رفع مستوى الأداء الوظيفي نحو النهوض بمستوى الإنتاجية عبر طرح مجموعة من الحلول والتجارب العالمية والإقليمية والخليجية وبمشاركة محلية وخليجية واسعة.
وليس هذا فحسب، بل هناك عدد كبير من المؤتمرات والفعاليات تم ويتم تنظيمها في محافظة ظفار خلال فترة الخريف وما ذكر أعلاه مجرد أمثلة كونهما فعاليتين تشارك فيهما قطاعات مهنية مختلفة من خارج وداخل السلطنة يكون هدفها في المشاركة تفاعل مهني متخصص ومنسجم مع طبيعة الفعالية ، ومن ثم يعتبر التعاطي السياحي مع المحافظة كعنصر مكمل للبرامج اليومية أثناء وجودهم بالمحافظة ... ... وبهذا يمكن اعتبار سياحة المؤتمرات محوراً قابلا للتركيز عليه وأفقا واسعاً للاستفادة منه في القطاع السياحي العماني خصوصا وأن السلطنة غنية بمواقعها السياحية في مختلف محافظاتها، فضلا عن ما حظيت به من نمو واضح في قطاع الفندقة والضيافة، حيث زاد عدد الغرف والشقق والفنادق بمختلف فئاتها ونجومها في السنوات الأخيرة، وغالبيتها مجهزة تجهيزاً جيدا بقاعات المؤتمرات ومزودة باحتياجات ومتطلبات الفعاليات بمختلف مجالاتها في ظل بنية تحتية متينة وطرق برية بمواصفات عالمية وحركة مرورية في مستوى آمن.
ونسبة للتنوع البيئي والإحيائي بالسلطنة وتعدد شواطئها ومحمياتها الطبيعية ورمالها الذهبية، وأوديتها المتدفقة وسواحلها الجذابة، فإن الفرصة تعتبر سانحة لمؤسسات القطاع الخاص العاملة في مجال التفويج السياحي بأن تزيد من مستوى تنسيقها مع المؤسسات الحكومية والجهات والمؤسسات المنظمة للمؤتمرات المتخصصة والفنادق ووزارة السياحة، وذلك لجدولة المؤتمرات المتخصصة من أجل التنشيط السياحي لفترات المهرجانات السياحية والمعارض التسويقية كمهرجان صلالة السياحي ومهرجان مسقط ، ومهرجان عبري السياحي، ومعرض الكتاب، ومعرض كومكس ومهرجان المسرح العماني، ومهرجان الأغنية، جنبا إلى جنب الحرص على إدراج المحميات والشواطئ، والمواقع السياحية في مختلف برامج فعاليات المؤتمرات حتى لو كان ذلك على حساب المشاركين في تلك المؤتمرات، ويصعب أن يتردد الزائر من خارج السلطنة في الاستفادة من أي رحلة سياحية داخل عمان بمساهمة رمزية ، طالما أنها بإشراف الجهات المنظمة للمؤتمرات.

طارق أشقر
من أسرة تحرير الوطن
[email protected]