كولومبوـ د.ب.أ : يتنقل الجنود السريلانكيون من منزل إلى منزل في العاصمة السريلانكية كولومبو، في واحدة من أكبر عمليات الجيش بحثا عن أماكن تكاثر البعوض. وتتمثل مهمتهم حاليا في القضاء على بؤر تكاثر البعوض في إطار حملة ضخمة تستهدف القضاء على فيروس حمى الضنك القاتل الذي أودى بحياة نحو 315 شخصا هذا العام وأرسل113543مريضا إلى المستشفيات.
ويساعد الجنود في مهمتهم مسؤولون صحيون وأفراد شرطة لديهم سلطة إحالة الأفراد إلى المحكمة بسبب وجود مواقع لتكاثر البعوض حول منازلهم، مثل برك المياه الراكدة . ويمكن أن يتعرض المخالف إلى غرامة مالية تعادل 32 دولارا. وتعج المستشفيات بالمرضى الذين يشتبه في إصابتهم بفيروس حمى الضنك. وعادة ما ينمو الفيروس الذي ينتقل بواسطة البعوض بعد موسم الأمطار الموسمية في المناطق المدارية ومن بين أعراضه ارتفاع حرارة الجسم وآلام شديدة في المفاصل والعينين. ويعتبر هذا التفشي هو الأسوأ في تاريخ سريلانكا، مع زيادة أعداد المرضى يوما بعد يوم. وفي المقابل، شهد العام الماضي ككل إصابة 55 ألف شخص ووفاة 108 أشخاص. ونظرا لعدم وجود لقاح معتمد ضد الفيروس، فإن الجهود المبذولة على الجزيرة، الواقعة في المحيط الهندي والبالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، تركز على منع انتشار حمى الضنك. ويقول وزير الصحة راجيتا سيناراتني "إننا نحتاج إلى تعاون المواطنين للسيطرة على انتشار حمى الضنك" مؤكدا أن الحكومة "تبذل قصارى جهودها للسيطرة على انتشار المرض". وأصبحت مشاهد مشاركة شخصين أو ثلاثة لسرير واحد في مستشفى ومرضى يفترشون الأرض في المستشفيات أمرا شائعا. واضطرت بعض المستشفيات إلى وضع قيود على استقبال المرضى الجدد. يذكر أن المقاطعة الغربية، التي تضم العاصمة كولومبو، هي الأكثر تضررا حيث أن ما يقرب من50 بالمئة من المصابين بحمى الضنك من هذه المنطقة. لكن العديد من المناطق الأخرى، بما في ذلك المناطق الساحلية الجنوبية المحببة للسائحين، تعاني أيضا من كثرة أعداد المصابين بالفيروس.
ولم ينج العاملون بالمستشفيات من الإصابة بالمرض فقد أصيب العديد منهم بحمى الضنك كما توفي بعضهم. وتقول أنورا ديسانايك، موظفة في مستشفى في منطقة راجاما (15 كيلومترا شمال العاصمة)، إن "شقيقتي أنوما البالغة من العمر 57 عاما، التي كانت تعمل أيضا موظفة في المستشفى، توفيت بسبب حمى الضنك، بعد يومين من اصابتها بالفيروس. وخلال حديثها لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قالت "إن الموظفين يمارسون أعمالهم في خوف، ففي كثير من الأحيان يصبح الموظفون ضحايا". وبدأت حملات التطهير خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، حتى أطفال المدارس تم تجنيدهم للعمل في تطهير الأماكن العامة والمنازل والمؤسسات التعليمية والأراضي المفتوحة.