بغداد ـ (الوطن) ـ وكالات:
اقتربت الاشتباكات التي تخوضها القوات العراقية وجماعات مسلحة من العاصمة بغداد وباتت حتى إعداد الخبر على بعد 60 كيلومترا فقط منها، فيما عزل رئيس الوزراء نوري المالكي قيادات كبيرة من الجيش العراقي، في حين اعتبرت حكومة إقليم كردستان العراق أن الدولة ستشهد منطقة على غرار إقليم كردستان تكون خاصة بالسنة.
وبعيد إرسال الولايات المتحدة التي ناقشت أحداث العراق مع إيران بشكل مقتضب في فيينا، 275 عسكريًّا لحماية سفارتها في بغداد، في أول خطوة من نوعها منذ الانسحاب الأميركي نهاية 2011 قال قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير محمد رضا الزيدي إن "مجموعة من المسلحين نفذوا هجوما بالأسلحة الرشاشة في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) والقوات الأمنية صدت الهجوم".
وأكد ضابط برتبة مقدم في الجيش أن المسلحين "تمكنوا من السيطرة على أحياء الكاطون والمفرق والمعلمين في غرب ووسط بعقوبة لعدة ساعات، قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة على هذه الأحياء".
وقتل 44 شخصا بالرصاص داخل مقر للشرطة في وسط بعقوبة خلال الهجوم، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية.
وهذا أول هجوم تتعرض له بعقوبة مركز محافظة ديالى منذ بدء الهجوم الكاسح للمسلحين في أنحاء من العراق قبل أسبوع والذي تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في الشمال، بينها الموصل (350 كلم شمال العراق) وتكريت (160 كلم شمال بغداد).
وجاء الهجوم على بعقوبة وهي أقرب نقطة جغرافية إلى بغداد يبلغها المسلحون منذ بدء هجومهم، في وقت لا يزال قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) يشهد في بعض أجزائه اشتباكات بين قوات حكومية والمسلحين الذين ينتمون إلى ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وتنظيمات أخرى وعناصر من حزب البعث المنحل.
وبعد اسبوع من سقوط الموصل ومدن اخرى، امر رئيس الوزراء نوري المالكي بإعفاء ضباط رفيعي المستوى في القوات الحكومية من مناصبهم واحالة احدهم على محكمة عسكرية، واصفا سقوط مناطق في ايدي المسلحين بالنكسة، بحسب ما جاء في بيان رسمي امس.
ومن امر المالكي باعفائهم من مناصبهم هم الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى، ونائبه اللواء الركن عبد الرحمن مهدي، ورئيس اركانه العميد الركن حسن عبد الرزاق، والعميد الركن هدايت عبد الرحيم عبد الكريم عبد الرحمن قائد فرقة المشاة الثالثة الذي احيل على المحكمة العسكرية.
من جانبه أعلن رئيس وزراء كردستان العراق نيجيرفان بارزاني اعلن في مقابلة صحفية انه "من شبه المستحيل" ان يعود العراق كما كان عليه قبل سقوط الموصل. واعتبر ان السنة يجب ان يكون لهم الحق في ان يقرروا اقامة منطقة خاصة بهم مثل كردستان.
وقال بارزاني "علينا ان نجلس جميعا معا ونجد حلا ونعرف كيف يمكن العيش معا" مؤكدا انه "سيكون من الصعب التوصل الى حل" مع رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال "الحل ليس عسكريا. يجب فتح عملية سياسية. ان الطائفة السنية تشعر بأنها متروكة، ويجب ان تشمل العملية مختلف العشائر والمجموعات".
واضاف "يجب ان نترك المناطق السنية تقرر لكني اعتقد ان النموذج الافضل لها هو ان تقيم منطقة سنية كما فعلنا في كردستان". على حد قوله.