تورونتو ـ د.ب.أ : يعكف باحثون من كندا على تطوير طريقة لترقيع أنسجة القلب لدى الإنسان باستخدام رقع أنسجة عن طريق الحقن. ويحاول الباحثون إدخال هذه الرقع النسيجية لقلب الإنسان المريض بأقل قدر ممكن من التدخل الجراحي حسبما أوضحوا في دراستهم الصادرة امس الأربعاء في مجلة "نيتشر ماتيريالز" المتخصصة. ورغم تأكيد خبراء ألمان متخصصين إعجابهم بهذه الفكرة، إلا أنهم شككوا في إمكانية تطبيقها في المستقبل القريب. سيكون حجم هذه الرقعة النسيجية التي طورها الباحثون أصغر بقليل من طابع البريد وستعلوها خلايا من عضلة القلب وهي مرنة لدرجة يمكن معها إدخالها في إبرة حقن بقطر مليمتر واحد. وبعد الحقن في منطقة القلب تنفرد الرقعة ذاتيا ويتم تثبيتها في المكان المراد دون الحاجة لإجراء جراحة مجهدة لتثبيتها، حسبما أوضح الباحثون. وينتظر لخلايا القلب في الأنسجة الجديدة أن تتمدد وتدعم القلب. وتعتمد الرقعة بشكل أساسي على بنية شبكية صناعية تنمو عليها في المختبر خلايا من عضلة القلب تستخرج مما يعرف باسم الخلايا الجذعية المستحثة للمريض. وتبدأ هذه الأنسجة القلبية الجديدة في النبض في المختبر بالفعل. ثم يتم نقل الرقعة عبر إبرة حقن إلى القلب. وقال الباحثون إن الشبكة التي تحمل الأنسجة ستتلاشى مع مرور الوقت ولا يبقى منها سوى النسيج القلبي الإضافي. ونجح الباحثون تحت إشراف ميليكا راديسيتش من جامعة تورنتو البرهنة على أن النسيج الإضافي حسّن أداء القلب لدى الفئران عقب إصابتها باحتشاء عضلة القلب.
كما ذكر الباحثون أنهم تمكنوا أيضا من زراعة هذه الرقعة لخنازير وقالوا: "لا يمكن للضُمادة أن تبرِئ القلب بشكل تام ولكن إذا نجحنا في جعلها ناجحة لدى الإنسان فنعتقد أن ذلك سيحسن جودة الحياة لدى المرضى".
ولا يستبعد الباحثون استخدام هذا الأسلوب مستقبلا في أعضاء أخرى مثل الكبد. وفقا لتقارير صحية حكومية في ألمانيا فإن نحو 220 ألف شخص في ألمانيا نقلوا للمستشفى عام 2015 بسبب إصابتهم بالجلطة توفي منهم نحو 18600 شخص أثناء تلقيهم العلاج في المستشفى. وحسب مكتب الإحصاء الألماني فإن نحو 50 ألف شخص توفوا عام 2015 نتيجة الجلطة. تتسبب الإصابة في توقف تدفق الدم في أجزاء من القلب فجأة مما يؤدي لوفاة خلايا في عضلة القلب وتكون ندبات لا تستطيع النمو مما يصيب قدرة القلب على ضخ الدم بقصور دائم. يحلم رجال الطب بأن ينجحوا يوما ما في زراعة أنسجة قلبية في المختبر ويستخدموها في تقوية قلب المريض ولكن ذلك لا يزال أمرا بعيد المنال "حيث لا يتم في التطبيق العملي حاليا استخدام أنسجة طورت بخلايا جذعية" حسبما أوضح يان جومِرت، جراح القلب في مركز نورد راين فيستفالين الألماني لأمراض القلب والسكر والذي لم يشارك في الدراسة مضيفا: "ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه التقنية ستتوفر في المستقبل أم لا".