طوكيو ـ عواصم ـ وكالات:
شدد رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جو دانفورد أمس على التحالف القوي بين بلاده واليابان في رسالة الى كوريا الشمالية، مشيرا الى أن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن الأرخبيل في حال وقوع أي هجوم، في وقت يتركز الاهتمام الاسبوع المقبل على تدريبات سنوية مشتركة في كوريا الجنوبية يمكن ان تؤجج التوتر مرة اخرى في شبه الجزيرة الكورية، بحسب مسؤولين آسيويين.

والتقى دانفورد الذي يزور طوكيو ضمن جولة يقوم بها في آسيا، نظيره الياباني كاتسوتوشي كاوانو قبل لقاء رئيس الحكومة شينزو آبي.
ويأتي هذا التحرك بعد تهديد بيونج يانج باطلاق صواريخ على جزيرة غوام الأميركية في المحيط الأطلسي. وهذه الصواريخ العابرة للقارات ستمرّ فوق الأرخبيل الياباني. وصرّح دانفورد «أعتقد أننا أوضحنا الى كوريا الشمالية ودول المنطقة أن أي هجوم يستهدف أي منّا (اليابان أو الولايات المتحدة) يعادل الهجوم ضد البلدين» مضيفا أن «الأمر بالغ الأهمية في إطار الردع النووي».
وذكر «بالالتزام الأميركي الثابت» تجاه أمن اليابان، الأمر الذي أكدته الولايات المتحدة من جديد في اليوم السابق بعد تعيينها بيل هاغرتي سفيرا اميركيا جديدا لدى طوكيو، بالإضافة الى الاجتماع الرباعي الذي عقد في واشنطن بين ووزيري خارجية ودفاع البلدين. وقال آبي من جهته»نقدر تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوضوح وضع كل الخيارات على الطاولة لحماية التحالف»بين البلدين. وفي سياق آخر وبعد التهديدات المتبادلة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بتصعيد نووي، يتركز الاهتمام الأسبوع المقبل على تدريبات سنوية مشتركة في كوريا الجنوبية يمكن ان تؤجج التوتر مرة اخرى في شبه الجزيرة الكورية، بحسب محللين. واجرت بيونج يانج الشهر الماضي تجربتين لصاروخين بالستيين عابرين للقارات، توعد بعدهما الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوريا الشمالية بـ»النار والغضب».
وهددت بيونج يانج بعد ذلك باطلاق صواريخ باتجاه جزيرة غوام الارض الاميركية في غرب المحيط الهادئ، وهي خطة يبدو ان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ-اون أرجأها هذا الاسبوع لكنه حذر من أنها قد تمضي قدما بانتظار الخطوة التالية لواشنطن.
وسيكون رد فعل كوريا الشمالية على مناورات «اولتشي-حارس الحرية» (اولتشي فريدوم جارديان-يو اف جي) التي تنطلق الاثنين حاسما في معرفة ما سيحصل لاحقا. ويشارك في المناورات السنوية التي اطلق عليها اسم جنرال دافع عن مملكة كورية قديمة من الغزاة الصينيين، خمسون الف عسكري كوري جنوبي و25 ألف عسكري اميركي يجرون تدريبات على حماية كوريا الجنوبية من هجوم كوري شمالي.
غير ان بيونج يانج تعتبر تلك المناورات تدريبا استفزازيا لغزو محتمل لأراضيها وتهدد كل سنة برد عسكري قوي.
وقالت كوريا الشمالية ان الضربة الصاروخية لغوام يمكن تفعيلها في حال قيام واشنطن «بخطوات متهورة». ويقول المحللون ان التدريبات يمكن ان تصبح الشرارة التي تحدث الانفجار. وقال جيمس اكتون المدير المشارك في برنامج «السياسة النووية» في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي «أخشى ان تؤدي الى تفعيل هذه الخطة عندما تبدأ التدريبات المشتركة». وتدعو كوريا الشمالية باستمرار الى وقف التدريبات العسكرية المشتركة الكبيرة بين الحليفين مقابل تجميدها للبرنامجين النووي والصاروخي. في مطلع تسعينيات القرن الماضي وافقت سيول وواشنطن على الغاء تمارين كان يطلق عليها «تيم سبيريت» مقابل أن يسمح الشمال بتفتيش منشآته النووية السرية. لكن بيونج يانج تراجعت عن الاتفاق واستأنفت برنامجها لتطوير الأسلحة.