[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
سوف نبدأ دائما من النقطة المتكررة، وهي التي تشكل أهمية الصراع الحالي في المنطقة وفي العالم الذي اكتشف خطأه ولو متأخرا لوقوفه مع الارهاب ضد الدولة السورية في تلك البدايات التي خاب فيها ظنه لاحقا.
المشهد المؤلم في برشلونة، يمكن ان يكون اذن من صنع الاوروبيين انفسهم، وان كان الاميركي هو السيناريست اي كاتب السيناريو وواضعه. سوف تتنبه اوروبا بشكل متأخر وبلحم شعبها الحي، انها تدفع ثمن ظلمها لسورية ولليبيا وللعراق، وانها وقفت مع المجرم والارهابي والقاتل ورمته بالورد واعطته كي يكبر ويترعرع ويعيش.
لم يستوعب الاوروبيون ان الجيش العربي السوري يقوم باكبر انجاز عالمي بالزود عن بلده وعنهم في قتاله ضد اولئك الاوباش الذين احلوا دم البشرية جمعاء ولم يفرقوا بين مسيحي ومسلم، او اي من المذاهب الاسلامية، بل قدموا لوحة دموية معطوفة على اكبر تقدم لهم في الحصول على الارض والدعم والمكانة والسيطرة.
كنت حزينا على الضحايا المرميين في الشارع البرشلوني وهم ينزفون قبل الدم موقفا من حكومات اوروبا التي مازال بعضها يمارس دبلوماسية مقنعة مع الارهاب كي لايغضب عقل هذا الارهاب المركب في مكان بات معروفا .. فيما المطلوب صيحة شكر بأعلى الصوت للجيش العربي السوري ولسوريا ولحلفائها وللرئيس الاسد، للعراق الذي قدم في اصعب اوقاته انجازا نعجز عن شكر قواته المشتركة المسلحة ..
هل فات اوروبا انها كانت تقرأ في الآتي يوم كان لها بعض الاستقلال السياسي قبل ان تطبق الولايات المتحدة عليها. ليس من التشفي انطلق في كلامي، سوى اني
اترحم على شعوب اوروبا الموحدة الذين صاروا ضحايا، وسيصيرون ايضا في المستقبل طالما انهم مازالوا غير واضحين من معركة سورية الكبرى مع الارهاب العالمي عنها وعنهم وعن كل العالم.
فرنسا ربما، كانت السباقة في ابداء الرأي المباشر والصريح مع سورية الدولة على لسان الرئيس ماكرون، بل ان دراسة صدرت تقول بان ثلاثة آلاف من الارهابيين المهزومين في سورية والعراق وغيرها سيعودون الى بلادهم الاوروبية ولفرنسا نصيب الاسد فيهم، فهي بالتالي حائرة ولا تريدهم، ويبدو انها مستعدة لتكليف اي كان لقتلهم في امكنة وجودهم، فهو الخلاص النهائي منهم، وكذلك حال الارهابي الروسي وغيره من الارهابيين الذين ينتمون الى عشرات الدول، وفي سورية وحدها مايقارب المائتي تنظيم من شتى الاجناس والاعراق والقيادات المحلية والاجنبية.
امام الهزائم التي يتلقاها الارهاب في كل مكان، فقد صار على مسلحيه اما ان يبقوا حيث هم وقد باتوا على معرفة بان عهدهم انتهى وبالتالي لابد من قتلهم ، او ان يعودوا الى بلادهم ليضربوا فيها امنها واستقرارها.
اهم درس يمكن قوله في هذه العجالة، ان الارهاب كلما طويت صفحته في سورية والعراق وليبيا، ازداد شراسة في مجتمعات هادئة كي يظل وهجه وصيته وسيطرته النفسية قائمة، بل هو سيزيد من ضرباته كي يحارب هزيمته الاكبر حيث حلم ذات يوم ان يستقر والى الابد.
كلنا موجوعون، لكن المطلوب ان يتوقف كل دعم لهذا الارهاب وقد بات معروفا مصادره . ثم قيام جبهة عالمية لمحاربته في كل مكان بقيادة الخبراء من الجيش العربي السوري ومن الحشد الشعبي العراقي ومن حزب الله ..فهؤلاء وغيرهم من دول معروفة رسموا خريطة النهاية لهذا العالم القاتل والشرس والحالم بأرض موعودة تعلمها من استاذه الصهيوني .