منذ أن أعلنت السلطنة عن اهتمامها بإطلاق قمر صناعي للاتصالات ضمن برنامج حكومي طموح لتحديث وتطوير قطاع الاتصالات بما فيها الإنترنت والجيل الرابع للهواتف النقالة فإنه يتم العمل على استكمال الدراسات الرامية لإنشاء منظومة عمانية للأقمار الصناعية تعد هي بوابة المرور لمستقبل باتت فيه تكنولوجيا الفضاء محركا رئيسيا للتنمية.
فاقتصادات الفضاء أصبحت مكونا رئيسيا من مكونات التنمية باعتبارها نمطاً من الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية المستندة إلى المعرفة العلمية التي باتت شرطا أساسيا للنمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
وما يزيد من توسع نطاق الأنشطة الفضائية الاستخدامات المتعددة للأقمار الصناعية فمنها ما هو لأغراض الاتصالات والمراقبة الأرضية والملاحة أو لتكنولوجيا المعلومات والإنترنت او استخدامات تدخل في صميم العملية التنموية كالتنقيب والتعدين واستكشاف الموارد الأرضية، والاستشعار عن بعد، ومتابعة الأحوال الجوية وكذلك التخطيط العمراني والزراعي إضافة إلى الأغراض الأمنية والعسكرية.
ومن ضمن الجهود التي تقوم بها السلطنة في هذا الشأن تأتي ثاني الجلسات الحوارية لمنتدى "مسارات" الذي نظمته وزارة النقل والاتصالات بالتعاون مع النادي الثقافي والذي شهد مناقشة فرص الاستثمار في تكنولوجيا الأقمار الصناعية ؛ حيث تم الوقوف على الاستخدامات المختلفة لتطبيقات وتقنيات الأقمار الصناعية ومراحل تطورها بالإضافة إلى مستقبل صناعة علوم وتقنيات الفضاء والوضع الحالي لاستخداماتها بالسلطنة , وأبرز تحديات امتلاك منظومة أقمار صناعية، إلى جانب التمثيل الدولي للسلطنة في المنظمات والهيئات المتخصصة في مجالات الفضاء، والاحتياجات الوطنية والدوافع نحو امتلاك منظومة أقمار اصطناعية.
ومع سعي السلطنة للدخول في اقتصادات الفضاء باعتبارها محركا أصيلا للنمو الاقتصادي ينبغي ألا يكون هذا الدخول دخولا استهلاكيا , بل يجب أن يكون من منطلق الفاعلية والتأثير وذلك من خلال نقل وتوطين التقنيات والدخول في الصناعات المرتبطة بمنظومة الأقمار الصناعية كخلايا الطاقة الشمسية وفتح مجالات تعليمية بالجامعات والكليات بالسلطنة في تخصصات مرتبطة بها وبناء كوادر وطنية مرتبطة بتكنولوجيا الفضاء.

المحرر